بغداد – بعد يوم واحد من العملية النوعية الإستخبارية التي يعتقد أن الجيش الحر السوري نفذها ضد كبار الشخصيات الأمنية والعسكرية السورية، والتي أدت إلى مقتل وزير الدفاع ونائبه ووزير الداخلية ورئيس مكتب الأمن القومي السوري وغيرهم من الشخصيات، بدا وأضحا أن هناك حركة غير طبيعية تجري في أروقة السياسة العراقية في العاصمة بغداد، تترافق مع همسات مكتومة.
سياسيون عراقيون ودبلوماسيون كشفوا في تصريحات صحافية تناقلتها وسائل الإعلام العراقية العراقية اليوم الخميس، أن مصدر تلك الجلبة والحراك غير الطبيعي، هو قيام مسؤولين سوريين كبار بالتواصل مع حكومة نوري المالكي وعدد من كبار السياسيين العراقيين لبحث إمكانية طلب اللجوء إلى العراق.
وقال السياسيون أن هناك توجها سريا غير مكتوب لدى القيادة السورية بأعتبار العراق خيار اللجوء الأول في حال تردى الوضع الأمني أكثر في سورية، مشيرين أن هناك تفكير مشابه لدى بشار الأسد من دون أي تأكيد فيما إذا كان الأسد تواصل مع المالكي بهذا الخصوص بل ولم يتم التأكيد بحث الموضوع من خلال مندوبين للرئيس السوري.
وقالت مصادر سياسية في تصريحات صحفية اليوم الخميس لبعض وسائل الإعلام العراقية إن"الساسة السوريين بدأوا بدراسة مدى امكانية طلب اللجوء من العراق"، مؤكدة على انهم "سوف يقدمون طلبا لبغداد خلال الايام المقبلة ان تم الاتفاق على اتخاذ العراق بلدا للجوء".
وأضافت المصادر ان "العراق يعد الخيار الاول بين خيارات اللجوء لدى قادة سوريا بسبب قربه على بلدهم". وتابعت ان "الامر غير واضح حتى الآن فيما اذا كان الاسد سيتخذ العراق ملجأ له او لا".
يشار الى ان تطورات خطيرة تسارعت منذ يومين هي الاولى منذ الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في آذار عام 2011 اذ اشارت الانباء الى اقتراب القتال بين مسلحي المعارضة والجيش النظامي السوري الى وسط دمشق اضافة الى الانفجار الذي وقع في مبنى الأمن القومي وتسبب في مقتل وزير الدفاع السوري ونائبه صهر الرئيس بشار الاسد إضافة إلى رئيس خلية إدارة الازمة السورية ومعاون نائب رئيس الجمهورية وعدد من القادة العسكريين والأمنيين، وكذلك تزايد اخبار الانشقاقات المتواصلة من الجيش النظامي.
وعد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، التفجير الذي وقع في العاصمة السورية دمشق أمس الاربعاء يشكل تطورا مؤثرا في مسار الأحداث التي تشهدها سوريا، مشددا على أهمية أن تنتقل سوريا انتقالا سلميا إلى حياة سياسية ديمقراطية حرة.
كما المح وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف الى ان الاحداث التي وقعت مؤخرا في دمشق تمثل"المعركة الحاسمة".
ويشير المراقبون الى ان الاحداث الاخيرة في سوريا تلقي ظلالا من الشك على وضع الرئيس بشار الاسد واسرته والمقربون منه، الذين يديرون جميع مرافق الحياة ويؤكدون ان وجودهم بات مهددا في ظل تنامي قوة المعارضة المسلحة وانشقاقات العسكريين واقتراب المعارك من وسط العاصمة.