Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
التطرف واقع وأسباب
الجمعة, آب 19, 2016
اسعد العزوني

 

التطرف والغلو موجودان على هذه الأرض ، منذ بدء الخليقة وتحديدا خلق الإنسان  ،  لأن الإنسان  هو المخلوق الوحيد الذي يدرك معنى الظلم  والتحولات والمستجدات  على الأرض ، رغم ان الحيوان هو الآخر ينفعل حين يحس بالظلم  ، فيرفس الحمار  ، ويثور الجمل وينتقم ممن يضربه ولو بعد أربعين عام ، ومع ذلك  أستطيع القول أن التطرف   منوط بالإنسان فقط ، وهو من  يدخل فيه  ويطوره كيف يشاء بحسب طريقة تفكيره .

وهناك نوع آخر  أشد تاثيرا من التطرف وهو الغلو في التصرفات  وردة الفعل  وحتى في العبادات ، لذلك نرى أن هناك بعض المتدينين  قد فهموا الدين بصورة مغلوطة  لجهلهم وعدم وجود من يفقههم في أصول دينهم ، وهذا ما أضفى على العبادات  لونا بعيدا عن الواقعية ، لأن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الوسطية .

هناك أيضا ظاهرة أخرى  من ضمن عائلة الشذود الفكري ،  بأشكاله الناجمة عن قصور التفكير والإدراك العقلي ، وهي ظاهرة التشدد ، وهي في معناها العام لا تختلف عن التطرف والعلو كثيرا  ، لكنها  تؤدي إلى أفعال غير  مقبولة  ، وتمحق كل ما هو إيجابي في المجتمع ، وما نراه من  تطرف  وغلو وتشدد ، إنما هو نتاج فكر غبي مستورد ، ولا أعني بالمستورد ما ياتينا من الخارج ، بل هو ذلك الفعل الناتج عن قصور تفكيرنا .

ومع كل ما تقدم هناك تطرف وتغول وتشدد ، جراء فعل خارجي ، وأعني هنا بالخارج  ما هو خارج إطار الإنسان ذاته ، بمعنى أن السبب في ذلك هو تأثيرات وممارسات   تنعكس سلبا على تفكير الفرد ، وتجبره على  سلوك درب غير قويم  دون النظر إلى عواقب الأمور ، ومن هنا تبدأ حلقات الخلل تتسع شيئا فشيئا في المجتمع ، ويحدث التصادم  بين الأطراف ذات الشأن  ، ويدفع المجتمع الثمن ، لأن  المتطرفين والمغالين والمتشددين هم من أبنائه ، ولم يهبطوا عليه  من دنيا أخرى.

كثيرة هي أسباب التطرف والغلو والتشدد ، وأهمها  الجوع والفقر والظلم والتهميش والإقصاء 

والتجهيل ، وقال الخليفة علي بن أبي طالب  كرم الله وجهه : لو كان الفقر رجلا لقتلته ! وقالوا أن الظلم مرتعه وخيم! وقال تعالى في محكم كتابه العزيز : وأطعمهم من جوع  وآمنهم من خوف ! ولا ننسى مقولة مبعوث فارس إلى الخليفة الفاروق عمر  رضي الله عنه ، عندما رآه  نائما في صحن الحرم: عدلت فأمنت فنمت!

الغريب في الأمر أن كل هذه  المظاهر الدخيلة علينا  موجودة في مجتمعاتنا الإسلامية  ، وأن هناك أيضا من  يضخ  روح التطرف فينا من خلال الإيعاز لصناع القرار أو من في حكمهم  بالتضييق على مجتمعاتهم  وحرمانهم من أبسط حقوقهم ، وإظهار أكبر قدر من الضغط  على  المجتمع ، وعدم إجراء أي إصلاحات تذكر  ، رغم أن الغرب المتخلف الجاهل في عصوره الوسطى ، قد نهض من تحت ركام التخلف والجهل  ، وإنطلق ناهضا  ، ووصل مرحلة  تتيح له تسجيل مواقف مشرفة من حيث معاملة  أهله  ، حتى أن العربي وغيره ممن  يهاجرون إلى الغرب يشعرون بالكرامة  هناك.

من يشعر بالتهميش والظلم والإقصاء والإبعاد ، يصل إلى نتيجة مفادها أنه مطعون في كرامته  ، ومن  يصل إلى هذا الشعور  ، يصاب بعمى في القلب والعقل معا ، وينحى  منحنى  مختلفا  لا أحد يضمن نتائجه ، وها نحن  ندخل مسرعين في هذا النفق .

