نظرات براءة ونقاء وعيون تصرخ بألم بوجه المتكبرين واللصوص وكانها تقول لاعتب على من باع طفولة العراق وتركها بين الشقاء والضياع.. ولاعتب على من استرخص حياتنا ومستقبلنا وراح يلهوا في قصور الماجنين والماجنات..ولا عتب على من تركوا حبل الله وتمسكوا بحبال الشيطان..يأسنا منكم ومن تفاهاتكم..ولاخير فيكم لوطنكم وشعبكم..انكم حقا قمة في الفشل ولامستقبل لنا معكم بعد هذه السنين العجاف..مَن منكم يرضى ان يرافقني ولده في كل صباح؟ ومن منكم سيستقبلني في بيته ان طرقت بابه؟ وما الفرق بيني وبين اولادكم؟ ألست عراقيا مثلكم واولادكم؟ لماذا ينكسر ظهري من ثقل القمامة واولادكم يحملون اجمل انواع اللعب الالكترونبة واغلاها؟ لماذا اولادكم ياكلون اطيب الماكولات واحلاها وانا اعيش على ما تحتويه قماماتكم؟ لماذا تفضلوا انفسكم واهليكم في كل شيء وتحرمونا من ابسط حقوقنا في وطننا؟ وهي ليست منة منكم بل هي حقوقنا التي سلبتموها بتكبركم وتجبركم وفضلتم مصالحكم على حقوق الاخرين..انتم لاتمثلوا الشعب بل تمثلون انفسكم واخلاقكم فقط..واقتربت ساعة حسابكم..وستحاسبون جميعا على كل سرقة وتجاوز وستلاحقكم لعناتنا اين ماكنتم على الارض او تحتها.. هكذا هو حال فلذات اكباد العراقيين ضائعين بين التشرد والفقر..وبين الاهمال والمحرومية..لا لهوٌ ولا لعبٌ..يمشون ويلعبون على ارصفة الموت..طفولة تضيع.. ووطن بلا مستقبل..ويباع بين سماسرة الكراسي والمناصب..وبين سياسيٍ فاسق وسارق..هكذا هم اطفال العراق يطوفون حول قبة القمامة.. ربما هي خيرٌ لهم من قبة برلمانهم..لانهم وجدوا في القمامة مايفيدهم ولكنهم لم ولن يجدوا مايفيدهم ويسترهم من الجالسين تحت قبة البرلمان..عشرات الالاف من اطفال العراق وفي كل صباح بدل ان يذهبوا للمدارس يغادروا بيوتهم الى تلال القمامات وقسم آخر يذهب مُكْرهاُ لعمل شاق أو ينام على ارصفة المتسولين.. حال اطفالنا كما هو حال الفقراء في العراق يقول اننا نسكن ونكسب في القمامة ولانريد منة من احد وافضل من انتظار برلمان بلا كرامة..فهذه دورة البرلمان الثانية وهم يتصارعون وكاننا في اول سنة من التغيير..صراع على المناصب..صراع على تشريع القوانين..كانه صراع اللصوص والعصابات على كنز سرقوه والاقوى هو من يفوز بالجمل بماحمل.. صراع مصالح ومنافع ذاتية..اما الوطن والشعب فهما كلمتان في اخر السطر..وهذا هو العار على جبين كل سياسي فاشل.. السياسيون في العراق موزعون الى شُعَب وكتل..فشعبة تكذب..وشعبة تسرق..واخرى تقتل وهم في صراع مستمر من اجل بقائهم فقط في السلطة ولاهمّ لهم في اصلاح ذواتهم رغم ظهورهم على انهم حريصون واحيانا موحدون في اجتماعاتهم ويوزعون الابتسامات الصفراء امام الكاميرات ولكنهم كما قال تعالى ((تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى )..فهم لايجتمعون الاّ حرصا على مصالحهم ولذّاتهم ولكن الحقيقة هم مختلفين في بواطنهم اشد الاختلاف.. وهذا هو الغباء بعينه فلو وضعوا شعبهم وامتهم امام اعينهم لفازوا في الدنيا والاخرة واصبحوا حقا متوحدين وموحدين..
مقالات اخرى للكاتب