شهدت السنوات الاخيرة تصاعد حدة الاعمال الارهابية والعدوانية بنفس شوفيني عنصري , ضد الاقليات الدينية العراقية , اذ تتعرض الى شتى صنوف الاضطهاد والارهاب والقتل والتهجير وحرق البيوت والمحلات وتحطيم الممتلكات والمحاربة في لقمة العيش , واخرها وليس اخر المسلسل الاجرامي , قتل بدم بار وامام المارة وعلى رمية حجر من عيون الاجهزة الامنية , والتي راح ضحيتها تسع مواطنين ابرياء من الديانة الايزيدية في بغداد . ان هذه الجريمة المروعة تضاف الى القائمة الطويلة , من الانتهاكات الخطيرة بارواح المدنيين من ابناء الاقليات الدينية . ان المجموعات الارهابية والميليشيات المسلحة المتعطشة لسفك الدماء , تحاول فرض مشروعها الطائفي بقوة السلاح , في اخلاء وتنظيف العراق من الاقليات الدينية المختلفة , في سبيل اجبارهم على الرحيل والهجرة والفرار , والاستسلام لقوى الظلام والارهاب , في البحث عن مأوى آمن يضمن حياتهم ومصيرهم , خارج الوطن , لعدم قدرة الحكومة في توفير الامن والحياة الكريمة , وتأدية مسؤوليتها الوطنية والدستورية والقانونية والاخلاقية , بالوقوف بحزم وقوة رادعة , في ملاحقة القتلة والارهابين وتقديمهم الى العدالة , لينالوا جزاءهم العادل , قبل ان يكون كل مواطن عراقي مشروع للقتل والارهاب والانتهاك الحقوق , ان هذه الاعمال الوحشية والبشعة , لا تحمل قيم دينية او انسانية او حضارية , وانما تحمل صفات البشاعة والهمجية , وان الدين الذي يتسترون به ويتاجرون به , انه براء من اعمالهم المدانة والمستهجنة , وانها مخالفة لتعاليم الاديان السماوية والقيم الانسانية الاصيلة , وانها تصب في ثقافة وفكر اصحاب الظلام والكهوف , وتنتمي الى الحقد الاعمى الشوفيني والعنصري , وبانعدام الضمير والوجدان الميت , وان هذه الاعمال الاجرامية المدفوعة الثمن , من جهات دينية سلفية وسياسية تمارس نهج عنصري ضد كل الاقليات الدينية ,ويمثلون اجندات خارجية معادية لتطلعات الشعب ,لذا يكون من الاهمية القصوى ان تعلن المرجعيات الدينية تحريم سفك الدم العراقي من كل الطوائف , ومن واجب قادة الكتل النيابية والاحزاب السياسية ادانة واستنكار وشجب هذه الاعمال الوحشية , وحث الحكومة بالقيام بواجبها الوطني والانساني , في حماية الاقليات الدينية والتصدي بحزم وقوة رادعة , وبشكل صارم لكل من يعبث بالامن والسلم الاهلي , يفرض شروطه الشوفينية والسلفية المتعصبة على المكونات الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية .. ان باستطاعة الحكومة والجهات الامنية المسؤولة , ان تفعل الكثير ومنها ايقاف مسلسل القتل والارهاب , اذا اردت ان تسد هذا المسلسل , لاشك ان الواقع المرير الذي يتمثل في حالة التردي والتغاضي بضعف ادارة الملف الامني وعدم حماية المواطنين ,سيدفع المجموعات الارهابية والميليشيات المسلحة الارهابية , ان تتمادى اكثر في مشروعها الطائفي الشوفيني والجهنمي , وما على المواطن إلا ان يستسلم ويدفع ضريبة الدم والخضوع الذليل الى نهج هذه المجموعات المأجورة والمدفوعة الثمن , ان هؤلاء يستغلون الحالة المتردية في عموم المحافظات , في عدم توفير الحد الادنى من الحماية لابناء الوطن , ان هذه الاستهدافات للمواطنين الابرياء , هو مؤشر خطير , يجب ممارسة الضغط على الحكومة والبرلمان في وقف مسلسل العنف والارهاب , ان على المسؤولين على شؤون العراق والعراقيين , الاسراع بتشكيل لجنة تحقيقية تكشف ملابسات الحوادث التي كثرت في الفترة الاخيرة وذات طابع شوفيني وعنصري طائفي يروح ضحيتها المواطنين الابرياء . يجب ايقاف نزيف الدم ضد الاقليات الدينية.