يعد الإحتلال  وإنتهاك حقوق الإنسان عوامل  قوية  للتطرف والتشدد والغلو ، لأن في ذلك شعورا بالمهانة والعجز والتقصير  ، وخاصة إذا  كان الإحتلال الذي نتحدث عنه هو الإحتلال الإحلالي الإسرائيلي لفلسطين ، وشراكة واضحة مهينة من قبل الإقليم مع هذا الإحتلال  ، إلى درجة أن البعض ينسق معه أمنيا  ، ويمثل إحتلالا من نوع آخر لشعبه.

   وإستنادا إلى كل ما تقدم ، وإن كنا  نرغب حقا في تطهير مجتمعاتنا  من التطرف والغلو والتشدد ، فإننا مطالبون  بصياغة عقد إجتماعي جديد بين الدولة  والمجتمع ، لنصل معا إلى ضمان هيبة الدولة وحقوق المجتمع ، لأنه لا دولة بدون مجتمع ولا مجتمعا بدون دولة ، ولنا في  مقدمة إبن خلدون  ، وما ورد في كتاب الله وسنة نبيه  ووصايا الأنبياء الآخرين خير دليل  ، لخلق مجتمع مدني وليس مجتمعا  دينيا ، فالرسول  صلى الله عليه وسلم لم يؤسس دولة دينية في المدينة المنورة   ، بل أرسى أسس دولة مدنية  تحفظ حقوق  حتى غير المسلمين.

التطرف والغلو والتشدد آفة  كريهة ، وهي بذرة غير صالحة ، ولا تنتج إلا الخراب والدمار ، وأعني بذلك أن تشدد الدول في مواقفها  وغلوها وتطرفها في معاملة  أفراد المجتمع الذين ليسوا على هواها ، إنما يساوي تطرف وغلو وتشدد البعض الجاهل أو صاحب طريقة التفكير الملتوية وكلا الطرفين مدان ، ولو أن النظام السوري إستجاب لرغبات شعبه منذ أحداث مدرسة درعا ، لما وصلت سوريا إلى ما هي عليه اليوم.

هناك تطرف وغلو وتشدد  أخطر مما تحدثنا عنه ، وهو ما يمارسة  أصحاب النفوذ الذين يشعرون بالظلم   في مستواهم ، والأثرياء الذين  يمولون  التطرف  لأسباب عديدة ، وهذه الفئة غالبا ما تكون غير مرئية لكن تاثيرها قوي .

الفقراء والشباب هم الفئات الكثر  إنغماسا في التطرف والغلو والتشدد  ، مسلحين بحرمانهم  وما  يعانون في مجتمعهم من ظلم وتهميش  وإقصاء وحرمان بسبب سياسات الدولة ، التي يفترض فيها  أن تعامل كافة أفراد المجتمع معاملة  تليق بالمواطن ، لا أن تنظر إليهم كرعايا مهمتهم التسحيج والتسحيج فقط ، وأخطر ما في الموضوع أن  شيوخ التطرف والغلو والتشدد ، يخترقون عقول أبنائنا من الشباب بسؤالهم :هل تقبلون  العيش بذل ؟ وهل تقبلون  ضياع الأقصى ؟ ويؤكدون لهم  أن تحركهم الرافض للواقع  سينعكس عليهم إيجابا في الآخرة  ، لأن  سبعين حورية  تنتظر الشهيد في الجنة.

هنا يفعل إبليس فعلته ، إذ أن الشاب العربي  المكبوت جنسيا  لعجزه عن الزواج ، بسب قلة ذات اليد وإرتفاع المهور وتكاليف الزواج ، يعيش اللحظة المتخيلة  ويحث الخطى العقلية   لولوج باب الجنة  والتمتع  بالحوريات السبعين ،   بعد أن يبحث عن الموضوع في الإنترنت ويتأكد من ذلك.

ما أود الوصول إليه أننا في حال أردنا  وأعني بذلك الدول ، فإننا  نستطيع كبح جماح التطرف والغلو والتشدد ، من خلال  الحكم بما أمر الله ، وتحقيق المواطنة الحقة ، ومنح مجتمعاتنا  صفة الإنسانية   وخلع عنها  صفات العبيد ، عندها لن تجد دولة منهكة مهددة ، ولا مجتمعا آيلا للإنهيار.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36739
Total : 101