* التوعية بمخاطر المنزل وكيفية التعاطي معها ضرورة
* المرأة مسؤولة عن الاطفال وعليها معرفة الاسعافات الاولية بشكل جيد
* الحوادث تحتاج الى هدوء ومعرفة تامة
تجد جميع الاسر العراقية أن المنزل هو المكان الاكثر أماناً بالنسبة لهم ، خصوصاً الأطفال منهم ، غير أن معظم الحوادث التي يتعرض لها أفرادها تكون من خلالها من دون أن يعلموا ذلك الامر ، لذلك وجب عليهم الانتباه والحذر والتوعية وتعلم الاسعافات الاولية تحسباً لمواجهة مخاطر الإصابات التي قد تقع أثناء وجودهم في المنزل مع الأطفال في ملاذهم الآمن .
فهل يمكن درء الاخطاء على أفراد الاسرة وهم يعيشون في منزلهم بعيدين عن المحيط الخارجي ؟ ولماذا لا يكون لدى النساء بعض الوعي الطبي في حالة حدوث أي حالة طارئة في المنزل ؟ وكيف السبيل في تقليل نسبة الحوادث التي تحصل حفاظاً على أرورح الناس ؟ .
(( بغداد الاخبارية )) سلطت الضوء على هذه الظاهرة ، وخرجت بهذا التحقيق الصحفي .
مخاطر المنزل
قالت هناء سالم محسن ( موظفة ) يجب أن تكون هناك توعية للناس بالمخاطر التي يحتويها المنزل ، وكيفية التعاطي معها خصوصاً عند حدوثها ، لان الأطفال غالباً ما يتعرضون الى حوادث منزلية كثيرة ويومية ، مثل السقوط على الارض وهو يركض أو من مكان مرتفع من دون أن ينبه أو إبتلاع مواد صلبة أو سامة ومطهرات قريبة منه أو جروح ناتجة عن إستخدام أدوات حادة ، عندها يكون الالمام بمعرفة الاسعافات الاولية ، المنقذ إتجاه هكذا حوادث طارئة .
وأضاقت إن الاسر العراقية اذا وضعت إحتمالات وقوع هذه الحوادث أمام أنظارهم ، ستجعل منهم يبحثون عن معرفة كيفية التعامل معها ، ويعدوها ضرورية ومهمة من أجل إنقاذ حياة أبنائها الذين يحتاجون الى نقلهم الى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم ، وختمت هناء حديثها أن كثير من العوائل لا تعطي لهذا الموضوع أي أهمية الا عند حدوث ظرف طارىء لهم ، عندها لايفيد الندم وهم يشاهدون أبنائهم في مواقف محرجة ولكنهم أهملوا هذا الجانب بزيادة المعرفة في مخرجاته التي تسهم في إنقاذ أفراد أسرتهم .
توعية النساء
أما محمد جمال عبيد ( صاحب محل لبيع المواد الغذائية ) قال يجب أن تكون التوعية للنساء أولاً بمبادئ الإسعافات الأولية ، كون المسؤولية الاولى تقع على عاتقهن في المنزل ، باعتبار أن غالبية الرجال يخرجون الى أعمالهم أن كانوا موظفين أم كسبة ، عن طريق محاظرات إعلامية أو من قبل منظمات المجتمع المدني في المناطق حرصاً على تنمية وتطوير قدرات المرأة ، وتوعيتها وتثقيفها في المجالات كافة ومنها مجال الصحة والسلامة.
وتابع حديثه ، صحيح إن الرجل يجب عليه ألاطلاع على تلك الامور ولكن حاجة ربات البيوت أكثر إلى مثل هذا النوع من المحاضرات والتدريب العملي ، بهدف تطوير مهاراتهن في مجال الإسعافات الأولية ، كي يكتسبتن المهارات اللازمة ويصبحن على دراية تامة وتقديم العون الفوري والفعال في حالة حصول أي حالة إضطرارية لها أو لابنائها وحتى أبناء المنطقة .
ويؤكد على أن قيام دورات وبرامج من هذا النوع للنساء بشكل عام ، سواء كن عاملات أو ربات بيوت ، متزوجات أو عازبات ، سوف يجد لها ترحيباً من قبلهن عندما يكون هناك شرح نظري وتطبيقي حول المبادئ الأساسية للإسعافات الأولية وإيضاح المطلوب من المسعف.
الرعاية الاولية
بينما تقول أمل علي داود (ربة بيت) كثير من النساء تعاني من عدم معرفتهن الإسعافات الأولية ، لاسيما ونحن لدينا أطفال وفي حركة مستمرة وكثير ما تقع لهن حوادث مؤسفة ، تستدعي الذهاب الى المستشفى بصورة سريعة .
وأشارت جهل الكثير منهن بالرعاية الأولية والمؤقتة التي يجب أن يتلقاها المصاب في أي حادث مفاجئ ، لا يمتلكنها والتي تهدف المحافظة على حياته إلى حين الذهاب به الى أقرب مستشفى .
ونبهت أن دورهن المسعف يقتصر بتقديم كافة الإسعافات الأولية التي يعرفنها من خلال العناية الفائقة بالمصاب لاسيما الاطفال من أنواع الحوادث المنزلية الحروق والجروح والنزيف والكدمات وحالات الاختناق للكبار والصغار ، بعد تأهلهن بصورة كاملة للقيام بهذا العمل من خلال إستحداث دورات تدريبية لهن في المراكز الصحية القريبة من منازلهن المتخصصة تمكنهن من تقديم بالإسعافات الأولية للمصاب أو المريض بشكل صحيح لإنقاذ حياته.
