اكتب ما حصل حولي من أحداث ، أوظف هذه الأحداث التي خزنت في ذاكرة حاضرها متعب وماضيها ندي .التقط من الأحداث ما يلاءم ويصب في مصلحة مقالاتي .
يحاصرني من يلوذون بحاضر وبعضهم بماض مخضب بالدماء والتجاوزات ، لا يحسنون فعلا غير شتم أو انتقاد من يجتهد ويرمي حجرا بوجوه تعلوها غبرة السرقات ، أو يرميها في بحر شعب ساكن اختار الصمت إلهة للتعبير!.
البعض يبكي البعث بحرقة ، هؤلاء توجعهم مقالاتي ،يشتمونني بعد كل مقال بحجة الدفاع عن جيراني مرة أو باتهامات باهتة أعتدت ان لا أجيب عليها، بعدما عجزوا من حرف قلمي والنيل مني ذهبوا يفتشون عن عائلتي . افترى احدهم فرية ونشرها متهما شقيقي الأكبر الإعلامي والمترجم نجم الخفاجي ، الذي ترجم أكثر من اثني عشر مؤلفا من مؤلفات كبار مراجع الشيعة كالسيد السيستاني والسيد محمد حسين فضل الله ترجم كتبهم من اللغة العربية إلى اللغة الانجليزية ، بعد كل هذا الجهد لخدمة الإسلام المحمدي اتهموه بأنه إمام جامع وهابي في لندن !!.
البعض الآخر اختار تطوعا الدفاع عن ما اكتب ، لكن احد الإخوة سامحه الله طعنني دون ان يعلم ربما ، حين كتب مدافعا عني يقول:" ان ما يستشهد به حسن الخفاجي من حوادث قصص خيالية"!. ادعى بعدها "انه يعرفني عن قرب" !!.
سوف اترك للرماح الصدئة مجالا للطعن كي ينفسوا عن أحقادهم وعن تنفيذ أجندات كلفوا بها وهم لن يتمكنوا من إسكاتي. سأكتب هذه المرة عن أمي يرحمها الله ، بعد كل فجيعة مرت فيها أمي من موت والديها المبكر وموت إخوتها وأخواتها بفواصل زمنية قليلة ، كانت تنوح قائلة:" لا أريد منه ثوب سرسح ولا أريد منه غنم تسرح بس الأريده الكلب يفرح"
ماتت أمي ولم أرها فرحة قط ، ربما لا تختلف أمي عن أمهات الكثير من العراقيين ماتت وهي بثوب حزنها الأول .
ترى متى يفرح العراقيون ؟ .
لقد ترك الشعب المطالبة بكل الضروريات واعتبرها إكسسوارات غير ضرورية .العراقيون كما أمي من قبل لا يريدون ثياب ولا حدائق ومنتزهات ومدارس ومستشفيات وملاعب عصرية ، ولا كهرباء و وماء صحي ونظافة ووووو ، كل هذه الأشياء الضرورية للكائن البشري تصبح إكسسوارات أمام مطلب واحد ملح ألا وهو الأمن،
للأمن ووزير الدفاع سعدون الدليمي حكاية .
كان مشهدا مألوفا ان نشارك بفض تشابكا بالأيدي يحصل بين خزعل شلتاغ وزوج ابنته مجيد العاطل عن العمل ، كثيرا ما كنا نسمع خزعل يصف زوج ابنته قائلا " انته مثل ذيل الركه لا نافعه ولا محليهه " الركه هي السلحفاة .
شغل سمير الشيخلي ثلاث وزارات في وقت واحد كلها بعيدة عن اختصاصه .كان وزيرا للداخلية حينما كلف بشغل منصب وزير التعليم العالي وكالة وكلف بشغل منصب وزير الصحة وكالة . استمر في المنصبين بالإضافة إلى شغله منصب وزير الداخلية فترة طويلة .
كلف صدام سمير الشيخلي بكل هذه المناصب لأنه يجيد القوة والقمع. كان يلقب بساطور الحكومة أو ساطور الحزب .
كانت تلك فترة مظلمة قلنا إنها وما جرى خلالها من تجاوز على القانون وعلى حقوق العراقيين فترة مضت وانقضت ." من اين سندري ان" عراق الديمقراطية الذي كنا ننتظره سينجب لنا وزيرا بوزارتين !.
أين الحكمة في استمرار السيد سعدون الدليمي وزيرا لوزارتي الدفاع والثقافة ؟.علما إننا لم نر انجازا يذكر لأي من هاتين الوزارتين طوال فترة توليه لهما .أي خلطة عجيبة تلك التي أصبح فيها السيد الدليمي وزيرا لوزارتين ، هذه الخلطة تشبه خلطات صدام التي أصبح فيها الشيخلي وزيرا لثلاث وزارات مهمة !؟.
لا اعرف للان الرابط ولا الخيط الرفيع ، الذي يربط بين الثقافة الرقيقة بالعسكرية الخشنة ، ربما يكون للمحاصصة دورا بتسميته وزيرا للثقافة ، باعتبار ان وزارة الثقافة من حصة العرب السنة. ووزارة الدفاع كذلك ، لكن وزارة الدفاع بقيت من دون وزير إلى ان سمى السيد سعدون الدليمي وزيرا للدفاع وكالة على قاعدة: " اسمك رجل يفلان من وحشة الليل" . بعد كل المجازر التي أصابتنا وبعد طوفان الدم العراقي حتى في أيام العيد ، اطل علينا من على شاشة العراقية السيد سعدون الدليمي محاطا بعساكر رتبهم من فريق فما فوق ، اغلب أصحاب الرتب العليا ممسك بموقعه الوظيفي منذ سنوات خلت. جرت كل تلك المجازر بحق العراقيين ولم يغادر اغلبهم مواقعه. اطل السيد وزير الدفاع في زيارته لجرحى عمليات العيد الإرهابية في المستشفيات ليتوعد الإرهابيين ومن يؤويهم وحواضنهم !!.
هل السيد الوزير جاد بتهديده للإرهابيين وهل سيقترن تهديده بعمل جاد ضد الإرهاب وحواضنه ؟. ذلك ما ستكشفه الأيام :(والله انا في شك من بغداد الى جده) .مثلما ظلت الثقافة والوضع الثقافي كما هي عليه دون تغيير سيظل الأمن كذلك!.
لا يتحمل السيد سعدون الدليمي لوحده مسؤولية ما يجري ولا مسؤولية إشغاله لوزارتين في ان واحدا ، لان لا احد في عراق ما بعد صدام على ما يبدو يرفض فرصة للفائدة والخمط على حساب الوطن المواطن .تكليف شخص بوزارتين يسير وفق ما يعنيه المثل العراقي القائل:" يا مسعده بيتج على الشط منين ما ملتي غرفتي" .!
سننتظر من السيد سعدون الدليمي ان ينفذ تهديداته للإرهابيين وان يفعل بهم ما لم يفعله بالفترة الماضية وان لم يفعل وظلت تهديداته: "مجرد كلام حجيته ومشيت " فسينطبق عليه قول جارنا خزعل شلتاغ "ذيل الركه لانافعهه ولا محليهه "
"لا تشتمن الخطب أو تبكي له فالخطب ليس بمثل ذلك يدفع" الراحل الشيخ الوائلي..
مقالات اخرى للكاتب