أجيب على المغالطة المنطقية التي تقول هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة ؟ ولا أعلم ـ حسب علمي ـ أن أحداً قد أجاب على هذه المغالطة المنطقية... فأقول:
في كل بيضة دجاجة وفي كل دجاجة بيضة، وفي كل بذرة شجرة ، ومن كل إنسان إنسان، فكل نوع من نوعه ولايمكنك أن تقسم البرتقالة قسمان، وتسأل هل هذا النصف من هذا النصف، أم هذا من هذا ؟
أو هل البرتقالة من البذرة أم البذرة من البرتقالة؟
هل الرجل من المرأة أم المرأة من الرجل؟ كلاهما يحمل نصفه الأخر فإن غاب أحدهما عن الآخر، غاب منطق السؤال... مَن مِن مَن؟؟
ثم هل الإنسان من التراب أم التراب من الإنسان؟
كل الأشياء في دورة تكامل واحدة، ولايستشعر الآنسان بالموجودات، لو غاب عنه الوجود، كما لوغابت صورتك بغياب المرآة ، أوغاب الظل بغياب الضوء.
فإن صح منطق السؤال هل البيضة من الدجاجة أم العكس ــ صح السؤال هل الإنسان من الوجود أم العكس؟
لو غاب المحسوس غابت الحواس، فغاب منطق السؤال. لأن معرفة أحدهما مرهونٌ بالأخر، وهو ما يفرز منطق هذه المغالطة. هل هذا من هذا، أم من ذاك.
القطة ترى صورة لقطة أخرى ثانية في المرآة ! لاتعلم هي ذاتها واحدة، لآن منطقها لايفهم هذا فتقع في التصور الخاطيء.
لذا لايصح منطق السؤال ، فالبيضة دجاجة وديك، والديك والدجاجة بيضة، وكلاهما من نفسٍ واحدة ، أي وحدة متكاملة، كتكامل البذرة مع الشجرة ولكن لكل منهما شكل وحجم وصورة، وهذا ما يوهم الأنسان فيسئل هذا السؤال.
الدين يقول حواء من آدم وكلاهما من نفس واحدة، من برتقالة واحدة من جوهر وطينة واحدة. لكن مرآة الوجود أوهمتهم كإيهام القطة.
فهل النفس من آدم، أم من حواء، أم من كليهما؟ أم كلاهما من النفسٍ الواحدة ؟
مقالات اخرى للكاتب