الأسباب الرئيسية لانتشار الإرهاب هو الضعف الاقتصادي, وعدم الاستقرار السياسي, ودائماَ ما تنتشر المنظمات الإرهابية في الدول الفقيرة, لأنها تستعمل هذه الأرضية الخصبة من خليط الفقر وعدم الاستقرار السياسي, مثل الصومال وأفغانستان والعراق وسوريا.
العراق من هذه الدول؛ التي أستغل الإرهاب فيه أبناءه من العاطلين عن العمل والفقراء, ولكن العراق حالة خاصة, فهو بلد غني جداَ على مستوى الأرقام, يكاد يكون أغنى دول العالم, أما عند المراقبة عن كثب للعراقيين, فتجد أن معظمهم يعيش تحت خط الفقر, بل أن بعض أبناءه يعيش تحت مستوى خالي من الخطوط حتى, فلا خط تحته يفترشه ولا خط فوقه يغطيه.
أسباب هذا التردي العجيب اقتصاديا وسياسيا وأمنيا, هو أننا اخترنا رجالات تحكمنا, برعت بطريقة مثالية بتضييع 950 مليار دولار, خلال ثماني سنوات, وعقدوا العلاقة مع إقليم كردستان, إلى حد مخالفة الدستور بالكلام عن الانفصال عن العراق, وأهملنا رجال قضت على عجز 60 مليار دولار, وحلحلة المشاكل مع الإقليم بلغة حوارية سياسية خلال شهرين, وأصحاب خطط للقضاء على الفقر, وتسليم الشعب حصته مما يخرج من تحت قدميه من الخيرات, لا بل زدنا على ذلك الإهمال؛ أننا رميناهم بتهم سخيفة لصقت بهم من خلال أعلام مغرض, لمن يطمحون بالبقاء على منصة استلام الأموال وتوزيعها, على أتباعهم من باعة الكلام حاليا, والبغاء سابقا.
لماذا نتمسك بالمتمسكين بالكراسي؟ ونتخلى عن المتنازلين عنها, لأجل القضايا الإنسانية, والاستجابة لدعوات المرجعية, وتخفيف الحمل عن الميزانية, لتنصب الفوائد في مصلحة من هو محتاج لها من فقراء البلد؟ ولماذا ننسى من شطب أكثر الديون على العراق؟ ونستبدله بالذي هو أدنى, ومن أثقل العراق وميزانيته بالعجز والديون؟
حالة الجهل السياسي باختيار أشخاص ليسوا مناسبين للاماكن المناسبة, من منتهجي سياسة التفرد والتعنت, وركن القادة أصحاب الأفكار التقدمية, ومحاربتهم ومحاولة عزلهم عن المجتمع السياسي, لكي لا يطغى وضوح فكرهم الفذ على فشل الانتهازيين, قد مكن آفات خطيرة منا مثل الفقر وداعش.
مقالات اخرى للكاتب