يوم لا يختلف عن الأيام السابقة، أضاف أفواجا الى الأيتام والأرامل والتحق المئات بركب الشحاذين في تقاطعات وسيطرات العراق، وسجل الآلاف في سجل الملايين الذين هم يعيشون تحت خط الفقر، فتحت السماء أبوابها في الأيام الأولى من شهر رجب المبارك، الذي كان في الجاهلية يعظمونه ويحرمون فيه القتال، فتحت أبواب السماء هذه المرة ليست للدعاء، بل لتحتضن أرواح الأبرياء الذي سقطوا من شيوخ، ونساء، وأطفال، وشباب، ليلتحقوا ببارئهم الذي خلقهم في أحسن تقويم، ليسكنوا في الأرض ويكونوا من العابدين، إلا الذين لم يكن من الساجدين، ويعيث بالأرض فسادا ويهلك الحرث والنسل وهو الشيطان الرجيم، ومن معه جندا من الإنس ألا لعنت الله عليهم أجمعين. عشر سنوات مرت على سقوط النظام البائد، ونحن نبني قوات أمنيه وثكنة عسكريه كبيرة وصل عددها أكثر من نصف مليون رجل امن من وزارة الدفاع، والداخلية، ولأمن الوطني، والاستخبارات وغيرها، لا وجود لخطط أمنية حقيقية على ارض الواقع او وقفه من المسؤولين لينقذوا أرواح الأبرياء من حقد الظلاميين. وزارة الدفاع بلا وزير او يديرها وزير الثقافة حتى أطلق عليه( وزير الثقافة الدفاعية) قادة امنين محصنين أنفسهم ونصف مراتب القوة الأمنية من الفضائيين وأقارب المسؤول، تاركين الشعب يصلب على قارعة الطريق وفي الساحات ألعامه حتى تزاحمت الأيام الدامية ولا وجود ليوم في أيام العراق غير دامي، وكأنما هؤلاء الذي يسقطون يومياً من القوقاز او من لا يهمنا أمرهم، نكتفي بالعاجل الذي ملئ شاشات التلفاز، وسوف نجدد من خططنا الأمنية وكل واحد يلقي الكرة في ملعب الأخر. وزارة الداخلية التي لم نعرف وزيرها لحد ألان، وكأنما هي تعيش في وادي والشعب يعيش في وادي أخر، مسئوليها ذهبوا قبل عدة أيام الى اهوار ميسان ليقضوا سفرة الصيد، وكأنهم في بلد ينعم بالأمن على أعلى المستويات، مستهزئين بالسيطرة التي أوقفتهم لتعرف عن هويتهم. جهاز الاستخبارات والمخابرات والأمن الوطني، لا وجود لهم على ارض الواقع ولا نعرف ما هو دورهم وما الذي تعمله تلك الأجهزة، ومن يقودها واين تعمل وما هي انجازاتها،؟ معتمدين على جهاز السونار الذي مهمته ان يكشف حشوه الأسنان، والبلاتين، والعطور، حتى صار احدنا لا يضع عطر خشيت ان توقفه السيطرة وتأخره عن عمله. ان حكم الأربع سنوات التي حكم فيها (على جهاد الجابري) المدير العام لمكافحة التفجيرات تمثل اهانة كبيرة لعوائل الشهداء والجرحى والمعوقين، الذين طالتهم التفجيرات الإرهابية لا نعرف كيف حكم القضاء على مصدر الموت الى الشعب وحصد أرواح الآلاف (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).
مقالات اخرى للكاتب