تباشير النصر, الذي سطره العراقيون, بمختلف أطيافهم, وتوجهاتهم ومذاهبهم.. تمثل نصرا مدويا, ليس على داعش فقط, بل أذهل كل من شكك, أو توقع حاجتنا لسنوات لهزيمة داعش, فتحقق النصر سريعا بأروع لوحة, من التلاحم والدفاع المشترك بين جميع الأطياف العراقية, عن أرضهم التي هي شرفهم, (فإنقلب السحر على الساحر), فتوحدنا ليستمر النصر حتى تحرير كل أرض العراق.
ها هي الموصل تتلوى ألما, لما يجري عليها من مصائب, وخرق لتقاليد المجتمع, وتدنيس الشرف, إنتظرت طويلا لتفيق من غفلتها, لتجد أبناء القوات المسلحة, تدك أوكار الإرهاب والعصابات المجرمة, وتطهرها من نتانة الخيانة, وتعيدها للأصالة العراقية.
مازال كثير من سكان الموصل , مهجرين في وطنهم, ينتظرون أن تزف لهم بشرى تحريرها, لعودتهم لديارهم بأمان, فتناشدهم ذكرى الطفولة, والشارع والدار وكل الجدران, عن مشاعرهم, و يتأملون كل خير, نالوه من إخوتهم, ينتابهم ندم, لما كان في داخل أنفسهم من سوء الظن بإخوانهم, خلفه الإرث الفكري القديم, لإعداء الإسلام والإنسانية, لكنه تبدد وتلاشى بإختلاط دماء الشهداء الطاهرة, من جميع الأطياف, التي حددها وحدة المصير, لتذوب أفكار التفرقة و الحقد, المغروس في النفوس, التي تسعى لتفكيك وحدتنا, التي عادت تترسخ بالنصر على الكافـــرين .
توحدنا.. عاد الشمل العراقي.. صعق الأعداء ومن يرعاهم, من الدول الكبرى, صناع الإرهاب, حشدنا ووحدتنا تفزعهم لذا حاول أردوغان, وحكام السعودية آل سعود, تعكير صفوها, ليزداد عمر تطفل جراثيم داعش في المنطقة, التي نصبوا أنفسهم رعايا لها, حيث إرتبط مصيرهم ونهايتهم بنهايتها, بعدما ثبت لشعوبهم وللعالم, إنهم أعداء الإنسانية .
عند إعلان إنطلاق عمليات تحرير الموصل, أصاب عصابات الكفر والإرهاب (داعش), الذعر والفوضى, تلاحقهم ضربات أبطال العراق, وتشير المعلومات إلى إن معظم قياداتهم من الأجانب, غادروا الموصل إلى سوريا .. بينما العشرات من الذين بايعوا داعش, في الأيام الأولى يقولون بأنهم كانوا مغلوب على أمرهم, عادوا للصف الوطني .
هل انتهى وقت صبر الموصل؟ وهل اقتربت ساعة نهاية الإرهاب في العراق؟ قواتنا المسلحة أبطال العراق, سيجيبوننا عن ذلك.. ربما أقرب مما نتصور.
مقالات اخرى للكاتب