للسيد المدير شبكة اقرباء واسعه من عمومة وخؤوله ودائرة اصدقاء ونسباء ومعارف , والسيد المدير لايعرف من انظمة وضوابط وآليات العمل بتلك الدائره إلا النزر الذي عرفه عندما سمعه يتكرر على السنة الموظفين عند اول دخوله للدائره مديرا عاما .
السيد المدير تقلد منصبه السامي على خلفية الولاء لحزب وهو-وإن أطلقت يده بصلاحيات المنصب- يبقى منفذا امينا لأجندته خاصة في (التعيينات) حيث ألزم بأن تكون لفائدتهم الانتخابيه بضمان ولاء من يحصل على وضيفه مهما صغر شأنها في تلك الدائره , ومن الطبيعي ان يكون للاقرباء (حق) على ابنهم بعد ان من الله عليه بهذه النعمه , ومع كثرة من رشحهم الحزب (بتزكيات) وكثرة من راجعه ممن هم (أولى بالمعروف) بحكم القربى , وشحة الدرجات المرصوده للدائره اصبح في موقف لايُحسد عليه , وكرجل يُجيد التسلق ويعز عليه مغادرة الموقع الذي احتله معتبرا اياه توطئة لما يليه من (عاليات المناصب) فقد كرس جل وقته لارضاء كلا الطرفين باتباع سياسة مسك العصا من الوسط كي لايُفرط بمباركة ورضا الحزب كضمانه لمسقبله من جهه واقناع ذويه باهميته لهم كونهم ورقة ضغطه اللاحقه من خلال ما يقدمه لهم بعد ان صار رقما في الهيكل الاداري للدوله , لم يعد مهما ان تعمل مديريته باقصى طاقه ولا بنصفها او ما دون النصف , المهم : (هو وهو وحده) بما يكسب وما يضمن لغده الذي يراه افضل بغض النظر عن العطاء بمقاييس العمل الاداري , فالرجل يعرف ان دائرته جزء من (دوله فاشله) , ويدري انه قادر على التخلص من كل مسائله في حالة التقصير بحكم ما اتكأ عليه من سند لايشك قيد أنمله بدعمهم له ودفاعهم عنه على طريقة (أنصر أخاك ظالما او مظلوما) بجاهليتها , وامعانا بسياستة تلك راح يفكر بايسر الطرق للتوفيق بين الحالتين اللتين اصبحتا موضع اهتمامه , ولذلك فاتح الجهات المعنيه باستحداث درجات وظيفيه لضمان زياده في فرص التعيين أولا , ومن ثم تفتق ذهنه عن طريقة ثعلبيه ثبت نجاحها وهي تعيين الاقرباء بعد ضمان ولاءهم للحزب وقائمته الانتخابيه , وبهذا يكون قد فاز بالحسنيين معا , ولكي لايكون بالواجهه في قضية التوظيف قرر ان يُديرها بطريقة غير مباشره , فشكل لهذا الغرض لجنه (نزيهه وحياديه وتعمل وفقا للضوابط !!!) واتفق مع اعضائها على اشارة معينه يضعها في طلبات من يريد تعيينهم , وسارت الامور سيرا حسنا رغم مارافق الاوامر الاداريه من اعتراضات يصحبها احيانا صراخ وزعيق من بعض الشباب بعد ظهور أسماء المشمولين ببركات رضاه , لكنه عالج هذا بالهدوء المصطنع والتحجج بالعديد من الذرائع , وفي اكثر الاحوال شدة يُحيل الطلب الى اللجنه المختصه مع اتفاق مُسبق برده بمسوغات (قانونيه واداريه !!!).
مقالات اخرى للكاتب