انعم الله بالمطر على البشرية ليكرمها بخير موعود! ألا في العراق حيث وصلت اضرار المطر الى مالانهاية! ووصل خير المطر الى مطار بغداد الدولي الذي اصبح الرئة الاهم والعنوان الأكبر لعراقنا الحبيب الذي نرويه بدمائنا كل يوم. تبدأ القرصنة في مطار بغداد لحظة وصولك الى ساحات مواقف السيارات قبل المطار عندما يستقبلك شخصا لاتعرفه ولايحمل اي شارة او باج يدل على انه ينتمي الى من، ليحرجك احراجا شديدا وبمعاينة من الحرس الموجود، حتى تصل باب الموقف لياتي آخر وبنفس صفات من سبقه ليعرض خدمات برفع الحقيبة وايصالك الى سيارة لايوجد غيرها! وما أن تصعد السيارة الخاصة، بل الخاصة جدا حتى تدفع مبلغ مالي يساوي نفس المبلغ الذي ممكن ان تصل به الى كربلاء التي تبعد مئة كيلومتر والفرق ان في سيارة كربلاء تجلس مرتاح وسائق متفائل!!! أما في هذه السيارة فالسائق يشتكي العمل مع وزارة النقل ودفع تكاليف البنزين والتصليح وغيرها ليبدأ الجميع بالتذمر من اولئك المسؤولين عن النقل! وصلت المطار وإذا بشباب يمسكون بالعربات وكانها ملتصقه بهم ليعرض خدماته التي تساوي اجرة تاكسي داخل بغداد! فتدخل باب الرحمة الذي يوصلك الى المطار الذي والحمد لله يمكننا ان نفخر بالمعاملة الرائعة التي يحصل عليها المسافر. وهاهي العودة تكمل على ماذهبنا اليه لنصل الى العودة للديار لاستئجار تاكسي مطار وتبدأ الصعوبة وكان الاشخاص المسؤولين عن هذه الخدمات يقدموها مجانا بل انهم يساومون بطريقة كارثية! الكل يشتكي الا المسافر المسكين الذي وضع في فكي عملية قرصنة حقيقية لايمكن ان يفلت من دون ان يدخل في نقاش مع من وصفناهم في هذه الجمل! والا عليه ان يدفع مبلغ اضافي الى كل من السائق وحامل الحقائب وماسكي العربة ووووووولنصل الى ساحة وقوف السيارات التي تعيدنا الى اهلنا! هطل المطر ! نزل المطر! غرقت الساحة! اختلط التفائل بالطين! عراقيين واجانب ينظرون في وجه بعض! يتساؤلون! لماذا هكذا! لماذا جاء بنا سائق المطار الى الطين! بالحقيقة الى واحة الوحل التي للاسف يعرق لها الجبين! اليس هذا مضحك! مبكي! بل اكثر من ذلك! بدلا من وقوف اولئك القراصنة الذين حصلوا على اذن رسمي او غير رسمي بالعمل هناك على انهم منقذين للمسافرين ليفرضوا اسعارا لكل اجرة تفوق يومية مهندس له خبرة عشرين سنة! الم يكن من الاجدر ان تباع الجزمات في السوق الحرة داخل المطار حتى يسهل الحصول على واحدة منها لنعود الى اهالينا ونحن نمدح بقدرات السادة المسؤولين عن تقديم الخدمات في وزارة النقل وعلى راسهم بالطبع صاحب القرار الاول! الذي لابد أن يلبس جزمة حتى يمكننا ان نقتدي به مثلا اعلى! وحينها نقول مابيه شئ الجزمة مادام لابسه ولي الأمر.
مقالات اخرى للكاتب