بغداد – يعقد التحالف الوطني اليوم الثلاثاء إجتماعا وصفته بالهام لجميع الأحزاب المنضوية فيها، يهدف بصورة رئيسية إلى ترسيخ التصالح بين دولة القانون والتيار الصدري، وترتيب البيت الداخلي للتحالف بعد أنحصار عاصفة المطالبات بسحب الثقة البرلمانية عن نوري المالكي، وتراجعها بشكل كبير بعد تدخل طهران إلى جانب المالكي وضغطه القوي على التيار الصدري والأكراد للتراجع عن إقالة المالكي.
وقالت مصادر من داخل التحالف الوطني أن ابرز النقاط التي سيناقشها الاجتماع "المهم" للتحالف الوطني اليوم الثلاثاء، هي دخول "لاعبين" أساسيين كورقة ضغط على التيار الصدري من اجل إقناعه بالعدول عن المطالبة بحجب الثقة عن نوري المالكي، مشددة على ان لا خيار للصدرين سوى الالتزام بمقررات التحالف الذي يرفض غالبيته عزل المالكي.
وقال عضو الهيئة السياسية للتحالف الوطني النائب شاكر الدراجي أن "إجتماع الهيئة السياسية للتحالف الوطني اليوم سيخصص لمناقشة عدد من القضايا العالقة لاسيما الدعوات لسحب الثقة عن المالكي والفصل التشريعي الجديد وما يرافقه من مشاريع قوانين معطلة لتكوين رؤية مشتركة عنها".
وأكد الدراجي "اتفاق التحالف الوطني على الالتزام بالنظام الداخلي عليه، وإذا ما كانت هناك إرادة بتوجه معين يتم التصويت عليه ويلتزم الأقلية بقرار الأغلبية حتى وان كانت ضد قناعاتها"، مشددا على ألا "خيار للصدرين إلا بالالتزام بقرارات التحالف الوطني لان في ذلك ضعفهم أمام جمهورهم".
ورجح النائب عن دولة القانون "التزام التيار الصدري بقرار الأكثرية في التحالف الوطني لأنه شريك مهم معنا إذ ستكون الحوار وحل الخلافات عبر الاجتماع الوطني الحل الأساسي لتسوية المشاكل العالقة".
وأعطى الدراجي أهمية خاصة لاجتماع اليوم، موضحا "هناك تغييرات على الساحة السياسية، ومؤشرات بإمكانية انفراج الأزمة بعيدا عن طلب سحب الثقة ووصول رسائل ايجابية من بعض مكونات القائمة العراقية والتحالف الكردستاني"، متابعا ان "هناك اتصالات مع التيار الصدري لاسيما مع دخول أكثر من لاعب أساسي داخل التحالف الوطني كإبراهيم الجعفري وعمار الحكيم وبعض الشخصيات السياسية الكبيرة سعيا لتغيير الموقف السياسي ودعم حكومة الشراكة الوطنية والتخلي عن فكرة عزل المالكي".
وبخصوص الضغوط الإيرانية على التحالف الوطني، أفاد الدراجي بـ" ليس لدي علم بذلك، لكن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عاد مؤخرا من طهران في زيارة استمرت عشرة أيام لكن لا ادري إن كانت هناك ضغوط قد حدثت عليه".
وكان المتحدث باسم الصدر، صلاح العبيدي أكد ممارسة طهران ضغوط على التيار من اجل إقناعه بالعدول عن موقفه الداعم لاستبدال المالكي، لكن العبيدي أكد مضي أطراف سحب الثقة باستجواب المالكي تمهيدا لعزله من رئاسة الوزراء.
ويسعى التيار الصدري والتحالف الكردستاني، فضلا عن القائمة العراقية إلى سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي من خلال استجوابه في البرلمان بعد فشلهم بإقناع رئيس الجمهورية جلال طالباني بتقديم طلب حجب الثقة مباشرة إلى مجلس النواب.
يذكر ان رئيس الجمهورية جلال طالباني قد دعا في وقت سابق الى حل الازمة السياسية والاتفاق على ادارة الدولة من خلال المؤتمر الوطني والذي يطلق عليه دولة القانون الاجتماع الوطني وتم تحديد موعد له لكن رئيس البرلمان اسامة النجيفي اعلن تأجيله لاجل غير مسمى بعد فشل اللجنة التحضيرية له في الاتفاق على جدول اعماله.