لا وجه للمقارنة بين معركة ستالين غراد وبين ما يجري في ناحية امرلي المحاصرة من جميع الجهات ، لا الجغرافية ولا التاريخ ولا الوقائع ، لا تشابه بين ما حصل في ستالين غراد وما يحصل في امرلي . الفوارق كبيرة بين من يدافعون عن امرلي وبين من يريدون اجتياحها ، لا وجود للجيش السوفيتي الأحمر في امرلي ولا وجود لجيش الحكومة العراقية ولا وجود لجيوش نظامية كجيوش هتلر تحيط بامرلي .
امرلي التي شبّه صمودها أكثر من سياسي وإعلامي بصمود المدينة السوفيتية ستالين غراد . لكن واقع الحال يقول: حصار امرلي اقرب إلى فاجعة كربلاء أكثر من كونها ستالين غراد جديدة .
لو قلنا أن امرلي ستالين غراد العراق مثلما يقول المتاجرون بصمودها.
هل ستحسم معركة امرلي لو توجت بالانتصار مصير الدواعش ؟.
مثلما حسمت نتيجة معركة ستالين غراد الحرب العالمية لصالح الحلفاء .
دافع عن مدينة ستالين غراد جيش أدمى مقلة هتلر في عز جبروته ، الجيش الأحمر وقادة عسكريون كبار ومن خلفهم القائد ستالين ، الذي لو وجد شبحه في العراق ألان من الساسة أصحاب القرار أو العسكر لتمكن من فك الحصار عن امرلي بساعات .
ذبح الحسين ع وال بيته بحراب أقلية أغراب فاجرة بأوامر جاءت من خارج الحدود الجغرافية لكربلاء وسط صمت وخوف أكثرية متخاذلة والشيء ذاته يحصل اليوم في امرلي .
أهالي امرلي المحاصرة عرفوا النهاية والمصير الذي ينتظرهم لو لم يحسموا أمرهم صوب خيار المواجهة والصمود، لذلك عملوا جاهدين كي يقفوا وقفة عز . رجالها الأبطال رفعوا شعار النصر أو الموت بشرف لنيل الشهادة .
اعرف أن أهالي امرلي لم يصمدوا كل هذا الوقت دون دعم حكومي عسكري بعدة وعتاد والقليل من لوازم العيش ، كل هذا يصل عبر جسر جوي.
ترى ما الذي يمنع القادة العسكريين من تجميع حشد عسكري بعدته وعتاده للانطلاق من امرلي لكسر حصارها بإسناد من الطيران الحربي وطيران الجيش ؟ .
فاجعة امرلي لا تختلف كثيرا عن الفواجع العراقية في زمن الدواعش ، لكنها تتميز عن غيرها لأنها قررت أن تموت واقفة كالأشجار ولم تختر الموت خانعة ذليلة منكسرة مثل كثير من المدن والكبيرة !.
امرلي الصغيرة بحجمها الكبيرة بفعلها محاطة بأكثر من أربعين قرية من الدواعش وحواضنهم ، يسكنها أكثر من عشرين ألف نسمة .
هذه ليست أول نكبة تمر بهذه الناحية التي يقف تاريخها شامخا .
اعتاد الإرهابيون تفجير سيارات صغيرة مفخخة في مناطق يريدون ضربها إلا في امرلي ، فإنهم اختاروا لها شاحنة مفخخة لتدمر سوق المدينة وتقتل 127 وتجرح أكثر من 400 شخص !.
بعد البحث عن ماضي امرلي وإصرار التكفيريين على استباحتها وجدت فيها مواقع مقدسة وتاريخية، فيها مقام للإمام الحسن ع وفيها قبر خادم الإمام الحسن داده مردان وزوجته ، بطبيعة التكفيريين فأنهم يكرهون لدرجة المقت ارث ال البيت وأتباعهم ، لذلك يصرون على اجتياحها .
من يصرخون من الساسة مطالبين المجتمع الدولي مساعدتهم في فك الحصار عن أهالي امرلي المدنيين المحاصرين أقول: كفوا عن طلب المساعدة ، لان المجتمع الدولي لم يفعل شيئا من قبل لأهالي قريتي نبل والزهراء السوريتين المحاصرتين منذ أكثر من سنتين ونيف ، المحاصرون هناك والمحاصرون هنا يدينون بالمذهب ذاته ! .
ثمة بديهية تقول: من لم يشمّر عن ساعديه لدفع الشر عن نفسه لا يطلب من الآخرين مساعدته .
لماذا لا يتم تعاون البيشمركة مع الجيش العراقي في إنهاء حصار امرلي مثلما تم ويتم تعاونهم في أماكن أخرى ؟.
الكثير من المدافعين عن امرلي منذ أكثر من شهرين ربما لا يعرفون شيئا عن ستالين غراد قدر معرفتهم العميقة بكربلاء الشهادة كربلاء الحسين والعباس ع .
هل ينتظر أصحاب القرار من الساسة والعسكر أن يباد أهالي امرلي ليذرفوا دموع التماسيح ؟.
يا من تتاجرون بمأساة امرلي : اعملوا على فك الحصار عن امرلي أو اصمتوا ، لان توسلاتكم بمن لا يسمعكم من الغربيين وصرخات الاستغاثة التي تطلقونها تؤثر سلبا على معنويات أهلنا المدافعين عن مدينتهم .
صمود أهالي امرلي بمثابة صفعة شديدة على وجه المتخاذلين والخانعين والمترددين من الساسة ، الذين أجادوا لعب دور الضحية وهم خارج السلطة مثلما أجادوه وبيدهم السلطة والقرار والعسكر !.
تبا لكم فلقد أخزيتمونا خصوصا وانتم تصرون على الانتماء لمدرسة الإمام الحسين ع .
"الفرق بين ما نفعله وما نحن قادرون على فعله يمكن أن يحل معظم مشاكل العالم "
مقالات اخرى للكاتب