كل عام وانتم بخير في زمان أصبح فيه التفكير نادر والاصغاء صاغر والعمل بدعة والتسول جاهر والاعتماد على النفس قليل والإتكاء على الاخرين كثير والقيم باتت تبحث عن زاوية تركن فيها والبلاهة أصبحت سمة القادة المتنفذين والجغرافية تقطعت والاعتصام بالحبل الواحد تعقد، أراكم أنتم النخبة ايها المبادرين! قد يتساءل من البعض من أخاطب؟ وبكل سرور يمكنني أن اخبر بأنهم من يحفزون روح المبادرة بالعمل والاعتماد على الذات في عراق القرن الواحد والعشرين! إجتمعنا في أرض التآخي في اربيل في ضيافة أهلها بكل الوانهم وقدموا كل مايمكن تقديمه وجمعونا في مساحة صغيرة وكأننا نجلس على حصيرة، وأية حصيرة كانت ألا وهي خارطة العراق التي اختلطت فيها المدن والمحافظات ولم يكن مفاجئا أن ترى الموصولين بابداعهم وجها لوجه مع جيرانهم من صدر بغداد الذين كانوا جنبا الى جنب مع ميسان التي فاض حنين ابنائها على ذلك الجمع ليطرق ابواب شباب صلاح الدين الذي امتد من الدجيل الى طوز خورماتو ليتجه الى ناحية النيل في الحلة مستنهضة شباب الكوت الذين جاوروا رصافة بغداد المتواجهين مع جمال كركوك وعنفوانه وطيبة أهله التي قدموها الى كرخ بغداد الحبيبة رافعة يدها تحيي نجف الشموخ والعطاء التي يمر نسيمها على ديوانية الوسط الزاخر بالخير، ذلك الخير الذي لمسناه في أهل كركوك الطيبين المتآخين والذين هم للعراق محبين وبه ملتزمين وتركوا في قلوبنا أمرين هما طيبة أهلها وأبنائها المثابرين ومغادرين الى ديالى ام البرتقال لتحط رياحها على قبة الحسين الناظرة الى سماء العراق الزرقاء التي تخاطب ميسان لتطمأن على المثنى ةاهل السماوة وتداعب ذي قار والانبار متمنيا من الله لها ولأهلها الاستقرار ومغادرين جميعا الى محطة عراقنا الحبيب اليكم جميعا أيها المبادرين من ناصرية الأدب الى كربلاء القيم ورميثة السماوة وأنبار التأريخ وديالى العطاء وكل شبر منك ياعراق، يامن قررتم أن تعملوا من أجل الشباب من دون أن تعلق صوركم على الجدران ومن بدأتم مشوارا طويلا هادفا الى رفعة بلدنا الحبيب والنهوض بواقع شبابه والتأثير في طريقة تفكيرهم لإنقاذهم من شر الوهن والروتين الذي ورثوه عن غيرهم وهم لاذنب لهم في ذلك، اليكم جميعا أقول إن مشوار النهوض بواقع العراق الجديد لايمكن أن يصنع بالمال ولا حتى بقرار من الحكومات ولا بالتظاهرات وإنما مستقبل العراق الجديد يصنع باياديكم وعقولكم وأنتم النهر الذي لايوقف جريانه السدود الخارجية وأنتم الفكر الذي لاتفرقه لاقومية ولاطائفية وانتم الآلة التي كلما مر بها العمر زادت حدتها وكثر عملها ونبت زرعها وأثمرت ثمارها خيرا وعطاء. إن العمل مع الشباب في هذه الفترة الحرجة من الوقت الذي أصبح العراق ساحة واسعة لتقبل التطورات والتغيير والأحداث المتسارعة يتطلب منكم الكثير الكثير من العمل الصادق الأمين الذي ينص على أن نستنهض طاقات الشباب نحو بناء البلد من أوسع أبوابه ألا هو أن يصبح الشاب عبارة عن مفكر حقيقي وأول إهتماماته هو المجتمع المحلي ومتطلبات وحاجات الفترة الراهنة. لقد وهبنا الله فرصة العمل مع الشباب وعلينا أن نعمل بكل صدق وتفاني وأن نحرق الوقت بالعمل لابغيره وأن نكون صادقين مع أنفسنا في الإداء والتطبيق، حيث أن السطحية واستنزاف الوقت والإدعاء بالمعرفة لايؤدي الا الى هلاك الشباب الذي بالتالي سيكون تأثيره سلبيا على مستقبل عراقنا الحبيب، ذلك العراق الذي أعتبرته طفلا من أطفالي وواجب التزم به أن أعطيه طالما حييت وعليكم ان تعلموا بانه لكم وعليكم أن تعطوه إذا توفقت أنا عن العطاء. أحبائي هكذا أرى العراق طفلا جميلا افرح برؤيته واسعد بلقائه وهو أمانة في رقابنا أن نقدم له عملنا وأفكارنا وتعاوننا وكل مانملك قربانا له! لأنه ذلك الطفل الذي يحتاج رعايتنا وابنائه الشباب هم أمانة في أعناقكم وعملنا جميعا أن نحفز عندهم روح المبادرة بعمل صادق وأمين ونترك فيهم كل ماانحمله من مهنية وعطاء ليبقى طفلنا زاهيا جميلا يترعرع في أحضان أهله العراقيين. بعملكم يزدهر مستقبلنا! مع التحية
مقالات اخرى للكاتب