Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هل سيعيد الشعب العراقي سحل ساسته؟
الجمعة, آذار 20, 2015
صائب خليل

 

من المؤكد أن الوصي عبد الإله ونوري السعيد كانا من الشخصيات القبيحة في التاريخ العراقي، وأن الحقد المتراكم لدى الشعب العراقي على جرائمهما كان ذا نتيجة وحشية تعرضت وما تزال للنقد الكثير والشديد احياناً واتهام الشعب بالعنف وعدم التحضر. ولكن هل  من المستحيل أن يتكرر ذلك مستقبلاً فيسحل الشعب ساسته؟

 

قد يعتبر هذا احتمالا غريباً غير وارد على الأذهان، لكني أقر أني حين شاهدت الحفرة الهائلة التي سببها ما يبدو أنه صاروخ أطلقته إحدى طائرات التحالف الذي تقوده أميركا على الجيش العراقي ودفنت سرية كاملة تحت الأنقاض، عندما رأيت الحادث وسمعت بكاء الجندي على رفاقه، وتذكرت الأسلوب الصلف الذي سخر به العبادي من الذين اثاروا الشكوك حول دعم التحالف لداعش، وكأنه موظف صغير في السفارة الأمريكية، وتذكرت التفسير الأكثر صلافة للكرحوت بأن الإنفجار كان نتيجة "نفق" حفرته داعش، فأن أول فكرة خطرت ببالي: هل سنرى ساسة اليوم يسحلون في شوارع بغداد كما حدث قبل نصف قرن؟

 

شاهدوا هذا الفلم عن ذلك "النفق" في "رأس" كرحوت، ثم تعالوا نناقش الأمر(1)

 (http://arabic.rt.com/features/777323-)... 

أو شاهدوا الفلم التالي لمعرفة رأي الجنود العراقيين وسماع الشهود وإن كانت شهادتهم تتفق مع الخيال الخصب لكرحوت أو الروايات التي جاء بها العبادي أو إنكار فالح الفياض(2)

(http://arabic.rt.com/features/777217-rt-)

 

وما الذي يفعله العبادي الآن؟ هل ذهب إلى هناك ليستمع إلى "جنوده" هؤلاء وهو يؤكد في كل مناسبة وبلا مناسبة (مثل سابقه) بأنه "القائد العام للقوات المسلحة" ويثرثر عن "إعطائه الأوامر بالهجوم"، وهو الذي ما جيء به إلا لعرقلة هذا الهجوم؟ هل جاء ليتحقق من التهم التي سخر منها بكل وقاحة وتحدى أحداً أن يعطيه دليلا أو شهوداً بالإسم والتاريخ والمكان؟ لا.. إنه الآن في واشنطن يستلم أخر التعليمات وكيفية التصرف في الموقف الحرج، وينسق تصريحاته مع البنتاغون وأي الأشياء يجب إنكارها وأيها يجب الإعتراف بها، وكيف نفسر هذا وما هي الحجة المناسبة لذاك. إنهم يناقشون الآن سيناريو "النفق" وسيناريو "التفخيخ من الداخل" (رغم أن السرية في مكانها منذ زمن!) وأي سيناريو آخر يخطر على البال، وله حظ أن يصدقه البعض، إلا احتمال واحد، هو الإحتمال الوحيد الطبيعي، وهو أن يكون مقر السرية قد قصف من قبل الأمريكان! 

 

ولا ندري لماذا يعتبر هذا التفسير عجيباً لا يجب الإقتراب منه. فهل أن تصرفات أميركا في باقي الأمور، توحي باستحالة قيامها بذلك؟ الم يحرموا الجيش العراقي رغم كل الإتفاقات من الأسلحة التي اشتراها، حتى أن المنبطح الأول ذهب إلى نيويورك يشتكي أن جيشه لا يملك طائرة واحدة رغم المليارات التي بذخ بها للأمريكان؟ 

ألم يرفض الأمريكان تسليم العراق 250 مدرعة لتحرير تكريت رغم دفع ثمنها كما صرحت قيادة الحشد الشعبي؟(3)

 

 

