قد يتصور البعض ان هذه المقالة مقارنة بين عبد الناصر والعبادي كالفلم المصري ( ناصر ٥٦ ) ، لكن ليس هناك اي مقارنة بينهما ، بل المقالة عن احد الشركات في العراق وهي من الشركات ٥٦ برعاية الحكومة والعبادي، جميع العراقين يعرفون ماذا اقصد بهذا الرقم .. نسمع عن كثير من
الشركات اجنبية او عربية التي كانت تعمل بالعراق وهي شركات وهمية سرقت ما سرقت وتحايلت على الحكومة بمبالغ كبيرة وهربت ، ولكن ان تظهر لنا شركة عراقية وبوقت قصير تصبح من الشركات ذات الصعود الصاروخي وتحت رعاية كبار المسؤولين للدولة وبرعاية العبادي في احد مؤتمراتها
هذا يوقفنا للتساؤل والعجب ، هي شركة( نحو الافق او iHorizon ) ، او كما يسميها البعض شركة ٥٦ .
في احد مجالس الاصدقاء دار حديث عن الوضع الاقتصادي والازمة الاقتصادية للبلد ودور شركات القطاع الخاص والحكومة ، وتحول النقاش فجآة حول ابن صديقي في احد الكليات الاهلية الذي يدرس الادارة والاقتصاد واحواله ودراسته ، ثم قال لي اني اعمل الان عمو في احد اكبر الشركات
.. فقلت اين ؟ قال بشركة ( نحو الافق ) في تسويق المنتجات لهذه الشركة ، فقال لدى هذه الشركة طريقة في التوزيع والتسويق رهيبة و !!! قلت شلون يعني … قال تشتري منتج منهم وتسجل لديهم ومن ثم تقوم انت بالترويج هذا المنتج للاقارب والاصدقاء ويعطوك نسب وثم يصبح لديك
مجموعة وكل من ينضم لهذه الشبكة تزداد نسب الربح الك … وقال لي ( كوكله عمو ) بالعامية العراقية اي ابحث عنها بالانترنت ، وثم قال ( شوف الفديوات باليوتيوب ) مال الموتمرات والورش … وخبرني بان لديهم ١٢ الف موظف في بغداد فقط وقد يصبحون ٢٥ الف هذه السنة في المحافظات
وسينطلقون للعالمية ، وتصور عمو ان احد المؤتمرات حضرها العبادي !!!
سار في عروقي الفضول عندما سمعت بان لديهم ١٢ الف موظف في بغداد فقط كما قال وحضور العبادي ، لاني تصورت انها شركة كالشركات العالمية ، واستمر بحثي اسابيع لاعرف ماذا تعمل هذه الشركة وحتى لا اظلم احد ويكون بحثي مجرد مقالة بدون تقصي او حقائق والتقيت ببعض المنتمين لها … اول الحديث هي شركة ظهرت قبل اكثر من سنتين وسجلت لدى مسجل الشركات في بداية ٢٠١٥ ، مسجلة باسم شاب يدعي نفسه ليث الاصفر خريج كلية العلوم من قسم الكيمياء جامعة بابل ، تمويلهم غير معروف بالبداية لحين تكشف الامر ان هناك ٣ اشخاص ذو نفوذ وراء هذه الشركة اذكرهم لاحقا … هذه الشركة كما تاكدت تعمل بطريقة التوزيع ( الهرمي او الشبكي ) وهي طريقة ظهرت في الثلاثينات القرن الماضي في فترة الكساد بامريكا … وهذه الطريقة تقوم على بيع منتجات بسيطة باسعار عالية من اجل الانضمام لشبكة التسويق لنفس المنتجات… ودار الجدل حول هذه الطريقة بسبب ان منتجاتها غير رصينة وطريقة ادارة هذا التسويق وتخريبها للاقتصاد ، وان كثير من الدول قد منعت هذه الطريقة واعتبرتها عملية احتيال وكذك ظهرت كثير من الفتاوي تحريم الانخراط بهذه الشركات لما لها مردود مالي مشبوه ، كما ان هذه لشركات تختفي فجأة بعد فترة ، والرابح الوحيد على رأس الهرم لما يجنيه من ارباح خيالية… وهنا اوقفني بأن ادقق حول شركة ( نحو الافق ) فوجدت انها تستخدم نفس الطريقة ومنتجاتها ايضاً غير رصينة كهواتفها الصينية الصنع لا يتعدا سعر الواحد ٧٠ دولار ويباع للمشترك بسعر خيالي يتجاوز اسعار هواتف الشركات العالمية
