تتسارع الخطى، حثيثة في خيال القائمين على تنظيم شؤون إجراء إنتخابات المجلس المركزي، لنقابة الاطباء، بتفاصيلها المترهلة حد التعقيد! ولأن الخيال جذر تأسيسي للواقع؛ فإن العمل المتلاحق، لإتمام الانتخابات، بدقة نزيهة، غير قابلة لنفاذ فكرة خارج السياق المعد والمتفق بشأنه تنظيميا، ونبذ إرتجال "التفاطين" في نوع من إجتهاد لا مسؤول، يعتبرونه "ذكاءً ميدانيا" وهو في الحقيقة إنفلات أخطاء كامنة تتكيس في الـ "أنا ومن بعدي الطوفان".
لا مؤاخذة.. تلك حقائق بشرية مغروزة في فطرتنا، يفترض بالوعي ان يفتت العقد "الولادية" كي نبرأ من الأنا لصالح المجموع، ترجيحا للمصلحة العامة، على لذة السلطة الشخصية! فالأهواء تضعنا على شفا جرف ينهار الى ما وراء العالم، المؤطر بتاريخ الانسان، على إعتباره ترجمة للوجود، وليس ثمة فئة أشد فهما لوجودها من حملة شهادات الطب المرموقة في المجتمع، والتي تجعل حسابنا أعسر، والتسامح مع أخطائنا أشد عقابا؛ لأننا .. المفروض.. بصرنا بما يفوق بصيرة سوانا،...
قيادة مهنية
الخلل الذي يقع أثناء الانتخابات، كأن نفاجأ بشرط غير مستوفى، ينسف مصداقية إنتماء الطبيب لنفسه وعقله ووجوده، بل يجرده من الاهلية لقيادة زملاء المهنة نقابيا.
ولتلافي تلك الاحتمالات المتشائمة، بحقائق من واقع متفائل، لا بد من توعية أعضاء الهيئة العامة.. أي الناخبين.. بأهمية صوتهم، وما تمثله عضويتهم من مسؤولية في التاريخ الشخصي والاجتماعي للطبيب.
هذا كلام مرسل على عواهنه، لا يأخذ أهميته، الا بتوعية أعضاء الهيئة العامة، كي يفتحوا أعينهم مدركين لعورة الملاك المطرود من الجنة، ساقطا الى الارض، ليتحول إنسانا ذا أخطاء...
في حين الآية القرآنية الكريمة تقول، في محكم كتاب الله: "ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" ورسول الوقاية من التعذيب، في نقابة الاطباء المعاصرة، عندما نطبق فحوى الاية، نجد من الضرورة بمكان ان تحيط الهيئة العامة بما لها من حقوق وما عليها من واجبات، ضمن إطار النقابة؛ لتتمكن من الاسهام التأملي، في بناء نقابة رصينة، يفي مستقبلها لماضٍ مشرف، ولا نخجل من أساتذتنا المؤسسين، وهم في القبور.
إقتعاد المرصد
المشاركة الفاعلة، كفيلة باقتراب الناخبين الى الاختيار الامثل، من بين المرشحين، ملء فضاءات الممارسة الديمقراطية الحرة، أثناء المؤتمر الإنتخابي، والا نضمر في نفوسنا، مقتعدين كل مرصد، نتصيد أخطاء المجلس المركزي، بدل مساعدته في تحقيق منجزات مهنية تخفف اعباء الحياة، عن كاهل الهيئة العامة.. وهذا هو دور كل نقابة في العالم، وبالتالي نحن جزء من الاسرة الطبية في الكون.
مقالات اخرى للكاتب