ونعلم أن رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي طالب الحكومة باسترداد اموال الطائرات التي تعاقد عليها العراق مع الولايات المتحدة الامريكية لأنها "لم تف بالتزاماتها، كونها تعاقدت مع الحكومة السابقة لغرض تزويد العراق بطائرات F16 ، إلا انها تعمدت التأخير في عملية التجهيز" خلافاً لشروط العقد، موضحاً " انه كان من المفترض ان تسلم الطائرات منذ عام 2013 وتم تأجيلها الى عام 2014 ثم الى 2015" وأنها لم “تسلم” العراق سوى طائرة واحدة لا تزال في الولايات المتحدة! (4)

وكذلك بين التحقيق أن عقد دبابات الابرامز "ألزم الحكومة العراقية بان لا تستورد الاعتدة الخاصة بالدبابات من اي جهة اخرى الا من الشركة المصعنة والمتعاقد معها وهذه الشركات تنتج وتصدر اعدادا محدودة الى العراق".

 

 إنها ليست عقود شراء سلاح إذن، بل هي عقود "منع شراء سلاح"! وبدلا من المطالبة باسترداد الأموال كما اوصت اللجنة، او الإتعاض من دروس الماضي مع هذا "الصديق" المشبوه، فأن العبادي يذهب إلى المزيد من الصفقات التي يدفع العراق أموالها في أزمته المالية وحربه مع عصابات داعشهم، دون أن يدري متى وإن كانت ستسلم بالفعل! (5) وإن سلمت فأين ومتى يسمح للعراق باستعمالها! اليس هذا استهتاراً بارواح هؤلاء الشهداء؟ اليس هذا استهتاراً بمستقبل البلاد وتعريضها للخطر؟ في معرض دفاعه الهستيري والساخر بوجه اتهام أميركا بتقديم المساعدات لداعش وقصفها للقوات العراقية، قال العبادي أنه يعرف مسبقاً بكل طلعة تقوم بها قوات التحالف وأن أية طائرة لا تطير بدون علم حكومته. وهذا يعني أنه لو ثبت بشكل رسمي أن التهم كانت صحيحة، فإن العبادي لا يتحمل مسؤولية إهمال التحقيق فقط بل يتحمل مسؤولية المشاركة المتعمدة وعن سبق إصرار في الجريمة! 

 

هل تكفي البلاهة لتفسير هذا التصرف؟ هل أن رد الفعل الطبيعي لرئيس حكومة له القدر الأدنى من الكرامة، حينما يذهب لزيارة المتهمين من قبل شعبه وجيشه بمشاركة إرهاب داعش، وأغلبيتهم الساحقة متأكدة من أن داعش ليست سوى فرق إرهاب أمريكية – إسرائيلية، وأن اميركا تدافع عنها وتخاطر من أجل إيصال السلاح والذخيرة لها، لتقتل أبناء بلاده، وليس لديه ما يقوله لهؤلاء الذين جاءوا به في ليلة ظلماء سوى المزيد من التملق والدفاع وتوقيع المزيد من العقود التي هي ليست سوى تحويلات مالية بلا مقابل، ربما تستعمل لشراء السلاح والذخيرة لداعش ثم توصلها قواتهم إليهم! ألم تستخدم أثمان شراء السلاح الإيراني سراً في الثمانينات لتمويل شراء السلاح لعصابات الكونترا في نيكاراغوا من قبل ذات الدولة "الصديقة"؟ 

 

كل هذه الحقائق التي تمزق حتى الحجر، لا تثير أي شيء في هذا الكائن الذي يكرر أنه "القائد العام للقوات المسلحة"، وهو لا يبدو مهتماً لا لاحتمالاتها الخطرة على بلاده، مثلما لا يبدو مهتما لمصير هؤلاء الأبطال الذين يبقون يقاتلون رغم طعنهم في الظهر من قبل حكومتهم، ويساوي بسطال أي من شهدائهم المدفونين تحت ركام "خندق" أصدقائه، رأس كل خائن وكل حثالات حكومته الوسخة. فهؤلاء قدموا حياتهم لأهلهم وكرامتهم، بينما يبيع ما بقي من شرفه رخيصاً للوحوش التي تفترس بلاده كما افترست سوريا وغيرها ويبحث عن الحجج لإبقائها وإعطائها الوقت اللازم لإكمال مؤامرتها. 

