ما أشبه اليوم بالبارحة ، بالأمس بعث أهل الكوفة عشرات الرسائل الى سيدنا الحسين بن علي – رضي الله عنهما – تطالبه بسرعة القدوم اليهم ، فلا جمعة ولا جماعة من بعده ، هيا العجل العجل ، ولما قدم الرجل إثر قيامه بارسال سفيره أبن عقيل – رضي الله عنه – لم يجد إلا سيوفا مشرعة بانتظاره ... ويحكم ياأهل الكوفة ! أنه أبن بنت نبيكم ، ولم يأتي إلا بعد إلحاح منكم ! وهاهي رسائلكم لم يجف حبرها بعد ، فما كان من هؤلاء المنافقين إلا أن قالوا: لم نطلب منك الحضور أبدا ، ولم نكتب رسالة واحدة ، انما كتبها جهلاؤنا ، وليس لهم الحق بذلك كونهم لايفقهون !!. لم ينسى سيدنا الحسين ما فعله هؤلاء بأبيه من قبله لكنه – بحسن نيته – أبى أن يكون إلا الحسين بن علي السبط الزكي النقي ، فما كان امامه من خيار سوى القتال رغم إنه كره له نظرا لقلة العدد والعتاد ، وكلنا يعرف الملاحم البطولية التى سطرها هذا الرجل الشجاع وصاحب المبدأ ومعه ثلة مؤمنة عشقت الشهادة في سبيل الله . ما الذي جعل أهل الكوفة ينقلبون كل هذا المنقلب على إبن بنت نبيهم ، رغم معرفتهم بشرعية ما جاء من أجله ؟ الجواب أحد أمرين : إما جبن أو إغراءات قدمت لهم من السلطان ، فالجبن هو سيدهم حين يتراءى لهـــم غبار الخيل وصليل السيوف ، والمال له بريق يسيل اللعاب ولن يدعه يتوقف ، فأيهما سيختار أهل الكوفة ؟ هل سيختارون الجبن رغم شناعته وعاره أم سيختارون المال وبريقه ؟ أرى إنهم قد إنقسموا الى فريقين : الفريق الأول إختاروا الهروب والنجاة بجلودهم ، وهم الأعم الأغلب ، أما الفريق الثاني قبضوا الثمن دراهم معدودات ثم فروا بغنيمتهم تاركين أبن بنت الرسول يلاقي مصيره أمام الآلاف من الجنود المدرعين والخيل المسومة . وهناك فئة قليلة آثرت أن تبقى في صف الحق وتثبت معه إلى ان يشاء الله ما يشاء فإما النصر وإما الشهادة ، فكانت ملحمة بطولية يعرفها صغيرنا قبل الكبير ،رنال فيها سيدنا الحسين ومن معه شرف الشهادة فكان بحق سيدا للشهداء في جنة عرضها السموات والأرض عند مليك مقتدر . واليوم يتعرض بلدنا لمخاطر جسام سببها السياسيون الاغبياء الذين أبتلينا بهم ، يقف في مقدمتهم السفاح نوري المالكي ومعه ثلة مأفونة مأبونة من عجم وأراذل تعشق بريق الدرهم – تماما كما عشقه الكوفيون الذي باعوا إبن بنت نبيهم – كان من الواجب على الجميع أن يقفوا بوجه هذا الجلاد كل حسب قدرته وإستطاعته ، ومن لم يستطع المشاركة فعليه أن يغلق فمه ويرضى بأهون الشرين على الأقل ، لكن شيئا من هذا لم يحصل ! ، فلقد رأينا التاريخ يعيد نفسه ، فالبعض هرب والآخر سكت والبعض قبض الثمن فصار مهرجا مروجا لبطولات المالكي وميليشياته المنهارة يوما بعد يوم ، ومن هؤلاء المروجين العديد من القنوات الفضائية ( العراقية ) مع الاسف .. البلد يمر بأسوأ محنة عرفها التاريخ وهم يعرضون المسلسلات الخليعة والبرامج التافهة والمسابقات الخائبة وغيرها من الترهات لاهون عن معانات الناس اليومية وما يلاقونه من قتل وتدمير على أيدي عصابات الفرس الحالمين بأعادة أمجاد كسرى ، وهناك من أصحاب القنوات تحول من بشر الى قرد نطاط ما يلبث تمجيدا وتهليلا وتفخيما للمجرمين والقتلة أمثال هادي الافنص ومن لف لفه من الحاقدين .... ومن يشاهد قناة ( العراقية ) سوف يدرك الضحالة والغباء والتملق والرياء والزبالة النتنة لدى هؤلاء المهرجين ، وكل هذا سببه الدرهم والدينار من لدن سيدهم المتغابي . إن للاعلام دورا مهما في صناعة التاريخ ورصد السلبيات والايجابيات وتبصير المواطنين بما يدور حولهم ، ولقد رأينا بضعة من القنوات الفضائية قد نهجت نهجا صحيحا في كشف الفساد والافساد وفضحت الميليشياويين إلا أنها تعرضت للخنق والتكميم والمطاردة والغلق كونها لا تؤيد سياسات الملالي والاغبياء ، إذن نخلص إلى : من سار على خطى الساسة الاغبياء كان مشاركا ومؤيدا لقتل سيدنا الأمام الحسين بن علي وصحبه الكرام ، فالحق مع سيدنا الحسين كما هو مع العراق وشعب العراق .. الحسين ثار على الظالمين ، وكذا فعل شعب العراق ، مع فارق التشبيه ، وليس هناك مجال للحياد فالظلم هو الظلم سابقا وحاضرا لكنه لن يدوم بفضل الثائرين عليه ، وستثبت لكم قوادم الايام مالذي سيحصل للمالكي وزمرته الظالمة جراء أفعالها المنكرة والشريرة من قتل وسفك دماء وتهديم البيوت على رؤوس ساكنيها العزل بحجة داعش وماعش وهم يعلمون قبل غيرهم ما هي إلا إكذوبة سخيفة ، كما يعلمون إن البعبع الداعشي صنيعة إيرانية أسدية أميركية بأمتياز . ختاما أين انصار الحسين الذين هم انصار العراق ، هل تعلموا الدرس أم سيستمرون بغيهم يعمهون ؟ وتذكروا جيدا إن المالكي بات لايدري ماذا يصنع فقد جن جنونه وبدأ يهذي من الحمى وأخذ يهاجم كل شئ ويعلق فشله المتواصل على شماعة ( الارهاب ) وحواضن الارهاب ( السنة ) حصرا دون غيرهم ، حسنا ماذا تسمي الفرس وهم يرمون الحمم على رؤوس الامنين ؟ أم أن الفرس يحل لهم مالا يحل لغيرهم ؟ فأي منطق هذا ، ومتى ستتحرر العقول من القيد الطائفي البغيض ، ومتى سنفتح عيوننا صباحا لانرى فيها قنوات الدجل والكذب والنفاق وهم يرقصون طربا على أشلاء الموتى ، موتى البراميل الدموية القادمة من الملاعين بشار والولي السخيف ؟ فمن سمعني كان عراقيا ومن أبى فعليه الخروج من أرضنا الطاهرة ، وإلا فمصير قاتم بأنتظاره ،( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري الى الله ، إن الله بصير بالعباد ) .
مقالات اخرى للكاتب