على مدى ثماني سنوات مضت ونحن نسمع عن الوعود والخطط التي ستُنفذ, وتجعل العراق يساير ركب التطور والحضارة والعالم الحديث, فدائما" ما نسمع حرف السين يسبق كل كلمة تُطلق حول الخدمات الموعودة والمرتقبة, سنُنُفذ, سننجز, سنقدم, سنبني, سنلبي طموح المواطن, سنمنح المتقاعد, سنقضي على البطالة, حتى قد مللنا حرف السين وأصبحنا نعرف أن وجوده في الكلمة دليل على مدى مصداقية الاخ المسؤول, الذي على ما يبدو أنه معجب بشكل شخصي بهذا الحرف, وطيلة الفترات التي مضت لم نسمع , أنجزنا أو قدمنا, فالواقع دليل على مدى الانجاز الذي يكاد يكون معدوما" الا من عملية أكساء الارصفة والشوارع التي ما أن تكاد تكتمل حتى تعاد مرة اخرى من جديد, ولانعرف ما هي الغاية من ذلك, ربما تكون تدريب العمال والمقاولين على لعبة اكمال اللغز التي تشبه عملية اكساء الشوارع الى حدٍ ما, اما الخدمات الاخرى فليس لها وجود اصلا", فالكهرباء لاتزال الشغل الشاغل للمواطن وعلى ما يبدوا ان الحلول قد عجزت عنها, وواقع البطاقة التموينية الى الاسوء, الجنوب يرزح تحت وطأة الحرمان والفقر, واقع المتقاعدين لايحتاج الى تعليق, الفساد الاداري مستشري في جميع مفاصل الدولة وأركانها, البطالة في تزايد مستمر, الواقع الخدمي في بغداد والمحافظات الاخرى قد ظهر في ابشع صوره خصوصا" في الشتاء الماضي وماشهدناه من غرق الشوارع وخصوصا العاصمة بغداد, هذا بالإضافة الى واقع الارامل والمطلقات الذي يُقرِحُ القلوب قبل الجفون, ومدارس الطين المنتشرة في عموم العراق تتحدث عن نفسها ,اما الوجع والهم الاكبر الذي يقض مضاجع المواطن فهو الأمن الغائب, الذي افتقده الناس في ضل الخروقات الامنية المتكررة ولم يعرفوا له طعما" ابدا, والقائمة تطول وتطول, اليس هذا هو جدول الانجاز ايها المنجزون؟ فأين الانجازات التي تحققت وما الذي نفذ منها حسب الرؤى والطروحات والخطط؟ وأين المشاريع التي نفذت؟ واذاكانت مخططات البناء والانجاز جميعا" بمثل هذا المستوى ربما سنعود الى عصر القرون الوسطى اذا ما أستمر الوضع على هذا المنوال!! لذا يجب على كل مواطن ان يتقدم بالشكر والامتنان الى المسؤولين على الانجازات القيمة التي تحققت!! ونتمنى من المواطن ان يعي ويدرك ويميز في قابل الايام بين من ينجز ويبني فعلا" , وبين من يطلق الوعود والشعارات لتخدير العقول , وأيهام الناس.