البلاء والمصيبة التي نحرت العراق الجديد , هو عمليات النهب والسلب الواسعة , المنظمة والمنفلتة , على جميع مؤسسات الدولة ومنها مجالس المحافظات السابقة , من اعلى هرمها الى اسفلها . فقد تغلغل الفساد كالمرض المعدي , ليشمل اعمالها وانشطتها وفعالياتها , وقد اثر بشكل سلبي كبير على نوعية وكم المشاريع , والخدمات المقدمة الى المواطن , مما تخلخل الاصلاح الذي يهم حياة الناس في المحافظات . فقد استنزفت المحافظات امول طائلة من الدولة , دون ان تقدم مردود ايجابي على حالة المشاريع والخدمات التي تخدم المواطن , ولا في حدها الادنى . فظل الاهمال يعشعش بقوة وعناد واصرار .. لذا يكون مطلب : كشف ملفات الفساد لمجالس المحافظات السابقة . حيوي وملح ويحتفظ بحرارته المتوهجة والساخنة , وجاء في الوقت المناسب , بعد نتائج الانتخابات الاخيرة , ودخول لاعبين جدد وقوائم جديدة , كسرت احتكار الكتل الكبيرة . لذا يعتبر من اولى مهمات التشكيلات الجديدة لمجالس المحافظات , ودخول دماء جديدة , تحاول ان توفي بوعدها للمواطنين , الذين منحوا ثقتهم واعطوا اصواتهم , بغية تعزيز وتقديم الخدمات بشكل افضل , وتحسين حالة المحافظات البائسة والكئيبة والحزينة , حتى يتعرف المواطن على السارق والحرامي , وبين الشريف والصالح لخدمة المواطن , وبين من مارس ويمارس الغش والدجل من اجل المناصب , التي تدر ربح وفير , وبين النزيه الذي لم تتلوث يداه بمرض الفساد , وانه لايمكن ومن المحال ان يكون الاعمار والاصلاح للمدن مع وجود حيتان الفساد ,في مجالس المحافظات . وياتي هذا المطلب بفتح ملفات الفساد , الذي تقدمت به بعض القوائم والكتل , ومنها قائمة التيار المدني الديموقراطي , يحمل الشرعية القانونية والدستورية بشكل كامل , وان تحقق سيعتبر طفرة نوعية , في مهام عمل ونشاط مجالس المحافظات الجديدة , حتى على الاقل يعرف المواطن من هو السارق الدجال , وتعريتهم امام وسائل الاعلام , وليس تقديمهم الى العدالة والمحاكمة , فان هذا يعتبر من الاوهام والخيال , بحكم الواقع السياسي الموجود , ولايمكن تحقيقه في الظرف الراهن . . ان موجات الغضب والتذمر الشديد , الذي اجتاح كتلة دولة القانون والسيد المالكي , بعد الخسارة الكبيرة التي اصابته من خذلان المواطنين لقائمته , التي تلقت صفعة قوية بخسراتها مقاعد كثيرة , بسبب الاداء السيئ والفاشل في ادارة شؤون مجالس المحافظات , التي نخرها الفساد, وسياسة المالكي المتخبطة , التي اوقعت العراق في ازمة خطيرة , مما اثر على حالة الخيبة والخذلان , والتي تجسدت في عزوف المواطنين في تجديد الثقة له ولقائمته التي شاركت في الانتخابات , فبدلا من اصلاح سياسته ورؤيته ويقترب الى المواطن بصدق وجدية , راح يصب جام غضبه الشديد , على النظام الانتخابي ( سانت ليغو ) بانه سبب الخسارة والبلاء , والاجحاف والغبن الذي لحق به , وراح يهدد ويحذر بانه ( لن ندخل في انتخابات جديدة , اذا بقي القانون الحالي ساري المفعول , وسنسعى الى تغييره باسرع وقت ) يعني يحن على النظام القديم , الذي يبيح السرقة ويزييف ارادة الناخب باللصوصية القانونية , ان امتصاص النقمة والعاصفة القوية التي اصابت حزبه وقائمة دولة القانون , ليس معالجتها بهذا الشكل الزائف البعيد عن معطيات الواقع , ينبغي دراسة ومعالجة اسباب الاخفاق والخسارة بحكمة وروية مسؤولة , قبل ان ينقلب السحر على الساحر ’ ويفقد البوصلة السياسية , ان نضج ووعي وادراك المواطن لواقع الحال المزري , لم يعد ذلك المواطن الذي شبع وترهل من الصدمات والوعود الفارغة.