يباع هذه الجهاز ( ٨٧٠ دولار امريكي )، اي ما يفوق سعر الاي فون في السوق المحلية ، هنا قمت بحسابات بسيطة حول ارباح هذه الشركة اذا كانت قد باعت ١٢ الف جهاز وهذا ما اكدته المقابلة مع قناة الحرة مع مدراء الشركة … قد يتسأل البعض كيف لشركة حديثة التأسيس تخدع وسائل
الاعلام والحكومة ؟ اجيبكم بصراحة مثل هذه الشركات تتوجه الى الدعاية المضللة للبسطاء وتريهم حجم الارباح والعمولات وان مبيعاتها تفوق الملايين ، مع ظهور القائد الضرورة في هذه الشركة وهو ( ليث الاصفر) الملهم لرفع المعنويات والكلام المنمق المعسول يحيطه رجال يعملون
لديه كاحد المسؤليين المهمين وسيارات فارهة ومكاتب ومؤتمرات واعلام وعمولات كبيرة للاعلاميين للظهور بالوجه الحسن ... كل هذه الخدع من اجل اجتذاب الزبائن للانضمام لها ، واذا كان هناك داعم كهولاء الثلاثة المسؤليين فلا ريب عن هذه الشركة بعيون المنتمين رصينة وهولاء
المسؤلين هم ( النائب احمد الكناني ، ورئيس اتحاد الاعمال العراقي داوود عبد زاير ، ورئيس مجلس الادارة لمصرف الاتحاد العراقي على مفتن خفيف ) ، عندما شاهدت الفديوات في اليوتيوب تيقنت بان هولاء الثلاثة شركاء بهذه الشركة كما برهنها لي احد الاشخاص ، وداعمين لها
بسبب تواجدهم باكثر من مناسبة ، وهنا الطامة الكبرى ( مسؤول !!) في الحكومة ( ورئيس اتحاد !! ) معروف و ( ممول !! ) رئيس مجلس ادارة مصرف ، كيف لا تنطلق كالصاروخ وكل هذه برعاية الحكومة التي لم تكلف نفسها للبحث عن هذا النوع من الشركات والمواضيع والموتمرات التي
تبين هذا النوع الخطير من التحايل للبسطاء وسلبهم لاموالهم ، قد يقول البعض ان هذه الشركة كشركة امزون او علي بابا … الخ ، اقول هنا هذا ما يروج لها على انها شركة بيع عن طريق الانترنت او هي شركة بيع مباشر ، ولكن الشركات العالمية امزون او علي بابا ليس لهم منتجات
خاصة بهم يروجون لها ، بل هم وسطاء فقط بنسب لعرض منتجات الزبائن والشركات … كما هذه الشركات لا تجبرك شراء منتوجاتها من اجل للانضمام اليها .
هنا ادعو السيد العبادي المحاط بجيش من المستشارين ولاقتصاديين الذين لم يكلفوا نفسهم للتدقيق والبحث عن هذه الشركة واين الاجهزة الامنية والرقابية المختصة للتدقيق في هذا الموضوع ، واين الاعلام لينصحوا الشباب حول احتيال الشركات من هذا النوع التي تسلب احلام الشباب
واموالهم ، حتى وان كانت مبالغ بسيطة لا تتعدى الف دولار وهذا هو المغزى ، يقول (ليث الاصفر ) للبسطاء انت تتاجر فقط بالف دولار ملبغ زهيد ، ولكن تصور مبلغ يقارب الف دولار مع ٢٥ الف منتمي لهم !!!! وهذا لمنتوج واحد ، كما ان على القنوات الفضائية التحري قبل اي مؤتمر
او ورشة لان مثل هذه الشركات كما اشرت سوف ينكشف امرها عاجلا او اجلا. دققوا وابحثوا في الانترنت عن هذه النوع من الشركات وسترون العجب .
كما ساورني الفضول للتدقيق بالمبالغ التي تجنيها هذه لشركة ، هل هي غسيل اموال هل هي طريقة لتهريب اموال مسؤولين ، اذا كانت هذه الشركة لديها الدعم لماذا لا تنتج منتج وطني رصين داخل البلد لماذا لا تعمل على تسويق منتجات مباشرة عن طريق وكلاء كشركات منتجات التكييف والاجهزة
المنزلية وكثير من المنتجات ، وليس بهذه الطريقة التي يتوجب عليك ان تشتري سلعة لتعمل بها !!! وهذه النوع من التسويق مصنف كأحد عوامل التخريب الاقتصادي ولاحتيال على البسطاء.
مقالات اخرى للكاتب