الثقافة الصحية
وشاركها في الرأي فائز عبد الرحمن محمود ( سائق أجرة ) عندما قال ، يجب على الرجال أيضاً المشاركة في هذه الدورات حرصاً على الاستفادة بصورة كبيرة لهم من التدريب على الإسعافات الأولية ، في حالة وجودهم مع زوجاتهم في المنزل من خلال تدعيم الثقافة الصحية لهم ، لاتاحة الفرصة أمامهم لمعرفة كيفية إجراء الإسعافات الأولية وطرق الوقاية من الحوادث المنزلية.
وشدد على أن هذه الامور تعد من الاشياء التي يجب أن يتعلمها جميع الرجال كونها تشعرهم بالامان وعدم الارتباك أمام أي حالة تظهر ، فيقفون عندها عاجزون لا يعرفون شيء سوى زيادة الحالة سوى وتجعلهم قد يفقدون أفراد أسرهم من خلال هذا الارتباك .
وطالب بضرورة وجود أماكن خاصة في جميع المناطق لتعليم المواطنين الاسعافات الاولية بعد أن حصلت الكثير من الحوادث المنزلية راح ضحتها كثير من الناس نتيجة جهلهم بأي خطوة صحية يمكن أن تنفذهم ولكنهم أهملوا هذا الجانب في حياتهم وكانت النتائج وخيمة عليهم وعلى أفراد أسرهم .
الحالات الطارئة
غير إن وفاء شاكر طارق ( طالبة جامعية ) قالت لقد تعرضت وأنا أقوم بتهيئة الطعام الى أسرتي في المطبخ الى الاحتراق بزيت الطعام في يدي من دون أن أنتبه اليه ، فشعرت عندها بالام كبيرة لم أستطيع أن أتحملها وأنا بمفردي في المنزل ولم يكن أحد معي ليساعدني على الاستطباب .
وذكرت وفاء بان المعلومات التي لديها والمعرفة في مواجهة مثل هذه الحالات ، لم يدعها تفكر بالاتصال باهلها أو الجيران لمساعدهم ، حينها وضعت بعض المراهم عليها والمتوفر في المنزل لتهدئة هذه الحروق ومن ثم إنتظار أهلها من أجل الذهاب معهم الى أقرب مستشفى لتلقي العلاج ، فلو كانت لا تمتلك الى أي ثقافية صحية لساهم في سوء حالتها أكثر عندما تحاول الصراخ والعويل والذهاب الى الجيران تستنجد حالتها الطارئة وقد تفاهم حالتها الصحية أكثر .
وطالبت بضرورة مواجهة الحالات الطارئة بهدوء خصوصاً عندما يتعلق الامر بالاطفال كونهم الاكثر عرضة للحوادث بسبب لعبهم ولهوهم في المنزل الذي يعده الجميع المكان المناسب والامن لهم من الخروج بعيداً عن المنزل ولكن إتباع بعض الخطوات التي يجب أن يتعلمها الناس تجعلهم يواجهون بعض الحالات بحكمة ويمكنهم المحافظة على حياة الاخرين .
نصائح طبية
من جانبه قال الطبيب أياد خليل جاسم ، الثقافية الصحية والاسعافات الاولية مهمة بالنسبة لجميع المواطنين في معرفتها ، ولكن ليس في مختلف الحالات ، لان بعضها تحتاج الى طبيب إختصاص مثل أمراض القلب وإغماء السكري وأمراض الكلى وغيرها التي تحتاج الى علاجات معينة وليس علاجات آنية من أفراد الاسرة في المنزل الذين ربما يؤدي الى نهاية مؤسفة عندما يستخدمون علاجات غير صحيحة ، ولكن إن كانت بعض الحالات كالحروق وبعض الرضوض في جسم الانسان أو حالات التسمم الغذائي ، يمكن قيامهم ببعض الاسعافات الاولية التي تعلموها إن كانت من التلفاز أو قرأتها من الصحف أو النت ، تسهم في مواجهة الاخطار المحدقة بالانسان المصاب .
آخر الكلام
كثير من المواطنين العراقيين يعتقدون بان المنزل هو المكان الامن لابنائهم ، وهم لا يعلمون بان فيه مخاطر أكبر من المحيط الخارجي ، ويحتاج الى معرفة صحية وإسعافات أولية في حالة حصول حالة إضطرارية تستجوب معرفة هذه الامور ، فهذه الاسعافات تعني العناية الفورية التي يجب أن تقدم لاي شخص مصاب في حادث أو عند تعرضه لمرض مفاجئ ، فيكون التدخل فيها ضرورية في ظل عدم توفر المساندة الطبية أو أن تكون بعيدة المنال عنهم ، وعلى الرغم من أن الاسعافات الاولية علاج مؤقت لأي أزمة أو حالة إلا إنها قد تنقذ الإنسان ، لذلك أصبح تعلم مبادىء وأسس هذه الاسعافات بالغ الاهمية لجميع فئات المجتمع وذلك من أجل التعرف على كيفية التدخل السريع والسليم في الدقائق الحرجة التي تلي حدوث الإصابة ، بغية تخفيف الضرر عن المصاب لحين نقله الى المستشفى ولكن غالبية الناس يهملون هذا الجانب ولا يعطوه أهميته الا بعد أن يقعوا في حوادث منزلية لم تكن تخطر في بالهم ، لاسيما الاطفال منهم .