Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الكاريزما الثقافية
الخميس, حزيران 20, 2013
كريم السيد

 

 

 

 

 

 

ذهب ذلك الزمن الذي كان يميز فيه المثقف من غيره بين شرائح المجتمع من خلال مظهره الخارجي والكاريزما الظاهرية والهيئة, اذ ابرزت طبيعة المجتمع العراقي في فترة نشوء الدولة العراقية او ما قبلها (مرحلة الحكم العثماني) بشريحة من المتعلمين كانوا يسمون بـ(الافندية) وأغلبهم من الطلبة الذين تلقوا التعليم في بلدان اوروبا ليعودوا الى العراق متلبسين بطابع الغرب الذي يطغى علية اقتناء اللباس الاوروبي المتمثل بالبنطال والجاكيت والحذاء اللماع وتسريحة الشعر وحلق اللحى وتهذيب الشوارب فضلا عن الطرابيش او القبعات شأنهم شأن طبقة الافندية التي راجت في مصر وغيرها من الدول العربية في النصف الاول من القرن العشرين في قبال المشهد الاجتماعي الذي كان يطغى عليه الملبس الديني والزي الشعبي المتمثل بالثوب الطويل واليشماغ العربي بعقاله او ما دون ذلك.

هذا الزمن الذي مثّل مرحلة احتكاك الشباب العربي بالثقافات الغربية من خلال طريقة الكلام والبحث عن التشكيك في الموروثات والانفتاح على افكار عصري التنوير والنهضة الاوربية جعل البعض منهم يتكلم بلغة تحيد عن لغة الجمهور (آنذاك) والذي كان ينظر لهذا اللون بحذر شديد لان اغلبهم كانوا منخرطين بالوظائف العامة للدولة ويختزلون الطيف الثقافي وقتئذ من خلال الادب ومختلف الفنون في وقت كانت فيه مخالفات الامية العثمانية هي ابرز نتاجات تلك المرحلة, فكانت مرحلة استعلاء الافندية والمتعلمين طاغية وبادية للعيان من خلال انتقاء العبارات والمجالس الخاصة بهم والاهتمامات الفكرية والعلمية المواكبة في العالم الخارجي, حتى ان شيوخ العشائر حين كانوا يقدمون الى العاصمة يحاولون قدر الامكان تقليد تلك الطبقة المتحررة نسبيا من قيود الدين والاعراف.

هذا المشهد الذي ضلّ مسيطرا لفترة ليست بالقليلة على الصورة النمطية للمثقف بدأت تنكسر حواجزه بعد انشاء المدارس والجامعات ودخول الاحزاب والحركات في الحياة الاجتماعية حتى بدأت مرحلة تهشيم (مظهر) المثقف بصورة تدريجية ومسايرة طبيعة وذوق المجتمع.

بعد ذلك وفي اعقاب توالي الحكومات واحداث تغييرات أنثروبولوجية على الواقع بدا التداخل فيما بين المثقف ومجتمعة واصبح المثقف يمثل لونا من طبقة تساوي مختلف الطبقات العاملة والبسطاء حتى انهم شاركوهم ضنك العيش والملبس وبدت تلك الصورة تهتز وتنثر ذرات اطرافها وبات من الصعوبة تمييز المثقف وغيرة من خلال المظهر الخارجي وطريقة المأكل والملبس كما كان سائدا, وبالتالي اصبح تمييز المثقف يقتصر على نتاجه الابداعي (كمعيار) دون غيره خصوصا مراحل القمع والسجون التي جمعت بين مختلف الالوان فجعلت المثقف وغيرة في زنزانة واحده, هذا ما جعله بعد التغيير يبدو طبيعيا اجتماعيا واقعيا بدرجة كبيرة لا يميزه عن اي مواطن الا في حفنة الكتب التي يحملها ربما خصوصا بعد ان اختلط مفهوم المثقف بالمتعلم وصار اي حامل لشهادة يدعي الثقافة كتحصيل طبيعي للشهادة التي نالها من جامعة او معهد.

ولكي لا يطول الحديث ويصبح مملا اود ان اشير الى هناك محاولات المسها من الواقع تبدو فيها الرغبة واضحة بعزل المثقف وتمييزه عن غيره من خلال وضعه بكيفية معينة كالاعتياد لشارع المتنبي مثلا او حضور المحافل الثقافية والاصرار على انتقاء ملبس مختلف والاحتكاك بين الجمهور والمثقف من خلال التقنيات الحديثة المتمثلة بالأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حتى بدت تطفو الى سطح الكيان الاجتماعي وان المثقف مختلف تماما (ظاهريا) عن اي فرد عادي فيما الحقيقة ان المثقف انغمس بتلك الظاهرات وبات لا يختلف عن الاخرين الا فيما يفكر ويفعل من قول او سلوك.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45596
Total : 101