Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أما زال العراقيون يسخرون من الهنود؟
السبت, تموز 19, 2014
د. حامد العطيه

عندما يعاب على عراقي تصرف ما يرد نافياً عن نفسه التهمة ومستنكراً بالقول: وهل أنا هندي؟ والقصد أنه لو كان هندياً لتصرف بحماقة، أما ولكونه عراقياً فمن المحال.

في أيام الطاغية البعثي نشرت صحيفة تابعة لإبن الطاغية الفاسد سلسلة مقالات تشكك في عروبة قبائل الجنوب، وتدعي أنهم أحفاد الزط الهنود، الذين استقدموا في العهد الأموي مع جواميسهم واسكنوا جنوب العراق لتعميره، وهي فرية لا تستحق الاهتمام، وما يهمنا من التذكير بها هنا هي مدلولاتها العنصرية، إذ يتبنى كثير من العرب نظرة عنصرية استعلائية تجاه الأقوام الأخرى ومنهم الهنود.

لا فضل للعراقيين على الهنود في نشوء الحضارة، فالحضارتان الهندية والعراقية قديمتان، عمر الحضارة الهندية خمسة ألاف سنة، وفي العراق أيضاً.

الهند شبه قارة ومساحتها تزيد على ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، والعراق في وضعه الحالي شبه دولة، ومساحته أقل من نصف مليون كيلومتر مربع.

اتسعت أرض الهند لأكثر من مليار إنسان أو سدس البشرية تقريباً، أما في العراق فقد ضاقت الأرض بما رحبت على ثلاثين مليون نفر فقط.

توجد في الهند ألفا مجموعة إثنية، يعيشون في سلام ووئام، أما في العراق إثنتان فقط: العرب والكرد، والصراع بينهما قائم منذ عشرات السنين، ويطمح الكرد للإستقلال عن العرب، وبالطبع يسخر كل منهما من الآخر.

عدد اللغات الرسمية في الهند ثمانية عشر، وينطق سكانها بأكثر من ثلاثمائة لغة، وألف وستمائة لهجة أو لغة محكية، وفي العراق لغتان العربية والكردية، ومع ذلك فالاتصال والتفاهم بين العراقيين شبه مفقود، وكأن لعنة بلبلة ألسنة مشيدي برج بابل ما تزال سارية.

في الهند عدد غير قليل من الأديان والطوائف الدينية، وكل شيء تقريباً يعبد في الهند، بما في ذلك الله والمسيح ويهوه والأصنام و البقر والفيلة والقرود والفئران، فيما معظم العراقيين مسلمون موحدون، ولكنهم كما يبدو مقصرون في حق الله وغير مستحقين للحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده الصالحين.

كانت الهند دويلات متفرقة ومتشاحنة ثم توحدت في فدرالية قوية ومتماسكة، وكان العراق دولة موحدة وأصبح فدرالية مهلهلة، واليوم سائر في طريق الانحدار نحو التقسيم.

في الهند نظام برلماني علماني وأكبر ديمقراطية في العالم عمرها ستون سنة متواصلة، أما في العراق فالنظام المستحدث منذ عشر سنين طائفي تحاصصي توافقي، أي بإختصار مسخ.

في الهند تسع عشرة ولاية وخمس مقاطعات تدار بكفاءة وتنسيق عاليين، وفي العراق إقليم واحد، ويبدو العراقيون عاجزين عن إدارة شؤونهم بالحسنى، وهم على شفير حرب أهلية عبثية.

ترتيب الاقتصاد الهندي هو الرابع في العالم، أو العاشر من حيث الناتج الإجمالي الكلي، ولديها أقوى قطاع في تكنولوجيا المعلومات في العالم، والعراق من أثرى الدول في الموارد الطبيعية، وهو من أفقر الدول، من حيث التنمية والدخل الفردي، وما يزال في مرحلة ترميم وتطوير بنيته التحتية.

هل الاحتلال الأجنبي هو السبب الوحيد في تدهور الوضع العراقي؟ احتلت بريطانيا الهند والعراق، جثم الاحتلال البريطاني على أرض الهند حوالي مائتي عام، أما في العراق فلم يدم سوى بضع سنين، ثم احتله الأمريكيون مؤخراً بسبب نظامه التسلطي السابق ومغامراته العسكرية الحمقاء، وعاثوا فيه فساداً وتخريباً. استقلت الهند في 1947م وتمكنت خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة نسبياً منذ الاستقلال على تجاوز ترسبات الاحتلال الأجنبي، وأكملت استقلالها، واتمت قدراتها العسكرية، وبسطت سيادتها على كامل أراضيها، أما العراق فقد كبل نفسه بإتفاقية أمنية استراتيجية مع الحكومة الأمريكية، ويرفض قادته الفاشلون والفاسدون والكثير من مواطنيه تحمل المسؤولية عن تدهور أحواله، ويلقون بها أو بمعظمها على الاحتلال والتدخلات الأجنبية الحقيقية منها والمزعومة.

بعد هذه المقارنة السريعة نسأل هل يحق لعراقيين السخرية من الهنود؟ بل هل يلام أحد اليوم لو سخر من العراقيين وأوضاعهم المزرية؟ لا يحل لقوم أن يسخروا من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم، ورحم الله قوماً عرفوا قدر أنفسهم، فنهضوا لتغيير ما فيها وإصلاحها.

(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47468
Total : 101