ليست هذه حقيقة رياضية او من الخيال العلمي او من إبتكارات المخترعين.... هي أرواح انتزعها البعث من اجسادها ليس عنوة فقط بل بكل طرق الإجرام التي ماكان للتاريخ ان يؤرشفها ويؤطرها فقط ليعرفها الصغير والنشء الجديد بل وتمنيت أن تدخل في المناهج الدراسية اهم من الدار دور ونظارات جدتي فقد فار التنور. عشر سنوات ولازال البعث يغتنم ويقتنص كل فرص الآذى للوطن والمواطن وقلّب كل احشاء الشيطنة في الكون بحيث لوكتبنا مجلدات ومجلدات عن إبتكارات الموت اليومي في العراق لكان قليلا... قبل كل إبتكارات المجرمين والمهوسيين بالقتل في أصقاع الدنيا كان البعثيون يضعون قنابلا في جيوب من يريدون قتلهم وكانوا يضعونهم في احواض التيزاب أي حامض الكبريتيك المرّكز لمن لايعرف ابجدية اللهجة العراقية وكانوا الوحيدين الذين يثرمون اللحم البشري بماكنات ثرم لحم الطعام وكانوا الوحيدين الذين غيبّوا للان الالاف من الرجال والنساء والاطفال بمقابر جماعية لاتحترم مقدسات الدفن المعروفة عند المسلمين وحتى الاديان التي لايعترفون بقيمّها بالمطلق..ولاتعرف غير الارض العراقية الطهور محلات رقودهم الابدية. خمسون عاما مرت على مقتل الزعيم العراقي الذي لاتشهق به صفاته حتى إن كتبتها بدمي لإنها ذات نقائه الوطني المضيء المشرق وكينونته المعطاء التي جعلته نصيرا للفقراء وقريبا ليس من هواجسهم وحالاتهم الاجتماعية بل تلامس شغاف قلوبهم... وهو الذي جعل عشرات الالاف من أسماء الجيل المعاصر له تتشبه بإسمه الرباني المرّكب (عبد الكريم) وعندكم سجلات الأحوال المدنية العراقية قلّبوها.. لتجدوا حجم ذاك الكّم المُحّب لإسمه في ذات العراقيين. كنت طفلا.. شاهدت بتلفزيون بيت عمي الابيض والاسود نوع ليو أوبتا,,, مصرع الزعيم الخالد الذكر عبد الكريم قاسم وجماعته بالقتل رميا بالرصاص وهم صيام وفي شهر رمضان الكريم... لم تعي طفولتي حجم الحدث ولكن قساوته بقيت منقوشة في الذاكرة جريمة فهمتها من جرائم حزب البعث كسيل لاينتهي هديره. وردني مصعوقا من التصديق ، خبر عجيب – غريب ..أن مؤسسة الشهداء العراقية قررت عدم إعتبار الشهيد الخالد الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ،شهيدا!!!!مع إن الإقرار بشهادته وحده لايلغي مليون قرار بإلغائها مهما تفنن الدبلوماسيون والقانونيون والمتحذلقون والإداريون في إخفاء فضيلة شهادته وهي أسطع من الشمس التموزية.طبعا لااعلم السبب... هل هو سياسي؟ هل هو ذو صبغة دينية؟ هل هو صرخة باطل في أفواه حق شهادته الدرامية؟ولكني أستنبط إستنباطا غريبا في قرار إلغاء شهادته الإداري الورقي المرقم 539/ط في27/8/2013 أن الزعيم الشهيد غير مشمول ؟!! لانه لم يُقتل في حقبة حكم البعثيين من 17 تموز 1968 ولغاية9/4/2003!!! فالشهيد أستشهد وقال الكتاب( المتوفي فقد حياته) بتاريخ 9/2/1963!!!وهذا تفسير مجلس شورى الدولة الموقر!!!وكإن الأقدار لم ترحم نضاله وفناء حياته لشعبه طيلة حكمه ال5 سنوات وإن قتلته ربما هم من قريش بقيادة ابي جهل وابي سفيان!!!! كل واحد يعلم إن البعثيين هم قتلته...فكيف تقبل الشورى إن للبعث بقتلاه فترة واحدة؟وإن ماقُتل قبل1968 نال منه براءة بالضمن من مؤسسة شهدائنا!!
من يقتله البعث الزنيم يامؤسسة الشهداء فهو شهيد ... عبد الكريم قاسم لاينتظر شهادتكم لشهادته!! بل ينتظر شهامتكم لشهادته!! ينتظر نخوتكم لتخليده!! الزعيم عبد الكريم قاسم لم يمت بالحمى ولم يمت في حادث سيارة... ولم يمت بالانفلونزا... الزعيم الركن عبد الكريم قاسم هللهت له حتى رصاصات الغدر البعثي مبتهجة بشهادته .. وبكيه حتى الكرسي الذي كان يجلس عليه وفمه معّطر بريح شهر رمضان العبق..عبد الكريم قاسم خاف من جثته حتى قتلته... فإخفوها وهم يظنونها ستُنسى هيهات وهيهات فقد كانت قلوب كل العراقيين الشرفاء مقبرة لحبه بلا إستئذان. مبروك سلب حقوق الشهيد عبد الكريم قاسم المادية ربما ...اما المعنوية فهي معان في نفس كل عراقي غيور يعرف ان قاتليه هم البعثيون وحدهم فلاتصنفونهم ملائكة قبل 1968 وشياطين مابعده وإن الزعيم قتلته ملائكة البعث حتى يمكن فهم قرار مجلس الشورى وقرار إلغاء شهادته... إن القاتل البعثي معروف والشهيد عبد الكريم أبهى وأسطع من ان تخفي غمامة جو أو سحابة صيف،أطلالات حبه عند الناس الشرفاء فليس بالقرارات نال عبد الكريم الصائم الشهيد حب الناس بل بما عمل وماترك من أثر بهائي ساطع شاهق براق في حياة الناس وهذا هو كنه الشهادة.وللانصاف...فقد طلب السيد المالكي من مؤسسة الشهداء بهامش ناهض إعادة النظر بقرارها ولو بتشريع!وهذا تطور كبير في إحقاق الحق.
مقالات اخرى للكاتب