الرجل السياسي الذي يقود حزبا سياسيا من أي اتجاه، هو رجل اعور حتى لو كانت عيناه سليمتين. إنه يرى حقائق الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية من طرف واحد، ويعمل على أساسها للوصول إلى أهدافه في السلطة المال والنفوذ. ولا يقبل بغير الحقائق التي يراها هو، أو يعرف حقائق أخرى ولكنه لا يعترف بها.
والرجل السياسي الذي يقود حزبا سياسيا من أي اتجاه، هو رجل غير شريف سياسيا. إذا لم يستطع الوصول إلى أهدافه في السلطة والمال والنفوذ بالوسائل القانونية والشرعية فلا يتردد في استخدام الوسائل غير القانونية ولا الشرعية في الوصول إلى تلك الأهداف.
والرجل السياسي الذي يقود حزبا سياسيا من أي اتجاه، إذا ما وصل إلى السلطة وأمسك بها وحكم بلدا فإنه يعتبر أن الناس المنتمين إلى حزبه وأنصاره ومؤيديه وكل من يتعاطف معه هم الشعب وهم مواطنون من الدرجة الأولى. أما غيرهم من الناس فهم مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة ... يحدث هذا في النظم الدكتاتورية خاصة، كما فعل صدام حسين في حكم البعث عندما اعتبر، في مجمل خطاباته واحاديثه، أن البعثيين هم الشعب وعاملهم كمواطنين من الدرجة الأولى. ثم عاد فتراجع ضمنيا عن موقفه عندما اعتبر في وقت لاحق أن العراقيين كلهم بعثيون وإن لم ينتموا! كما يحدث هذا في النظم الديمقراطية المزيفة والمشوهة والمرتجلة والمصطنعة على حد سواء، كما هو الحال في النظام السياسي (الديمقراطي/الإسلامي/العلماني) في العراق اليوم! أما النظم الديمقراطية الحقيقية فيحدث هذا بشكل غير صريح ولا معلن ولكنه موجود، وما يحد من ظهوره هو وجود المؤسسات الدستورية والقوانين المنبثقة منها. مثلا، عندما تعلن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية المقبلة (هيلاري كلنتون) في خطابها الأخير في مؤتمر الحزب الديمقراطي، أنها ستكون رئيسة لكل الأمريكيين؛ الديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين وكافة فئات الأمريكيين، فإنها تقول كلاما نصفه صحيح ونصفه الآخر غير صحيح!
والرجل السياسي الذي يقود حزبا سياسيا من أي اتجاه، هو، في الظاهر، رجل طبقي يدافع عن طبقة اجتماعية، فقيرة، متوسطة، غنية، من خلال عقيدة أو مبدأ أرضي وضعي ولكنه، في الباطن وفي التحليل الأخير، هو رجل يدافع عن نفسه، عن مصلحته ومنفعته الشخصية أولا ثم تأتي مصالح الطبقة الاجتماعية التي (يدافع) عنها فيما بعد.....!!
ولكُم في سياسيي العراق على كافة اتجاهاتهم السياسية، العلمانية والإسلامية، قُدوةٌ وأُسوةٌ حسنةٌ لمن يرجو له ولأهله حياة آمنة ومستقرة وعيش كريم!
مقالات اخرى للكاتب