بغداد – لجأت وزارة الكهرباء العراقية إلى التغطية على فشلها الكبيرة في توفير الطاقة الكهربائية للمواطن العراقي، حيث لا تتعدى ساعات تجهيز الطاقة الأربع ساعات فقط في اليوم الواحد، من أشتداد حرارة الجو والتي تصل لأكثر من خمسين درجة مئوية. بإطلاق أمنيات كاذبة جديدة أكبر من حجم الوزارة لإنعاش المواطن بحلم الحصول على الطاقة الكهربائية، تضاف إلى مئات الوعود الكاذبة التي تطلقها الحكومة والوزارة عن تحسن واقع الطاقة الكهربائية في البلاد.
فالوزارة بدلا من أن تعتذر وتعلن فشلها وقصورها في توفير الطاقة الكهربائية للمواطن العراقي، راحت تدعي أن منظومة الكهرباء الوطنية ستشهداً انتعاشاً في الاشهر المقبلة وابتداء من الشهر الجاري، موجهة بإستبعاد مديريها العامين غير الملتزمين بالخطة المعدة لمواجهة الصيف الحالي.
وقال الوزير كريم عفتان الجميلي في بيان رسمي مكتوب وزع على وسائل الإعلام العراقية اليوم الثلاثاء وحصلت "السفير نيوز" الإخبارية على نسخة منه إن "هدفنا هو انجاز جميع المشاريع من اجل انهاء ازمة الطاقة بأسرع ما يمكن، فنحن في تحد مع الزمن ويجب عدم ادخار اي جهد من اجل خدمة المواطن وتعويضه عن الحرمان الذي عانى منه طيلة السنوات الماضية".
وأضاف الجميلي أنه "بفضل دعم نوري المالكي وجميع الوزراء الساندين لعمل وزارتنا ستشهد منظومة الكهرباء انتعاشا كبيرا في الاشهر المقبلة ابتداء من الشهر الجاري".
وجدد الجميلي توجيهه السابق بخصوص استبعاد المديرين العامين الذين لايستفيدون من ارصدتهم في المشاريع الموضوعة في خطط مديرياتهم بما يخفف عن المواطن ازمة الطاقة الكهربائية.
وكانت وزارة الكهرباء أعلنت في بداية الشهر الماضي، عن منح مديريتها العامة الصلاحيات الكاملة ومن دون الرجوع للوزارة في تنفيذ المشاريع، داعيةً كوادرها إلى الإسراع في إعادة تأهيل وحدات محطة بيجي البخارية.
وكان وزير الكهرباء كريم عفتان الجميلي أعلن، في الحادي عشر من شهر شباط الماضي، عن أن الوزارة حصلت على دعم كامل من نوري المالكي من اجل أن نتجاوز أشهر الصيف التي ستكون تحدياً له وللوزارة وقد قبلت التحدي لان نجاح الوزارة نجاح للحكومة، بحسب كلام الوزير.
إلا أن الوزارة والوزير وبحسب الموطنين العراقيين فشلت في توفير الطاقة الكهربائية خلال الصيف رغم أرتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة، ويقول أبو أحمد أن الكهرباء الوطنية أصبحت تأتي فقط لمدة اربع ساعات خلال الأربع والعشرين ساعة، وفي بعض الأحيان تقل إلى ثلاث ساعات.
ويؤكد علي محسن من أهالي العاصمة بغداد أن الكهرباء الوطنية غابت عن بيته لعدة أيام بالتزامن من أرتفاع درجات الحرارة الأسبوع الماضي، مؤكدا أن وعود الحكومة والوزارة فارغة وغير حقيقية والمواطن لم يعد يصدق ماتقوله الحكومة ولا وعودها التي تطلقها لأغراض الحصول على المزيد من الدعم الشعبي لها.
ويعاني العراق نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية سنة 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد العام 2003، في بغداد والمحافظات، بسبب قدم الكثير من المحطات بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الماضية.
وكشفت وزارة المالية العراقية عن إنفاق مبلغ 27 مليار دولار على قطاع الكهرباء للفترة بين عامي 2003-2011 ولكن واقع الكهرباء لا يزال مترديا.
ولم يفلح أي وزير للكهرباء منذ عام 2003 في تحسين قطاع الكهرباء في العراق بالرغم من الإيرادات المالية والنفطية الهائلة.