 

دعونا نضع السؤال بطريقة أخرى: هل يمكن لأي داعشي أو انتحاري ان يعرض البلاد الى الخطر ويسبب لها الأذى الذي يسببه لها قادتها السياسيين؟ من المؤكد أن العبادي ليس الوحيد في هذا، فلم يكن المالكي أفضل منه عندما تجاهل حقائق مماثلة ووقع الإتفاقات غصباً عن الشعب الذي كان يعلم أنه يرفضها بكل شدة مع دولة معادية، وعين ضباطاً خونة في أماكن حساسة ثم قام بحمايتهم من القانون عن المحاسبة عن خيانتهم العظمى، أو حين ابقى أجهزة مزيفة هي علب فارغة من اية مكونات ألكترونية ولا تحتوي حتى بطارية، كأجهزة كشف متفجرات! فكم قتل العبادي بتصرفاته وكم قتل المالكي وكم قتل غيره من المسؤولين من أبناء الشعب؟ لماذا يحاسب الإنتحاري والداعشي بأشد مما يحاسب هؤلاء؟ ولماذا يجب أن يكره الناس الإنتحاري بأكثر مما يكره هؤلاء الذين يستلمون قيادة بلاده ويثرون من أموالها فلا يقدمون لها إلا الخيانة والتدمير، ولا يكون لهم من دور إلا كجزء من ماكنة الإرهاب الأمريكية الإسرائيلية في البلاد؟ 

 

هل أن تساؤلنا عن احتمال أن يتكرر المشهد المأساوي الذي مر على العراق قبل نصف قرن، بعيد جداً عن الواقع؟ هل من المستحيل أن نسمع غداً هتافات "هذا العبادي قندرة... وعادل نفط قيطانه"، على سبيل المثال، لتتطور الأمور كما تطورت حينها إلى النتيجة المرعبة؟

 

دعونا نخرج من أفلام الرعب لنضع السؤال بشكل علمي: هل كانت العوامل التي أدت إلى تلك الجريمة أشد من العوامل الحالية، أم أن الظروف قد تغيرت بما يضمن استحالة تكرارها؟

لاشك أن العامل الأول لما حدث هو أن الشعب كان ينظر إليهم كخونة وعملاء للأجنبي، ولا اتصور أن وجهة نظر الشعب العراقي ومشاعره عن ساسته الحاليين بأفضل من نوري السعيد أو عبد الإله، ومثلما وقع أؤلئك اتفاقيات مع المحتل (السابق) مع معارضة الشعب الشديدة، فعل هؤلاء ومع جهة مكروهة من الشعب وأكثر خطورة من تلك الأولى، وتسببت له بالألم والضرر بأضعاف ما تسببت به تلك الأولى. كان أؤلئك يدخلون البلد في تحالفات وترتيبات عسكرية غربية غير مرغوبة، وهؤلاء فعلوا ويفعلون الشيء ذاته، ويتعاملون مع الناتو بصراحة أكبر ويجتمع سفرائهم معهم ويتسلحون بسلاحه ويتلقون تدريبه. 

 

ربما يبرر البعض اطمئنانه على هذه "الصداقة" بأن اميركا قد أزالت عنا صدام حسين، لكن بريطانيا لم تشفع لها أيضاً الكثير من الخدمات والتحديث الذي قامت به في البلاد، ولم يحم ذلك من اعبترهم الشعب عملاءها من مصيرهم البشع. أما بالنسبة لصدام، فالناس ستتذكر أيضاً أنهم هم من جاء به أصلاً، واطلقوه كلباً يعضنا عشرات السنين ويدافعون عنه ويسلحوه ويغروه بالحروب التي مزقت البلد قبل ان يزيحوه.  

