يمشي الفقير وكل شيء ضده

والناس تغلق دونه أبوابها

وتراه ممقوتا وليس بمذنب

ويرى العداوة لا يرى أسبابها

حتى الكلاب إذا رأته مقبلاً

نبحت عليه وكشرت أنيابها

وإذا رأت يوماً غنياً ماشيا

حنت إليه وحركت أذنابها

الفقر ذلك المرض الذي مهما تطور العلم لم يجد له دواءً ذلك الفك المفترس الذي يلتهم الانسان من دون رحمةٍ ، عنكبوت نسج. خيوطه على أزقةِ وشوارعِ بلدي يصطاد كل من يمر بطريقه. سحابة سوداء لا تريد الرحيل من سماء بلدي إن أمطرت امطرت علينا وابلاً من المرض والجهل والضياع وإن أصرت على البقاء فبقائها يعني الموت لأبناء بلدي العراق صاحب الخيرات والكرم الذي يملك أنهاراً من الذهب نهران تروي أرضه فتخرج أجمل ما بها من نعم الله ونهر النفط الذي جعل العراق متصدراً مع أعظم دول العالم وحالة الفقر فيه تتفاقم كل يوم أكثر فأكثر.. أبناؤه يفترشون الشوارع ويسكنون بيوتاً من الصفيح إما يتسولون في كل ركنٍ منه أو يهاجرون ويتركونه يبكيهم أما أبناؤه الذين أحبوه وتمسكوا به رغم الألم فيموتون حباً به ودفاعاً عنه في ميادين المعارك ضد أعدائه لكي تبقى عوائلهم بلا معين ولامسؤول يتفقدهم فيأكلهم الفقر يفترسهم بأنيابه الحادة يقطع روحهم ليزرع الجهل والمرض داخلهم حتى لم يجدوا دواء لهذا المرض. …… لماذا يا بلدي الحبيب لماذا تفتح ابوابك لمن يقتلون الضحكات ويذبحون الازهار ثم يقتلون رغيف الخبز …. لماذا تفتح ابوابك إلى من يسرقون الضحكة لماذا تسمح لهم بالجلوس على عرشك الأبي الذي علمنا حب الحرية وغرس فينا العلم منذ الأزل عرفناك كريماً لكن ليس صامتاً تراهم يسرقون كل شيء وأنت صامت ، سرقوا خيراتك وضحكات الأطفال، اغتصبوا الارض وباعوا عذريتها في سوق النخاسين جعلوها تصرخ وتصرخ وأنت صامت. .. ألا تسمع صراخها علمتنا أنك منبع الحضارات يا بلد الكرامة والمجد ويا تاريخ وموطن السلالات يا بلد العلم والأدب والفن يا مهد البشرية والإنسانية التي ضاعت به الإنسانية يا بلد الثورات يا من وقفت بوجه الاعداء في ثورة العشرين التي. تشهد لك يا من دحرت الظلم وكل طامع ….. يا بلد حمورابي. ونبوخذ نصر ، لما الصمت وأنت تراهم يسلبوك السيادة والحرية. … ارادوك ذليلاً مهاناً وأرضك أرض الانبياء والرسل فرقوا بين ابنائك قتلوا الحضارة حتى سالت الدماء وروت الارض. … قم بوجه المغتصب وارفع راية المجد عالياً واهزم الجبناء