( بعد سقوط النظام وانهيار دوله الحروب والأزمات اخذ الجميع يرسم خارطته البسيطة على مزاجه ويتحكم بأحلام أشبه بالقريبة إلى واقعه الجميل الذي قبل بها ويكافح من اجلها لأنه شهد مرحلة عصيبة في تاريخ ألدوله العراقية مرحلة تغيير كانت أشبه بالمعجزة التي لن تتحقق إلا بقوة ربانية كبيرة وسرعان ما بدأت أحلامنا وأمنياتنا تتزايد شيئا فشيا وأخذت الطموحات تأخذ مجرى عميقا وتأملاتنا تشق بأناملها الرقيقة عمق التاريخ لتكتب كلمات جديدة وعبارات بعيدة عن الدكتاتورية المستبدة بعيدة عن الأنانية المنتشرة بعيدة عن الخوف المزمن بعيدة عن الصورة القديمة لأنظمة أراقت الدماء وقتلت الأبناء وأهانت الآباء والنساء مخيلة قديمة حاولنا إزالتها ونسيانها بشتى الوسائل كي لا تعود ذكراها ألينا أبدا ومتأملين تغييرا يصب في مصلحة الفقراء ونظاما جديدا يعيد لكل ذي حق حقه ويستفيد من الأخطاء التي كانت موجودة في النظام المباد ويكون الحاكم بمثابة الخادم والموظف المدني الذي يعمل جاهدا لخدمة شعبه المظلوم واستبشرنا خيرا عندما تم تشريع الدستور وإجراء الانتخابات وانتخاب الشخص الذي يريده الشعب بكل حرية وديمقراطيه أملا للوصول إلى المسار الصحيح والوقوف بمصاف الدول المتقدمة هكذا فهمنا من هذا التحول خصوصا وان الانتخابات أصبحت الحالة الصحية الجديدة في بلد لم يشهد مثل هذا التطور رغم ان أنفاسه قد اختنقت باعتا دكتاتورية في تاريخ البشرية لكن وبمشيئة الله وإرادته ومصلحة أمريكا العليا وحدها قرر بوش إن يحرر العراق من (صنم العوجة) القديم ويحول النظام الدكتاتوري الى نظام ديمقراطي برلماني منتخب من قبل العراقيين’ لكن رياح التغيير مرت وهي محملة بعصف المتفجرات ودماء الأبرياء وعبوات الإرهاب وقتل النفس المحترمة دون عناء أو حياء ربما لأنها ثمن التغيير ارتضينا بالنتيجة لان الدول المتقدمة جميعها دفعت الثمن لهذا التغيير وجميعها تعاونت من اجل غد مشرق وقد انتخبنا الأسماء بدماء الشهداء من اجل حب البقاء والعيش بكبرياء لأننا شعب عريق لا نعرف الوقوف بل دائما نكمل المسير ولو على جراحاتنا أو آهاتنا ولكن كلما نتقدم خطوة نرى أنفسنا نتراجعنا إلف خطوة لم ندرك بان المرشح النظيف قبل الانتخابات قد يتحول إلى (تمساح كبير ) بعد الانتخابات وان لباس الدكتاتورية الذي كان ينتقده أبان نضاله السابق قد تمسك بجلابيبه عند استحواذه على ترف السلطة ونعيم القصور وبهرجة السيارات والحمايات والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة كل هذا وما خفي أعظم، يبدوان التغيير الذي طرا في العراق لم يطرأ سوى على الحكام أنفسهم والرؤساء ولم يغير شئ في مضمون المبادئ والاتجاهات فالكل سواسية إمام كرسي العرش فما أشبه اليوم بالبارحة كان هدام الملعون يلهي الشعب بأزمات مفتعلة صعود الدولار والكهرباء وصعود السوق وانخفاضة وهبوط الدينار وحروب وتغيرات كي ينشغل الناس عن السياسة وتلك الأيام نداولها بينكم فاليوم أيضا أبناء شعبنا الأبي تتداول بينهم أيام الاختناقات والأزمات فكل يوم أزمة جديدة تثقل كاهل المواطن وتزيده هما إلى همه فمن أزمات الكتل واختلاف الإخوة الأعداء وانشقاق القوائم والاقتتال الطائفي والقاعدة وابن لادن والظواهري والبغدادي والدوري وصعود الدولار والفساد والمفسدين وهروب السجناء والمحكومين وانعدام الأمان وغزو العصابات وشحه المياه وانعدام الكهرباء وأزمة النفط وغلاء الغاز والمولدات ومفردات البطاقة (الدموية) وزيادة أسعار البنزين وارتفاع (الكروة منا وجاي وبس الله الستار )، ولكن ولله الحمد إن المواطنين هم المتضررين دون المسؤولين طبعا كما هو معهود في النظام السابق لان المسؤول منصب ملكا على رقاب الشعوب التي لا تجد لقمة العيش رغم الثروات الموجودة في باطن الارض وظاهرها لكنها للطبقة النبيلة الحاكمة حصرا فهم ينعمون بنعيم الدنيا متناسين عقاب الآخرة و(هنا فهمت التغيير فعلا )وتيقنت بمعنى هذا التعبير فالجميع متشابهون في الاستبداد والظلم متجاهلين أنين البائسين وآهات المنكسرين وفي ملذاتهم منشغلين تاركين ويلات الملايين خلف ضمير ما عاد موجود في قراطيس المناضلين الذين كانوا يدعون بالوطنية المسلوبة في بلاد الرافدين و سرعان ما كشفوا عن أقنعتهم وكشروا عن انيابهم الحقيقية ليتضح انهم أشبه بالماضي المرير و ان الحاكم واحد وهم أنفسهم وقد تتغير أسمائهم من سلالة إلى سلاله والمحكوم عليه أيضا شعب واحد وجلادهم واحد من دكتاتورية مستبدة إلى دكتاتوريه جديدة ولكن مطعمة بشئ من ديمقراطية لم يفهم القائمون علىها معناها لحد الآن لكن المشكلة أنهم لم يأخذوا من رياح العصف المهين عبرة لهم وان صنمهم سيتبع صنم العوجة بل وان شعوبهم ستمسح عنوانهم عاجلا او آجلا
مقالات اخرى للكاتب