بين لهب النار وحرارة الحديد ودخان المسابك الثقيل ..
كانت طفولة هذا الشعب المسكين ..
ومن سماهم النظام السابق رجالات التصنيع العسكري لايعدون عن كونهم فتية امنوا بحظهم العاثر ولجأوا الى ورش المصانع العملاقة خوفا من سواتر صنعتها جرافات العسكر.
طمعاً في مستقبل زاهر ونقصد بالذات منهم ،من توقف الامل معه عند شهادة المتوسطة او الرسوب تكرار في الصفوف المنتهية مراهنا على ان الحرب لن تدوم..
انتشرت معاهد التصنيع الفنية التي تستقطب الشباب الذي لم يحالفه الحظ في الدراسة وفتحت ابواب التعاقد على مدى عشر سنوات مع نظام رواتب وحوافز راقي جدا في حينها لكنه مالبث ان تهدم مع اول لجنة دولية دخلت للعراق عام ١٩٩٠.
تحول التصنيع العسكري من مؤسسة رفاه وفرصة عمل ممتازة الى منشأت اشغال تنهك العاملين فيها بفعل سياسة المتابعة والاذلال واستطالت ساعات الدوام في سنوات التسعينات.
اجيال كاملة كانت نهايتهم مع نهاية النظام عام ٢٠٠٣بدون جريرة تذكر ..
انهم متطوعي التصنيع العسكري..
من الخطأ ان يحسبوا على النظام السابق او ان يبعثروا بين الفائضين فان من بينهم كفاءات دثرها التقادم ياناس
مقالات اخرى للكاتب