 

هل ربما يأمل هؤلاء الساسة بأن الشعب قد "تطور" وأ صبح أكثر "تحضراً" وأقل استعداداً للعنف؟ المعقول أكثر أن العكس قد حدث، وأن الأجيال الحالية رأت ظروفاً تحول الإنسان إلى وحوش، وشاهدت في التلفزيون وأمامها على الواقع جرائم وفضائع لم يكن العراقي في الخمسينات قد رأى واحداً بالألف منها، ولا سمع بها. إن ما يمنع العراقي من أن يكرر ما فعله في ذلك الزمن ليس الحضارة، فهي لم تتقدم إلى الأمام، بل هو الغشاوة التي على عينيه و الخوف. فما الذي سيمنعه عن ساسته إذا زال هذان فجأة؟

 

هل يتصورون أن الغضب لم يصل درجة الغليان بعد؟ إنهم واهمين بلا شك، ولكن لنفترض ذلك، فهل يبقى الأمر كذلك غداً؟ أنهم لم ينتهوا بعد من إنجاز المهمات التي تريدها أميركا وإسرائيل للبلاد، ولم ير الشعب بعد كل الدمار المخطط لهم ولأولادهم ولا قتل كل من سيقتل أو جاع وتشرد كل من سيجوع ويتشرد. ومع كل مرحلة من الخطة وكل جريمة يتم تنفيذها سيتزايد الغضب ويتزايد معه احتمال الإنفجار والعنف. وفي النهاية لن تستطيع أميركا حمايتهم، ولن تهتم بخرقها المنتهية الصلاحية! 

 

إن كان أحدهم لا يتخيل ولا يستطيع أن يتخيل أحداً يسحله، وأن يتحول من كل هذه الأبهة وأرتال السيارات المكيفة إلى ذلك الحال، فهل تتصورون أن عبد الآله كان يمكن أن يتخيل أنه سينتقل من القصر الملكي ليصبح خرقة مدماة تسحب في الشوارع؟ هل يستطيع أحد ساستنا أن يتخيل ما قد يفعله به جندي يعتبره مسؤولاً عن فقده صديقه الأعز أو أخ فقد أخيه أو أب فقد إبنه في "نفق" الرمادي أو بتفجيرات تسببت بها أجهزة كشف المتفجرات الكاذبة أو قتل اهله على يد عصابات البلاك ووتر، أو حتى مجرد إنسان يعتبره مسؤول عن تحطيم وطنه وتمزيق شعبه وتشريده، إن هو التقى به وهو مجرد من السلطة والحماية والسيارات؟

 

لاشك أن من قام بجريمة السحل قبل خمسين عاماً كان يفكر بالإنتقام وبأن يجعل من ضحاياه "عبرة لمن اعتبر". ويقال أن "من ينسى درس الماضي سيجبر على إعادته"، ويبدو أن ساستنا قد نسوا الماضي وعبره بشكل كبير. 

بعض الذاكرة والمنطق وقوة الخيال الضرورية لرؤية تسلسل التداعيات الممكنة، هو كل ما يحتاجه هؤلاء ليفهموا ما قد ينجم عن الضغط بلا حدود على الشعب، لكي يصيبهم الرعب مما قد ينتظرهم...

 

 

(1) كاميرا RT في موقع السرية الرابعة للجيش العراقي - RT Arabic

http://arabic.rt.com/features/777323-

(2) كاميرا RT ترصد المعارك ضد "داعش" في محافظة الأنبار - RT Arabic

http://arabic.rt.com/features/777217-rt-

(3) هادي العامري : أميركا رفضت تسليم العراق 250 مدرعة لتحرير تكريت.

https://www.facebook.com/photo.html?fbid=728458120586734&set=a.126532704112615.22875.100002676593951&type=1

(4) الأمن النيابية: صُدمنا من عقود تسليح الدفاع وما صرفته من عتاد ضد داعش كان أكثر من حرب 2003

http://www.iraqicp.com/index.html/sections/news/26328-0-2003

(5) Iraq Purchases Husky Mine Clearance Vehicles - DFNS.net Tactical

http://tactical.dfns.net/2015/02/20/iraq-purchases-husky-mine-clearance-vehicles




مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35726
Total : 101