لم تكف بعد؛ تلك الدول التي دخلت في سيناريو قصة العشق الممنوع، ولا زالت القصة قائمة حتى هذه اللحظة، ولم يكل الأبطال عن تغزلهم بِمعشوقتهم داعش، وهم يقدمون لها ما تحتاجه في" الأرض الجديدة" أو ما يسمى دولة الإسلام في العراق والشام، وتجهيزها على أحسن وجه!
علقنا الأمنيات على ما تمخض من قرارات دولية؛ أكدت ضرورة التخلص من" الوباء الداعشي" في الشرق الأوسط" ودخلنا في مواضع الإرتياب والشكوك، عندما وجدنا الدول التي كانت داعمة للإرهاب، قد غيرت مواقفها السابقة، وإنتزعت فضفاضها التكفيري الذي رافقها في رحلتها الطويلة، وعلاقتها الحميمة مع المولودة المُدللة داعش.
أوردغان؛ أحد أبطال العشق الممنوع، ولطالما تغزل بِحبيبته التي دعمته بالنفط المسروق، وحققت رغبة أسياده، ودعمها أيضاً بالمال والسلاح ، والنساء" المناكحات" لِيحقق العدالة والتنمية في تركيا؛ حتى وإن تَطلب الأمر أن يتصافح مع الشيطان، ويتغزل بِذابحي البشر.
لا تخلوا قصة العشق هذه، من مشاهد غرامية ساخرة، فما نتج مؤخراً خطيرٌ للغاية؛ حول قضية(49) دبلوماسي تركي تم( إختطافهم!) من قبل تنظيم داعش، والشكوك التي دارت حول الإفراج عنهم من قبل هذا التنظيم الذي لا يسلم الأسرى إلا جثث مقطوعة الرأس!
ما أشارت إليه صحيفة" طرف" التركية اليسارية المعارضة، حقيقة تؤكد إستمرارية العشق الممنوع بين تركيا وداعش، إذ كشفت على وجود صفقة المبادلة بين(180) جريح من تنظيم داعش كانوا راقدين في المستشفيات التركية؛ أصيبوا جراء الحرب في سوريا، وتم نقلهم إلى مركز عسكري تركي في "مقاطعة فال" مقابل الإفراج عن الدبلوماسيين الأتراك المحتجزين من قبل التنظيم.
إستقبل" أوغلو" الرهائن التركية بأحضان دافئة، وهم بأفضل حال( صاروا سمان) في فترة إحتجازهم من قبل التنظيم(خدمات خمس نجوم) وهم على كل حال؛ لا يستوون مع الأسرى الشيعة، والأقليات، والسنة الذين لم يصافحوا داعش، وقاوموها بما أوتوا من قوة؛ فهؤلاء ذبحهم حلال، والأتراك حرام، فهم ليسوا من أصحاب الشِرك والفسوق..!
صفقات واحدة تلو الأخرى في مشتقات نفطية، وموارد بشرية، وأعضاء جسم الإنسان، ونساء للمناكحة؛ فهنيئاً لداعش على الخليفة العثماني، وهنيئاً لأوردغان على عشقه الممنوع مع مرتزقة إسرائيل، وآل سعود، ومن لف لفهم!
لا غرابة في أن تتحول السينما التركية إلى ممارسات سياسية لدى أوردغان؛ من مُراد(قلم جاف) وهو يحرر المختطفين من وكر الإرهاب، أو" مهند" وهو يعشق زوجة عمه، كما تحولت هوليود الأمريكية مؤخراً في الشرق الأوسط وهي تُحارب الإرهاب! ولا ندري ما هو الجديد من الصفقات السينمائية التي يمارسها الخليفة العثماني..!
مقالات اخرى للكاتب