مفاجئة من العيار الثقيل أطلقها اقليم كردستان في اطار مفاجئاته التي لا تنتهي عندما طالب بتعويضات مالية وصلت الى 384 مليار و698 مليون و302 الف و600 دولار وليس دينار بحجة ان الكرد تعرضوا للظلم والاضطهاد وخسائر مادية ومعنوية وعاطفية بسبب سياسات البعث الصدامي وحروبه الدموية ولان الحكومة الحالية هي الوريث الوحيد لصدام فعلى الوريث ان يؤدي حق الكرد دون غيرهم وحتى اخر دولار. وعند اعادة النظر في الرقم المطلوب من بغداد كتعويضات مالية للكرد تحتار بين الضحك والصراخ باعلى صوتك لهول الصدمة والمفاجئة التي لم يتوقعها اي انسان على وجه الكرة الارضية وحتى لو كانت كذبة نيسان لان الرقم والمبررات كلها مغالطات واوهام تحتاج الى صدمة قوية يفوق على اثرها الكرد من اوهامهم وغطرستهم وجنونهم ويعودوا الى صوابهم ورشدهم لان الرقم المطلوب رقم خيالي ولان المبررات غير واقعية ولان ما جرى عليهم جرى على جميع ابناء الشعب العراقي. ان الاحق بالتعويض هم ابناء الوسط والجنوب وليس الكرد لان مقارنة بسيطة بين ما حصل عليه الكرد وبين ما حصل عليه ابناء الوسط والجنوب بعد سقوط نظام صدام نجد ان ابناء المقابر الجماعية وتجفيف الاهوار والاذابة بالتيزاب وتقطيع الاوصال لم يحصلوا على اي حق من حقوقهم بينما اخذ الكرد كل مالهم وما لغيرهم وهنا فان اللوم لا يقع على الكرد بقدر ما يقع على الحكومة المركزية التي اعطت الى الاخرين كل ما يطلبون ارضاءا واستمالة دون ان تلتفت الى ابنائها الذين لا زال سوط الفقر والحرمان يلسع ظهورهم ويدمي وجوههم. ان الوريث الوحيد للمقبور صدام حسين هو مسعود بارزاني لانه الشخص الوحيد الذي كان على علاقة ولديه تحالف مع الطاغية المقبور وهو شريك اساس ايضا في العملية السياسية ولهذا فان من عليه حق الجزية والتعويض هو السيد بارزاني رئيس الاقليم وليس الحكومة المركزية التي لا تربطها اي علاقة مع الطاغية بل انهم كانوا من اشد المعارضين ومن الذين لم يلتقوا يوما برئيس النظام السابق. ان ما طالب به اقليم كردستان من تعويضات مالية كبيرة يجعلنا في حرج وزحمة من دول الجوار وخاصة الكويت وايران التي طالبت بتعويضات عن الاضرار التي سببها جنون صدام وتجاوزاته لان هذه الدول تتعرض لمضايقات وتوسلات من قبل العراق للتنازل عن التعويضات التي اثقلت ظهر العراق والشعب العراقي رغم انها جاءت بقرار دولي وليس نتاج امنيات واحلام يقظة. ان المدة التي يحتاجها العراق لتسديد تعويضات الاقليم هي اربع سنوات تقريبا شرط ان لا يتم صرف اي دولار من واردات النفط وشرط ان يبقى سعر البرميل فوق المائة دولار ومثل هذا الامر اقرب الى المزحة السخيفة ..السؤال هو اذا كان الكرد يطالبون بتعويضات من بغداد فابناء الوسط والجنوب من الذي سيعوضهم ومتى؟؟
مقالات اخرى للكاتب