جيف باومان شاب أمريكي كان من بين ضحايا التفجير الإرهابي الساذج الذي أودى بحياة ثلاثـة مواطنين أبرياء لا ذنب لهم سوى إنهم جاءوا ليتمتعوا بماراثون بوسطن . الشاب الأمـريكي جيف فقد ساقيه في التفجيـر ورغم هذا لم ينس وبعد أن إسترجع وعيه بغـرفة العناية المركزة أن يؤشر على الجناة وإستطاع أن يعطي وصفـاً تقريبي الأمـر الذي ساعد القوات الأمنية في سرعة قتل الأول والقبض على الثاني بظرف 48 ساعة !؟ الشاب ورغم محنته ساهم في واجبه الوطني لحماية مواطنيه , وكما وعد الرئيس أوباما " سنلقي القبض على الفاعـلين ونقدمهم للعدالة " قال فأوفى . بوسـطن لم يقـر لـهـا قـرار ولـم يتكـئ شرطي أو حرس الوطني ولم يهجع مسـؤول سياسي أو إداري ولـم يخرج مواطن نـزولاً عند رغبة السلطات المحلية وتوقفت الحافلات والقطارات , الجميع في حالة إستنفار حتى يجدوا الجناة الإرهابيين , لـم يتـّهـمـوا أحـداً ولـم يكسـروا الأبـواب أو يعـتدوا عـلى السائـرين . الـرئيـس أوبامـا ورغـم الأحداث وجـد وقـتاً للمشاركـة في القـداس بصحبة زوجتـه وتقديم التـعـازي لذوي القتلى ! طبعـا لـم يفتـل الرئيس شاربه وهو يتوعـد الجناة لأنه حليق الشارب !ولـم أر مسـؤول أمـنـي يمسح على لحيتـه وهـو يبالغ في بطولتـه وبطـولة أعـوانـه .. صحيح الحدث الإرهابي الساذج هـز أمريكا من أقصاها الى أقصاها بل وهـز "ضمـيـر" خـادم الحرمـين فأدان التفجيرين وذهب الوزيـر "الـرعّـاش" سـعود الفيصـل وزيـر الخارجيـة الى واشنطن ومثله فعل ولي عهد أبو ظبي , وهـو يـدعـو الله فـي سـره كـمـا فـعـل الملك عبد الله آل سعود أن لا يـكون "الفاعـل" سـعـودي الجنسية أو لـه عـلاقـة بالقـاعـدة الإرهابيـة الوهابية المدعومـة بأمـوال " الخليجيين" لتكفيهـم شـرهـا وتبقـيهم علـى عـروشـهم الى يـوم يمـوتـون مرضأً أو هـرمــاً . طبعاً الأمير السعودي وهو في طريقه الى واشنطن لإدانة التفجيرات لم ينس حث الأمريكان على ضرورة تزويد" الثوار" السوريين بكافة انواع الأسلحة للقضاء على النظام علماً بأن " جند النصرة" هي جزء من القاعدة الإرهابية التي تفجر في العـراق وسوريا وتقتل ا لأبرياء والتي "تعاديها" أمريكا والسعودية والغرب المنافق ! رجـولـة الأمريكان في القبض على الجناة وبأسـرع وقـت لـم يضعـفها عدم وجود الشوارب والـلـحـى ولم يقلل مـن شأنـهـا أو يضعف من أصرارهم أو عزيمتهم , وعـدوا شعبهـم بالقبض على الإرهابيين فوفّـّوا ولـم يتراجعـوا أو ييأسـوا. نحـن هنـا أيضـاً تمنينا أن لا يكـون عربيـاً أو مـسـلمـاً حتـى لا يكون وبالاً علينا نحن العـرب سواء كانوا مسلمين أو غيرهم , فهنا لا يميزون بين عربي مسلم أو مسيحي أو صابئي أو كردي ومثلما قتلوا قبطي مصري مع عائلته وسيخي هندي يعتمر " العمامة" ويطيل اللحية مثل السلفيين وإخوان القاعدة بعد تفجيرات نيويورك 2001 . لـم يتعـلم الإرهابيون السلفيين والقاعـديين الدرس وإن يكفـوا الناس شرورهـم ويتعبدوا في مساجدهم !!
