أجتمع أربعة من الخرفان بعيدا عن القطيع الذي يسرح في مرعى عشبه أصفر يابس. بسبب برد الشتاء، بينما جلس السيد راعي القطيع في كوخ صغير، محمي من البرد، وقد لف رأسه بلفافة سوداء ووضع على كتفيه شالا اخضر، وإلى جانبه سماور شاي يرتفع البخار منه. كان القطيع يرعى في جو غائم وشديد البرودة، ينتظر أية إشارة أو أمر يصدر من السيد. كان السيد الراعي يقرأ القرآن حينا ويقرأ الأدعية حينا آخر.
قال الخروف الأول بصوت خفيض: وبعدين ويه راعينه السيد؟ يوميه ما خذنه من مكان إلى مكان، يوم هنا، يوم هنا، روحو، تعالو، نامو، اكعدو. شنو احنه ما عدنه كلمه، ما عدنه راي؟
قال الخروف الثاني: إنتَ شلون تحجي، هو الخروف عنده راي، عنده كلمه؟
قال الخروف الثالث: آني سمعت راح ياخذنه إلى مكان بي عشب اخضر..
قال الخروف الرابع: زين، إذا ما قبل صاحب المكان نرعى بالعشب الأخضر مالته، وتمرد علينه؟
قال الخروف الثاني: اشحده يتمرد، غير يهدنه عليه سيدنا الراعي ونشمره وره السده!.
قال الخروف الأول بصوت خفيض: ليش ما نتمرد إحنه ونتعاون على سيدنا الراعي ونشمره هو وره السده؟ ليش إحنه ما عدنه كلمه، ما عدنه راي؟
تبادل الخرفان الأربعة النظرات بينهم. وقبل أن يقرروا شيئا انتهت القصة!
مقالات اخرى للكاتب