* الاوزان الزائدة سببت للقلق وعدم إلارتياح
* هاجس الخوف على صحة الأبناء يسيطر على أولياء الأمور
* تخفيف جدول المذاكرة المدرسية يمنع حملهم لجميع الكتب
يشكو بعض الطلاب مع بداية كل عام دراسي من ثقل الحقيبة المدرسية التي سوف يضطرون لحملها مسافات من منازلهم الى المدرسة ذهاباً وإياباً ، قياساً لاجسام بعضهم النحيلة ، فيصيبهم الضجر منها ويبحثون عن أي عذر من أجل عدم الذهاب والمكوث في المنزل تفادياً لحملها التي سببت للكثير منهم إصابات وجروح عند وقوعهم أو تعثرهم بها في الطريق .
فهل القلق الذي يعيشونه سيتحول الى هاجس مخيف بشكل يومي ؟ وكيف يمكن أن يتخلصوا من هذه الاثقال على ظهورهم ؟ ولماذا لا يتعود الطالب عليها وهو يحمل ما يحتاجه من كتب ودفاتر وأقلام في المدرسة ؟ .
أولياء أمور الطلاب تحدثوا الى جريدة (( بغداد الاخبارية )) عن معاناة أبنائهم حول هذا الامر .
ثقل الحقيبة
قالت خمائل عبد الله ثامر ( ربة بيت ) بعد أن قمت بتسجيل إبنتي في المدرسة في المرحلة الاولى من عمرها ، كانت تشعر بفرح كبير وسعادة ، ولكن مع بداية العام الدراسي كنت أشاهدها حزينة ومنهكة ولا تريد الذهاب الى المدرسة مرة أخرى ، وعلمت إنها قد صدمت في مطلع مسيرتها التعليمية بثقل الحقيبة التي تنوء بحملها كل يوم ، مقارنة بجسمها الصغير ووقوعها أكثر من مرة وإصابتها بجروح نتيجة لذلك ، فهذه الاوزان الزائدة سببت لها قلقاً وعدم إرتياح وقد شكت من آلام في ظهرها بصورة مستمرة ، وهي تحملها والصعود بها الى صفها في الطابق الثاني أو جرّها عبر الأدراج ، مع تزايد إحتمالات تعثرها أو الإسهام في تعثر صديقاتها .
كتب وطعام
أضاف علي ياسين مهند ( موظف ) بقوله هذه المشكلة يعاني منها آلاف الطلبة ممن يجبرون على حمل الحقائب والتي قد تصل أوزانها إلى نصف أوزانهم أو أكثر من دون حل لها ، نتيجة طلب الهيئات التعليمية منهم تحضير جميع الكتب يومياً ويمكن مشاهدة طلاب المدارس الابتدائية وهم يدخلون من بواباتها كل صباح ومساء ، حاملون حقائبهم التي تحوي إلى جانب الكتب والدفاتر بعض الطعام وغيرها من مستلزمات العلمية والتربوية ، فأدى الى مخاوف أولياء الأمور على صحة أبنائهم والبحث عن أصناف أخرى من الحقائب الخفيفة ومتابعة جدول المذاكرة بهدف عدم وضع الكتب التي لا يحتاجونها في ذلك اليوم .
معاناة يومية
بينما تقول نماء عبد الوهاب حيدر ( موظفة ) لم تحاول المدارس مساعدة الطلاب في التخلص من هذه الاحمال الزائدة ، من خلال مباردتهم إلى تنظيم جداول دراسية تخفف عبء الطالب من الكتب أو وضع خزائن يترك فيها الطلاب كتبهم وأخذ ما يحتاجونه من دفاتر بغية حل واجباتهم المطلوبة لليوم الثاني ، بعد الانتهاء من بعض المسائل الدراسية في المدرسة ، كي يعود الطالب إلى بيته مرتاحاً خالي اليدين والكتفين ، ولكنها ما زالت أحلاماً تداعب مخيلة أهالي الطلبة في التخفيف من هذه الاثقال رغم التزامهم بالمواد الدراسية حسب الجدول لابنائهم ، حين وجدوهم في حالة قلق شديد وتعب وإرهاق بصورة غير طبيعية .
دور الأمهات
أشار صالح سعد عباس ( صاحب محل لبيع المواد الكهربائية ) الى إن بناته بعد أن شكون من حقائب الظهر وبدأن يطالبن بشراء حقيبة مثل أمهم تحمل على كتف واحدة ، وعندما قمت بشرائها لهم ، كنوع من مساعدتهن في التخلص من وضع الحقائب على ظهرهن ، شاهدت أن الضرر على عظامهن قد إزداد وبدأن يشعرن بآلم كبيرة بين فترة وأخرى ، ما جعلني الى مراجعة الاطباء حول هذا الامر ، وقد نصحني بعدم حمل أي ثقل خوفاً عليهم في المستقبل ، فطلب من والدتهم القيام بحملها معهم ذهاباً وأنتظار خروجهم من المدرسة لحملها بدلاً عنهن .
