عندما نسمع ونقرأ عن مؤتمرات محدده للمصالحة الوطنية بين مختلف الاطياف نحن كشعب نتمنى ان يكون حوار وطنيا مثمرا خالصا لا يتأثر بهذه الدولة او تلك وانما حوار وطنيا يترك فيه جميع المتحاورين أهوائهم ومصالحهم وانتماءاتهم وما تمليه عليهم دول اخرى خارج قاعات المؤتمر ويدخلون بفكر الوطن الواحد والمجتمع الواحد المتمثل في انتشال الوطن والمواطن مما وصل اليه من توقف للحياة وفرقة بين ابناء العراق العظيم نتيجة سياسات خاطئة اعتمدها البعض من السياسيين نريد ان تكون نية جميع السياسيين صافية متفقة، نية وطنية وليست اثنية او طائفية او جهوية، لان نجاح أي عمل من الاعمال ما هو الا ترجمة لما يحمله ذلك العمل من نية مسبقة فأن كانت نية صادقة هي نية البناء والمحبة والتآخي ورفض التفرد والتسلط غير المبرر فسنصل حتما الى ما يدفع بذلك البناء والوئام وان كانت النية هي العرقلة والتخندق طائفيا ومذهبيا وجهويا فأكتب على المتحاورين السلام دون الوصول الى نتيجة او هدف وطني صحيح يتأمله الشعب. وكل ذلك يعتمد على السلطة التنفيذية اذا انقادت لصالح الشعب فسيكتب لها النجاح حتما وان انقادت وراء المصالح الاثنية والطائفية والجهوية فحتما سيكون مصيرها الفشل مهما كانت تمتلك من سلطة لان سلطة الشعب وارادته هي الاقوى، ونرى كذلك بانه في عراقنا اليوم لابد ان يرسى الشعب بأسلوب حضاري توافقي مبادئ التعايش السلمي بين ابناء العراق العظيم من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وان تبقى المصاهرة على ما كانت عليه عنوانا للإخوة والتآخي والالفة ومبادئ العلاقات الصحيحة بينه وبين مؤسسة الحكم، ولكن بالمقابل لا نستطيع خلق هذه الحالة من التعايش والتأخي بين ابناء الشعب ما دمنا نرى الاخر بعين الريبة ويترصد كل منا الاخر ويحاول ان يحتويه او يسيطر عليه. وهذا ما يحصل الان من قبل ساسة فاشلين منهزمين ومنبطحين لأجندات خارجية. من هنا يجب ان نضع العراق العظيم نصب اعيننا وان يكون للشعب كلمته ودور محسوب في تسيير دفة اموره الحياتية، يكون فيه ابناء الشعب متساوون في الحقوق والواجبات، لا تكون الحقوق لفئة او افراد بعينهم والواجبات كلها على افراد، بل الجميع متساوون لا يختلف فلان عن فلان. وعندها نبني الوطن وتزدهر الحياة..
مقالات اخرى للكاتب