حديث نبوي شريف، قوي لدى الفريقين، حول مكانة الإمام الحسين (عليه السلام)، عند جده النبي محمد، (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، فالحديث يؤكد حقيقة، باقية بقاءً أبدياً الى يوم يبعثون، أن الحسين جزء من روحه الشريفة، وواقعة كربلاء المقدسة، هي معركته في الإيمان على الكفر، لإستعادة واقعية خالدة، لمبادئ الدين الإسلامي، وأحكامه التي أراد بنو أمية محوها، من خارطة الوجود!
رب دار أطرش ووالدته، وزوجته وإبنته وخادمتهم، كلهم مبتلون بداء الصمم والخرس، وذات يوم دخل الرجل على زوجته، شاكياً خسارته في تجارته، فأجابته: (بعد أنت بكيفك، بس آني عرفتك تريد تأخذ عليّ ضرة!) وأخذت تبكي بصوت عالٍ، فجاءتها البنت قائلة: (وشنو يعني إذا مطرت الدنيا)، ثم سألتها جدتها عما دار بين والديها، فأجابتها: (يريدون يخطبوني آني شعليه بكيفهم ألمن ينطوني!)
غضبت الجدة العجوز، وجمعت أغراضها في بقجة، ولبست عباءتها، وهمت بالخروج، وهي تندب: (هيه بقت على لكمة الخبز مالتي، كل يوم متعاركين عليه، فلا أبقى بعد دقيقة بالبيت!)، وبطريقها لباب الدار إلتقتها الخادمة، متسائلة عن سبب الخروج، فسردت لها القصة، فقامت وقعدت عدة مرات، صارخة: (يمه يا عجوز يعني قابل كفرت، هل اليوم ما سويتلج شوربة، بعد هل الزعل عليمن!)
قصة أليمة في كربلاء لزمن عنيف تجلى فيه صراع بين الحق والباطل والخاسر والمنتصر والإصلاح والإفساد عاشها أهل بيت النبوة (عليهم السلام) مع جبابرة العصر الاموي فهؤلاء صم بكم عم وهم لا يهتدون وإلا مَنْ لا يعرف قدر الحديث: (حسين مني وأنا من حسين) لكنهم يبغون حكم الجاهلية من أصحاب السقيفة المنافقة التي تمقت النبوة والخلافة والإمامة في بيت واحد!
رب الدار البغيض يزيد عليه اللعنة، والزوجة هند التي تفأجات، بوجود السيدة زينب في خربة الشام، ولم تعرفها ولا تدرك أن زوجها اللعين، هو من أمر بقتل الحسين وأصحابه، فقد كانت صماء عن الوضع المنتشر، بكون المقتولين خوارج على حكم الخليفة المزعوم، أما هند زوجة أبي سفيان، فهي الجدة الشمطاء آكلة الأكباد من الطلقاء، الذين عفي عنها أيام فتح مكة!
الخادمة أقعدت الدنيا وأقامتها مرات عدة، صارخة متوترة، السقيفة التي إضطربت أحوالها، ونفذت أجنداتها الخبيثة، وتركوا النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى أله) دون أن يحضروا له دواة وقلماً، لكيلا يدون تأريخ الأمة بعده، أفلا تعقلون أيها الصم البكم وأنتم تدفعون بأذنابكم، للإساءة الى الشعائر الحسينية، فورب الكعبة الذي في سبيلهن سالت دماء أهل البيت، أن حزب الله هم الغالبون!
بيت الصم لا يفهمون معنى: (حسين مني وأنا من حسين)، فرغم أنهم يتلاومون ويتعاركون يومياً، فسيبقون بلا فائدة لأن أصواتهم كنعيق الغربان، وجماعة من البهائم لا يفهم ما يتكلم به الآخرون، أما أنصار الحسين (عليه السلام)، فديدنهم العشق والجنون، في حب سبط المصطفى، فهم سر إنتصاراتنا في الدنيا، والفوز بالجنة في الدار الاخرة، فيا ليتنا كنا معهم، فنفوز فوزاً عظيماً!
مقالات اخرى للكاتب