بشارة بحفيد الدوحة النبوية، الفاطمية، العلوية، جده الأكبر أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وجده الأصغر، سيد الشهداء، وأبي الأحرار، الإمام الحسين (عليه السلام)، ووالده الإمام علي بن الحسين، زين العابدين (عليه السلام)، ووالدته فاطمة، بنت الإمام الحسن بن علي (عليه السلام)، فهو إبن الخيرتينِ، وعلوي بين العلويينِ، إنه باقر العلم، وجامعه، وشاهره، ورافعه، ملتقى الكرامات، والحجج الظاهرات، إنه الإمام الخامس، أبي جعفر الباقر (عليه السلام)!
عُرِف الإمام الباقر (عليه السلام)، بقوة محاججاته، ومناظراته، وحواراته، لأن بني أمية عليهم اللعنة، فتحوا العالم الإسلامي للبدع، والأهواء، والفتن، والأفكار الضالة، والإتجاهات الفاسدة، فجلس في جامعته الباقرية، وأفنى حياته، في تصحيح التيارات المنحرفة، والمسارات الزائفة، التي نشرها بنو أمية، وتخرج على يده فطاحل العلماء والوعاظ، خاصة أحكام الدين الإسلامي، فخرج من أجل إحيائها، جده الإمام الحسين (عليه السلام)، فعاصر الباقر واقعة الطف، وعمره أربعة أعوام، فكان سبيله الصلاح والإصلاح!
سأل أبو بصير الإمام الباقر (عليه السلام): أنا من شيعتك ضعيف، وضرير إضمن لي الجنة، قال: أعطيك أولاً علامة الإمامة، قلتُ: وما عليك أن تجمعهما لي، فمسح على بصري، فأبصرت جميع ما في المكان، الذي كان جالساً فيه، فقال الإمام: مد بصرك، ماذا ترى بعينك؟ قال: ما أبصرتُ، إلا كلباً، وقرداً، وخنزيراً، فما هذا الخلق الممسوخ؟ فرد عليه: لو كشف الغطاء، ما نظر الشيعة الى مَنْ خالفهم، إلا بهذه الصورة!
أجاب الإمام الباقر (عليه السلام) أبا نصير قائلاً: فإن أحببتَ تركتك هكذا، على حالتك وحسابك على الخالق! وإن وددتَ، ضمنتُ لك على الباريء عز وجل الجنة، ورددتُكَ الى حالتك الأولى، فقلتُ: لا حاجة لي الى هذا الخلق المنكوس، ردني فما للجنة عوض، فمسح على عيني، فرجعتُ كما كنتُ، بداية لقائي بمولاي الإمام الباقر (عليه السلام)، فتحير مَن كان حاضراً، ولكن شيعته لم يتعجبوا كرامته، فلقد نهل من ينبوع النبوة والإمامة!
آفات الفساد، ومسوخ الجاهلية في المجتمع الأموي إنتشرت، وأرادت طمس معالم الدين الحنيف، لكن أهل البيت (عليهم السلام أجمعين)، هم من تصدى، لعملية تصحيح المسار الإسلامي، فأخذ الإمام الباقر (عليه السلام)، بعلوم النبيين، وشقها شقاً، وبقر ظاهرها وباطنها، وما رام مشكلة إلا والحل به وله، فهو الذي أقرأه النبي الكريم محمد، (عليه صلواته تعالى وعلى أله)، التحية والسلام، قبل ولادته بعشرات السنين، فما أبهاه من وليد معصوم، من أبوينِ معصومينِ!
السابع من ذي الحجة، هو ذكرى إستشهاد الإمام الباقر (عليه السلام)، الذي دُس السم في طعامه، بأمر من هشام بن عبد الملك الأموي عليه اللعنة، وقد غسلت الإمام المظلوم المسموم، ملائكة الرحمن، مع ولده الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في البقيع، قرب والد والدته الإمام الحسن (عليه السلام)، ورفد تأريخنا الشيعي تحديداً، بإرث عظيم، زاخر بالحكمة والهداية، تاركاً الحياة المزخرفة، ومؤكداً على قوله: (ما حسنة الدنيا، إلا صلة الإخوان والأصدقاء)
مقالات اخرى للكاتب