نصت المادة (53) من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية على الاعتراف بحكومة أقليم كردستان بصفتها الحكومة الرسمية للأراضي التي كانت تدار من قبل الحكومة المذكورة في 19 / آذار / 2003، الواقعة في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية وكركوك وديالى ونينوى، وضمن المادة (58) أقر بتلاعب النظام السابق بالحدود الإدارية، غير انه في الفقرة ( ج ) منها أجل التسوية النهائية للأراضي المتنازع عليها وبضمنها (كركوك ) .
اعتبر الدستور العراقي في الفقرة ثانيا من المادة ( 140 ) مدينة كركوك من المناطق المتنازع عليها، وحث الدستور العراقي على اتخاذ الخطوات اللازمة لاستكمال تنفيذ متطلبات المادة ( 58 )، وبالرغم من ان الدستور نص على استمرار مسؤولية السلطة التنفيذية في انجاز التطبيع والاحصاء ومن ثم في الاستفتاء لتحديد ارادة السكان ضمن مدة قررها الدستور .
وليس خافيا على أحد تلك المماطلة والمواقف الخائبة التي وقفتها شخصيات سياسية، لعرقلة تنفيذ تلك المادة، واسباب هذه العرقلة معروفة، منها ما يتعلق بالمواقف المريضة والشوفينية، ومنها ما يتعلق بالتعصب الأعمى، ومنها مواقف ردة الفعل والالتباس وعدم الفهم، غير انها جميعا لا تخدم الاستقرار بأي شكل من الأشكال، ولا تفيد مستقبل الناس في تلك المناطق المتنازع عليها، وهذه المناطق جميعها مهما كانت ارتباطاتها ومرجعيتها تبقى ضمن الاتحاد العراقي الفيدرالي .
ومنذ اقرار قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية ومن إقرار الدستور لم يتم انجاز ما تم تكليف السلطة التنفيذية به من قبل الدستور .
وأسوة بمناطق أخرى متعددة تعرضت كركوك الى هجمة بربرية من عناصر ومجموعات الإرهابيين، بعد أن اكتسحت مناطق الموصل وصلاح الدين والأنبار وديالى، وهددت مدن اقليم كردستان أيضا، وبعد تغيير الحكومة وانسجام المواقف والتنسيق بين قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركه والفصائل المقاتلة في جبل سنجار، وبنتيجة التنسيق مع الحشد الشعبي، فقد تحققت انتصارات على الأرض العراقية، وتحررت مدن وقرى كانت خاضعة للتنظيم الإرهابي، وتوالت الانتصارات داخل او خارج أرض إقليم كردستان، غير أن كركوك تعرضت الى هجوم كبير يستهدف مركزها ومحيطها ونواحيها الصامدة، فتظافرت جهود قوات البيشمركه والفصائل الشعبية التي دافعت عن تلك النواحي والأقضية، وقدم البيشمركه العديد من الشهداء للدفاع عن المدينة واهلها .
وفي أكثر من مناسبة كرر السيد مسعود البارزاني رئيس الإقليم، بأن فصائل البيشمركه تقاتل للدفاع عن العراق، وان القتال في كركوك يشكل جزء من هذه المهمة، وان مسك الأرض رهين بالقضاء على العصابات الإرهابية والتكفيرية والقضاء عليها، لتعود كركوك كما كانت وفقا لما نصت عليه المادة الدستورية .
مواقف القيادة الكردستانية ازاء قضية كركوك واضحة لا شائبة فيها، والموقف الوطني الذي نلتمسه منها يدلل على انها تبذل كل ما تتمكن للدفاع عن النفس والأرض، وعن الأراضي العراقية بشكل عام، فقد توزعت فصائل البيش مركه مع فصائل الدفاع عن سنجار لتطهير الأراضي في سنجار وتلعفر ومحيط الموصل، ولم تفكر القيادة الكردية بما تفكر به بعض العقول الضيقة أو المريضة .
وتحاول اليوم بعض الأصوات النشاز أن تنال من الكرد، وتحاول أن تضع العراقيل والعصي امام الانسجام والتفاهم التام بين كافة الفصائل المسلحة التي تواجه داعش، وتقوم بتطهير جميع المناطق التي يحتلها، ومن ثم في تنظيف اراضي العراقي منهم ومن مخلفاتهم، هذا البعض يطرق على طبول جوفاء لإعادة نغمات قديمة وبالية وعافها الزمن، ومع ان هناك من ينسجم معها، الا ان الحقيقة والواقع غير الذي يتمناه هذا البعض .
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أكد خلال زيارته للمقاتلين في كركوك، من أن قوات البيشمركه حققت انتصارات كبيرة في محافظة كركوك على ارهابيي داعش.. مؤكدا بان قوات البيشمركه جاءت لدعم كركوك بعد الانتصارات التي حققتها ضد داعش، بهدف حماية جميع المكونات التي تضمها كركوك، ومعرفة احتياجاتهم الأساسية والضرورية، مبيناً أن الجميع مستهدف ولابد من المشاركة في حماية المحافظة.
وفي أحدث تصريح للرئيس البارزاني للبي بي سي العربي قال : علينا العمل مع العرب والتركمان في قتال (داعش)، لكننا نريد أن يأخذ الجميع دورهم ما دمنا جميعا ضد (داعش).
وأكد البارزاني أن البيشمركه تمكنت من تحرير 15 ألف كم في مواقع القتال، ولم تحتل كركوك بل حافظت عليها...وداعش اليوم تنهزم وقوات البيشمركه تتقدم وتستطع الوصول لأي منطقة، موضحاً أن المعادلات تغيرت اليوم وقوات البيشمركه هي التي تسيطر وتهاجم، وداعش تهدد العالم وليس العراق فقط وأثبتت فصائل البيشمركه قدرتها في الدفاع عن الأرض وحمايتها
مقالات اخرى للكاتب