مفردة تتردد في كتابات كتابنا وخطب الخطباء (العراق الجريح) , وكأننا نُلقي بمسؤولية ما أثخنه من الموجعات على مجهول يقف خلف كل ويلاتنا ومكابداتنا وضياع مُستقبل أجيالنا وضعف الحميه الوطنيه وغلبة ألأنا وتعزيز حضور هوياتنا الفرعيه على حساب الهويه ألأم .... الخ .
من وجهة نظري المتواضعه أقترح أن يكون خطابنا أكثر موضوعيه وأن لا ننحى باللائمه على غيرنا ونسمي ألأشياء بأسمائها فنقول : (العراق المجروح بأيدي أهله) , ولي أسبابي التي يمكن أيجازها بما يلي :
1-لو كان البلد قد أُثخن بأيادي غريبه لكان ذلك أدعى لوحدة أهله ووقوفهم كالبنيان المرصوص ضد أولئك الغرباء وأسقطوا مشاريعهم بالغة ما بلغت قسوتها وخبثها وتجارب الشعوب أثبتت هذا في أكثر من موقف إتحدت فيه أرادات وطنيه وأسقطت كل مشروع وافد أيا كان مصدره ومن يقف خلف تنفيذ مآربه الشريره .
2-لو كان العراق هما موحِدا لمن يرددون هذه العباره , لما كان هناك همٌ أخر فرعي جزئي يتلبسهم ويتبنونه جهارا نهارا كالقوميه والمذهب والدين , ولأصبح الوطن وحده همهم لحين انفراج أزماته الكبرى الوطنيه عند ذاك يُصبح تبني مشروع جهوي أو مناطقي مقبولا على إعتبار إن بيتنا ألأكبر أصبح آمنا مُستقرا بما يسمح بالترف المطلبي الذي يردده ألأن قادة المكونات من دعوات أقليميه وطائفيه في ظرف غير مناسب لمثل تلك المطالب .
3-علية القوم من (سياسيي الصدفه) على إختلاف مكوناتهم يلعنون الطائفيه والمحاصصه والفساد المالي والاداري , وقبل هذا وذاك يتبنون مشروع (العراق ألآمن) وقد مضى على تسيدهم للموقف ووجودهم في موقع صنع القرار مايكفي من الزمن لتحقيق الكثير على طريق هذه ألأهداف الجامعه ... لكن الواقع لا يشهد أي مؤشرتقدم واضح في أي ملف من تلك الملفات , فبعد سنوات من إدعاء رأس الهرم التنفيذي بتحقيق تقدم على صعيد الأمن تم إحتلال ثلث العراق من قبل عصابات مارقه تقل عن القوى العسكريه المرابطه في تلك المناطق بالعدد والعده !!! أما الفساد المالي -وهو أس البلاء-فما زال يتفاقم بمعدلات وضعتنا ضمن الدول الثلاث الاكثر فسادا , وعلى صعيد الخدمات فما زالت بغداد أسوأ عاصمه للعيش فيها رغم تبجح أمنائها ومحافظيها ومجالسها المتعاقبه بتحقيق منجزات كبرى .
4-لو سلمنا جدلا بان ثمة أيدي خفيه هي المغذي الحقيقي للازمات والمسؤوله فعلا عن (جراحات العراق) , فهل كانت تلك ألأيدي الخفيه قد وصلت بتدخلها في شأننا الى الحد الذي عطلت فيه قانون المرور مثلا ؟ وهل وقفت خلف أنهيار العمليه التربويه ؟ وهل هي التي أصدرت قرارات العطل الرسميه التي تجاوزت حدود المقبول والمعقول ؟ وهل .. وهل ...؟
لنكن اكثر صراحه ومكاشفه مع الناس ونقولها واضحة صريحه ... العراق يقتله أهله , ومن أراد له الخير فعليه أن يقف ضد من يطعنوه بسكاكين غدرهم سواء برؤيتهم أو بأرادات أخرى قد تكون خارجيه لكنها ليست من يفعل كل ما يحصل ألأن , بل نحن من نذبح بلدنا , علية القوم باسبابهم المختلفه , وعامة الناس بسوء ألأختيار , والتشخيص الجريئ قد يدفع الى أختيار العلاج الناجع , ورمي مصائبنا على مجهول سيُزيدها تفاقما .
مقالات اخرى للكاتب