كانا أخوين مسلمين شيشانيين وكما قال والدهما " ملائكة حقيقيون" , أحدهما حاصل على الجنسية الأمريكية قبل سنة ويدرس العـلوم الطبية ! إذن ماالذي دفعهما الى ذلك ؟! ولماذا يقتلان أناس لا ذنب لهم في مشاكلهم ؟ هل وراءهم " القاعدة" ؟ ! نـنتظــر التحقـيـقات بفارغ الصـبر .
وعندما أذكر ما يحدث في العراق حيث التفجيرات الـدمـوية اليومية وآخـرها تفجير مقهـى في العامرية راح ضحيته شباب في عمر الزهور , لم يُسرع أمير سعودي أو مسؤول خليجي أو عربي لإدانة التفجيـرات ! ولم يحضر مسؤول عراقي الى تأبين أو مشاركة في تقديم واجب التعزية مثلما فعل أوباما , أقول مثلاً لو فعل السيد المالكي لقضى جُلّ وقتـه يتنقل من تعـزية الى أخـرى ومن مدينة الى أخـرى في طول العراق وعرضه ما عدا إقليم كردستان الذي يتمتع بالهدوء بلا حسد ! ولقضى السيد المالكي وقتـه بين الجوامع والحسينيات للتعـزية أكثر مـمـا يقضيه في مقـر الـوزارة للتخطيط في تطوير العـراق وتقـديم أفــضل الخدمات للشعب الذي تــعــب !؟
لم ينس أوباما أن يشكر بوتين على المساعـدة ؟ وأمريكا بطولها وعرضها وعظمتها أحتاجت مساعدة موسكوأيضاً! في تشخيص الإرهابيين والقبض عليهم فلماذا لا يتفضل مسـؤولي "الأمــن" في العـراق الى طلب المساعـدة من أمريكا – حسب الإتفاقية الأمنية الإستراتيجية- أو مـن أي دولـة مقتدرة على المساعدة وليس عيباً أن نعتـرف بالفشل والخيبة ونحن نـرى الدماء والأشلاء تمـلأ الأرض والـفـضاء. لمـاذا لا نضـع الرجـل المناسب للوظيفة في المـكـان المـنـاسب وهو حفظ الأمــن والـذود عـن الوطــن . هـل خـلا الـعــراق مـن رجـل عســكري يـعـرف كيـف يـضـع الخـطط الأمـنـية الــذكــية والمنـاســبة ويــسبـق الإرهـابـيـيـن ويـتفــوق عـليــهـم ؟؟ ليس عيبـاً أن نستعين بـأحـدث الأجــهــزة المـــتطورة من أية جـهـــة لـوقـف نـزيـف الـدم الـعـراقي , وليس عيباً أن نقدم الشكر والإمتنان لكل من يساهم في حفظ أرواح العـراقــيين , ليس عيبـاً أن نسـأل الأخـوة في كردستان عن الأمـن في مناطقهـم والخليجيين في مشيخاتهم !؟ وإسـرائـيل في دويلتـها ومناطـق إحـتـلالـهـا !
و أخيــراً وليس آخــراً متـى يفعل النــاس في العراق ؟! مثلما فعـل جيف باومان الأمـريكي ورغـم وضعـه النفسي بعد فقدانه ساقيه إلا إنه ساعد رجـال الأمـن في تسريع القبض على الإرهـابـيـين , على العراقيين أن يكونوا يقظين وحريصين للقضاء على الإرهاب ويكونوا سنـد للقـوات الأمنية للحفاظ على الوطن آمنــاً مسـتـقـراً ... أرجــو ذلـــك
طبعاً في خضم التفجيـرات وعشرات القتلـى لـم يكـلف إخواننا في الأنبار أو الموصل أو أي منطقة "ثائرة" على الظلم في ساحات الإحتجاجات! أن يدينوا الإرهاب أو يقفوا دقيقة حـداد على أرواح الضحايا وإنـمـا أمـْعـَنـوا في الـغـيّ وكـأن العـراقيين الـذيـن سقـطـوا مـن طيـنـة أخـرى ومـن ديـن آخــر !!
مقالات اخرى للكاتب