الاختناق والضيق
غير إن سعدون مهند حسن ( طالب عمره 10 سنوات ) يقول أنا لا أحب حقيبتي المدرسية ، فعند رؤيتي لها أشعر بحالة من الاختناق وضيق في تنفسي وكنت أتذكرها في الصف الاول الابتدائي وتمنيت وقتها أن تمر السنين بسرعة من أجل التخلص منها ، فقمت بتبديل هذه الحقيبة بحزام أربط فيها كتبي ، لانني أعتقد أنه الحل الانسب والارحم من الثقل الهائل الذي تحملته سابقاً بشكل يومي جراء حملي حقيبتي المدرسية لعدة سنوات .
تعب وإرهاق
تؤكد مها يونس عبيد ( خياطة ) على إنها كانت تخشى كثيراً على طفلتها في المرحلة الابتدائية ، نظراً لحملها حقيبة مليئة بالكتب والدفاتر ، ولكنها لا تستطيع التقليل منها نتيجة جدول الحصص المعد للطلاب ، خصوصاً وأن بعض المواد تتطلب وجود كتابين أو ثلاثة، وكل كتاب له وزنه الخاص ، فتشعر بحزن شديد على حالها وهي ترمي نفسها بعد عودتها من المدرسة في الفراش وتغط بنوم عميق حتى المساء ، بحيث لا تستطيع أن تذاكر ما مطلوب منها ليوم الغد ، بسبب حقيبتها المتعبة والتي أوصلتها الى حالها هذا .
محاولات فاشلة
ويرى أحمد مهدي صالح ( سائق أجرة ) بقوله بان الحلول لهذه المشكلة غير موجودة ، فابنائي الصغار لا يستطيعون حمل كتبكم في يدهم ، كي يتخلصوا من حملها على ظهورهم ، لذلك وجود هذه الحقائب مهمة من أجل وضع جميع الكتب وغيرها فيها ، وإخراج ما يحتاجون منها في الحصص المدرسة كل يوم مع الهيئات التعلمية وحسب الخطط والبرامج الموضوعة لمذاكرتهم ، وقد حاولت مع باقي الاهالي في البحث عن أي مخرج أنقذهم منها ولكن جميع المحاولات بائت بالفشل ورجعوا الى حقائبهم مضطرين .
التخفيف من الحصص
وتتألم أسماء باسم محمود ( معلمة ) وهي تشاهد مختلف الطلاب يسيرون ببطء شديد عند دخولها الى المدرسة بهذه الحقائب على ظهورهم ، فتحاول مساعدتهم في التخفيف من الحصص اليومية والطلب منهم بعدم وضع الكتب غير المطلوبة وحسب الجدول المعد بذلك ، كي يشعروا ببعض الراحة والسعادة وهم يحلمونها بازوان خفيفة ، تجعلهم يحبون المجيء الى المدرسة يومياً ، لان الطلاب الاطفال في المراحل الاولى يضجرون بسرعة ولا يحبون الاستمرار بالمدرسة عندما يصابون بالارهاق جراء حملهم جميع الكتب يومياً من دون تغيير فيها .
آخر الكلام
ظاهرة حمل الكتب من قبل طلاب المدارس يومياً ، لاسيما صغار السن وفي المراحل الاولى من أعمارهم ، يؤدي الى تذمرهم وضجرهم والبحث عن أي عذر من أجل التخلص من الحضور بهذه الاوزان على ظهورهم يومياً ، وكان أولياء الامور يحالون مساعدة أبنائهم عند الذهاب معهم وهم يحملونها عنهم أو إنتظارهم نهاية ساعات الدوام من أجل حملها أيضاً عنهم عند العودة للمنزل ، فساهم هذا الامر الى إصابة الكثير من الطلاب بارهاق والالم في ظهرهم ، ما إستدعى ذهاب بعضهم الى الاطباء لمعرفة أسباب هذه الامراض التي أصابتهم ، فلو كانت المدارس تضع حصص مدرسية بصورة متوازنة وليس الطلب منهم حمل جميع الكتب يومياً ، لما تذمر الطلاب من هذه الاثقال الذين يشعرون عند حملها يومياً وبمسافات بعيدة حتى وصولهم الى المدرسة .