تعد ذنوبي عند قوم كثيرة ولا ذنب لي إلا العلا والفضائل
وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم … بإخفاء شمس ضوئها متكامل
واني وان كنت الاخير زمانه لآت بما لم تستطعه الاوائل
ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً …. تجاهلت حتى ظن اني جاهل
فوا عجباً كم يدعي الفضل ناقصٌ وو آسفاً كم يظهر النقص فاضل
رحم الله ابو العلاء المعري قالها وكأنه يهجي زمننا هذا الذي وصل العلم ذروته وتفشى به الجهل حتى وصل غايته بمجتمع كل همه قتل احلام المرأة ووأد امنياتها وطموحها حتى وصل بها انها تخفي ما تعلمته وأحبته من احلامها التي حققتها في مجال الصحافة والأدب وكتابة الشعر حين تجتمع بأهلها وأقاربها في حوار معهم تظن انها تستطيع ان تسخر منهم بإخفاء هذه القريحة الأدبية التي تعلمتها وأحبتها فتخاطبهم بأسلوبهم وتتصنع الجهل معهم بالحوار لكن رغم جهلهم وتصنعها بعدم المعرفة لابد ان تخرج عبارة جميلة بحديثها توحي لهم باسلوبها الأدبي الرائع بعلمها وثقافتها فتتستر وكأنها ارتكبت جريمة أو كان هذا عاراً عليها انها متعلمة هذه هي احدى معاناتها بين مجتمع جاهل من الأقارب الذين يعتقدون بأن مهنة الصحافة عار يجب على المرأة الابتعاد عنها فتبقى متحفظة على ما بداخلها لحماية حبها الوحيد وهو الصحافة والأدب والشعر وعدم معرفة من حولها به بأنها تملك الشيء البسيط من العلم والمعرفة خوفاً ان يفتضح امرها بينهم… رايتها وهي تحبس انفاسها بالحديث معهم وتتظاهر بالجهل في معظم الاحاديث التي تدور فيما بينهم خوفاً على عائلتها من التفكك الأسري والانهيار. ..
معاناة المرأة في مجتمع جاهل الذي يحارب المرأة المثقفة المجتمع الذي طبع على عقولهم التراجع في التعليم وتسلط الجهل والنفاق الاجتماعي الذي لا يريد لهذه المخلوقة التحرر من طاولة الجهل والعبودية بذريعة الناس والتقاليد العشائرية وهم بعيدون كل البعد عن التقاليد العشائرية الأصيلة القديمة الذين هم الان يعلقون اخطاءهم على شماعتها ويقولون هذه اعرافنا رغم ان الاسلام وضع قانوناً لحماية المرأة إلا انهم يتغاضون عن ذلك على الرغم من وصولها اعلى مستويات العلم لكنهم لم يخلدوها وهي مهندسة و طبيبة وعالمة ومعلمة لكنها لم تأخذ حقها في حرية الرأي .. بينما نجد في مختلف عصور الاسلام نساء. لهن اثر بالغ قد خلده التاريخ مهما قلنا عن عناية الاسلام بالمرأة وانزلها مكانتها حديث يطول شرحه فمعظم ايات الله سبحانه وتعالى التي نزلت بحق المرأة فقد جعل لها الحرية في امرين وهما زواجها بأن تختار من لا تجبر على الاختيار به .. وحق التصرف بمالها وقد جعل لها مطلق الحرية في التصرف حتى انزل قانون في حمايتها من قاذفي المحصنات (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا منهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ) النور 4
مقالات اخرى للكاتب