عندما تقف على سطح الدار صبية عربية حلوة في ربيع عمرها تصبو إلى الحياة وتتطلع إلى الحب وتريد أن تبحث عن رفيق العمر فتخرج من الأسر السلطوي في البيت لتصعد سلالم الدار وتقف على السطح في بغداد أو صنعاء أو تبنين أو حلب أو بنغازي أو الإسكندرية أو .. وتلقي نظرة حب من بعيد باتجاه فتى عربي جميل على سطح دار أخرى. أو فتاة تخرج من بيتها في الريف وترعى الأغنام وتصبو عيناها على راع أو مزارع في حقل. عندما يحصل هذا أو ذاك أو ما يشبه هذا وذاك ويصادف أن يعرف الأخ أو ابن العم أو القريب فإن الشرف العربي والدم العربي يصعد متدفقاً إلى الرأس ويستل السيف العربي من غمده ويذبح الفتاة الحلوة البريئة غسلاً للعار. ولقد وصل الأمر بالسلطة الحاكمة في عهد حكم الدكتاتور صدام حسين أن تصدر قانوناً يعفى بموجبه القاتل من تهمة القتل حتى الدرجة السابعة من القرابة إذا كان القتل غسلاً للعار!
ويبقى الشرف العربي بخير والحمد لله!
عندما تحتل إسرائيل أراض عربية فإن السيف العربي يبقى مرتاحاً في غمده لأن الشرف العربي بخير والحمد لله!
عندما يوقع نظام بغداد بعد غزو الكويت وثيقة على بياض يسلم بموجبها العراق أرضاً وسماءً وتاريخاً وحاضراً ومستقبلاً لقوى التحالف فإن السيف العربي يبقى مرتاحا في غمده لأن الشرف العربي بخير والحمد لله!
عندما تتحكم تركيا بمياه العرب وتهدد الأمة بالعطش فإن السيف العربي يبقى مرتاحاً في غمده لأن الشرف العربي بخير والحمد لله!
عندما يهجر ملايين العرب من أوطانهم ويلجأون إلى بلدان أجنبية طلباً للأمان وتعيش العقول المبدعة في غير أوطانها وتذل الإنسانية العربية في أوطانها وخارج أوطانها فإن السيف العربي يبقى مرتاحاً في غمده لأن الشرف العربي بخير والحمد لله!
عندما يمتلئ الوطن العربي الكبير بالسجون ويتقلص عدد المدارس والمعاهد الثقافية والجامعات ويهان العلم والعلماء وأساتذة الجامعات ويسجنون ويعدمون من قبل نفر من سقط المتاع وقطاع الطرق فإن السيف العربي يبقى مرتاحاً في غمده لأن الشرف العربي بخير والحمد لله!
عندما تباع الأرض العربية وتهدى حدودها رشوة من أجل أن يبقى الزعيم أو القائد أو الرئيس معافى في كرسيه الذهبي فإن السيف العربي يبقى مرتاحاً في غمده لأن الشرف العربي بخير والحمد لله!
عندما يطرد العمال العرب من بعض البلدان العربية تحت ذرائع واهية وتبدل العمالة العربية بعمالة أجنبية فإن السيف العربي يبقى مرتاحاً في غمده لأن الشرف العربي بخير والحمد لله!
عندما تغتصب الزوجات أمام أزواجهن أو يغتصب حتى الصبية أمام آبائهم وأمهاتهم في أقبية التعذيب فإن السيف العربي يبقى مرتاحاً في غمده لأن الشرف العربي بخير والحمد لله!
الشرف العربي ليس بخير فقط ومهان ومعتدى عليه عندما تصعد السلالم صبية عربية حلوة في ربيع عمرها تلقي نظرة حب من بعيد باتجاه فتى عربي جميل، عندها يصعد الدم العربي والشيمة العربية إلى رأس الرجل العربي وتستل السيوف من أغمادها وتذبح الفتاة غسلاً للعار! ويبقى زعماء الأمة وقادتها أحياءً يرزقون لأن الشرف العربي قد عمد بالدم !
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم!
مقالات اخرى للكاتب