يواجه العراق تحديات عدة قد تهدد العملية السياسية برمتها ، وتبقى ابرزها تنحصر بالدور السياسي الذي يلعبه حاليا الامين العام لحزب الدعوة نوري المالكي ، وامنيا اتساع رقعة تواجد تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش في المدن العراقية .

نوري المالكي يفر الى طهران

قبل يوم واحد من صدور التقرير النهائي غادر المالكي البلاد متوجها الى طهران متحديا القرار الصادر عن رئيس الوزراء حيدر العبادي بمنع السفر خارج العراق للمتهمين بقضايا فساد .

ويتهم نوري المالكي امتلاكه نفوذ واسع داخل المؤوسسات الامنية والعسكرية ابرزها الحشد الشعبي ومليشيات عديدة اخرى بأمكانها زعزعة الوضع الامني .

وتتهم تلك المليشيات قيامها بأعمال خطف وقتل على الهوية ما يعيد الى الاذهان احداث 2006 الطائفية .

ولم تنقطع تصريحات نوري المالكي المثيرة للجدل وتوجيهه الاتهامات لقيادات سياسية داخل البلاد وكذلك دول الجوار .

وحال وصول نوري المالكي الى طهران اتهم السعودية واسرائيل بدورهما السلبي في المنطقة ، قبل ان يحمل تركيا واقليم كوردستان مسؤوليتهما عن سقوط مدينة الموصل بيد داعش .

نوري المالكي الذي حكم العراق لثماني سنوات وبقيت عيونه ترنو صوب الولاية الثالثة قبل الاطاحة به ، غير انه تمكن عبر موقعه من التأثير في صنع القرارات ضمن السلطتين التنفيذية والقضائية التي ساندته كثيرا في توليه رئاسة الوزراء للمرة الثانية .

المالكي مايزال يملك نفوذا شعبيا وامنيا داخل المؤوسسة العسكرية وبأمكانه ارباك العملية السياسية متى شاء لذا فأن بقاءه ضمن دائرة العمل السياسي تعكس مؤشرا سلبيا يهدد حكومة العبادي في اي وقت ، ويعزز موقفه قيادته للامانة العامة لحزب الدعوة الذي ينتمي اليه العبادي .

حكم نوري المالكي والذي يوصف بالشمولي والدموي لاتهامه ببروز تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش في العراق ، خاصة وانه المتهم الاول بحسب نتائج التحقيق للجنة البرلمانية في احداث سقوط الموصل حزيران 2014 .

الانبار ونينوى تحت سيطرة تنظيم داعش

ماتزال الحكومة العراقية تواجه تحديا معقدا ابان سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش على مدينة الموصل حزيران 2014 لتتوالى سيطرته على مدن عدة اخرها الرمادي (مركز محافظة الانبار) في 17 مايو الماضي .

اتساع نفوذ داعش يشكل تهديدا صريحا لديمومة حكومة العبادي المطالبة باجراء الاصلاحات الجماهيرية التي تشهدها العاصمة بغداد ومدن جنوب العراق .

القوات العراقية رغم حصولها على الاشادة الامريكية بالدور الايجابي الذي تلعبه في معارك الرمادي وسيطرتها على بعض المناطق ، الا ان بقاء امد الحرب بأمكانه عرقلة الاصلاحيات السياسية التي يقودها حيدر العبادي من جهة ويهدد كذلك الوضع الامني في بقية المدن .

التهديدات التي يملكها داعش خرجت عن النطاق الضيق المحصور في المدن العراقية الغربية ليتبنى التنظيم هجمات نفذت داخل العاصمة بغداد بالاضافة لاطلاقه حملة اعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مهددا كربلاء والنجف .

حكومة العبادي المرشقة الى 22 وزارة والتي تحظى بتأييد من قبل الولايات المتحدة وايران امام فرصة ليست بالسهلة لتتمكن من تقديم نوري المالكي الى المحاكمة للتخفيف من الهيجان الشعبي الذي يشهده الشارع العراقي ، كما يهدد وجود تنظيم داعش في العراق انتكاسة امنية للقوات العسكرية .