من المسلمات ان كل انسان مصيره الفناء تلك النهاية الحتمية التي لا مفر منها ، لكن هناك من يموت وتنتهي ذكراه الى الابد ، وهناك من يغادرنا جسدا فقط وتبقى ذكراه خالدة لدى الاجيال ، ومن هؤلاء الخالدين المفكر والمناضل الشهيد عزيز السيد جاسم الذي لم ينقطع ذكره ابدا ، بالرغم من محاولات نظام الطاغية هدام طمس ارثه ومحاولات بقايا هدام ممن يدعون النبل تسمية وشكلا وهم في الحقيقة ابعد ما يكونون عنها مستغلين عدم معرفة الحركات السياسية الموجودة بحيثياتهم واعتمادهم على ثقافة الانترنت لجمع المعلومات.لقد كان عزيزا نبيلا في اخلاقه وتصرفاته وفكره وكان يترفع عن كل ما هو بذيء وشائن.
وفي هذه المساحة لا استطيع تناول فكر وابداع السيد جاسم الذي لا تحتويه صفحات كتب فما بالك بهذا المقال المقتضب بل هي وقفة سريعة بمناسبة ذكرى تغييب جسد السيد جاسم الخالد روحيا وفكرا ونضالا بما تركه من تراث وفكر خلاق اثرى واغنى به المكتبة العربية باكثر من ستين مؤلفا وكتابا في شتى صنوف المعرفة ، وفي جميعها لم يغب الانسان عنها بل كان محورها الرئيس ، من اجل غد مشرق خال من الظلم والفقر والاضطهاد والتعسف.
واود ان اشارك القراء عضاً من اسرار السيد جاسم الذي كان العشرات يقتاتون على مائدته ويتوسلونه لمساعدتهم ومنهم اوفياء له واخرون نكروا الجميل وادعو بعد سقوط النظام واحتلال العراق انهم نبلاء بعد ان نزعو لباسهم القديم المرتبط بمكتب عدي ابن صدام واصبحوا ينتهزون الفرص ليلطموا على سيد الشهداء بذكراه وهم كاذبون حد النخاع ويستغفلون السذج ليوصلوا صورة بانهم حسينيون لكن الحقيقة انهم صداميون ، وعلى كل حال لا اريد الابتعاد عن الهاجس السريع الذي اردت ايصاله وهو ان السيد جاسم اوصى اخوته ومن ثم اوصانا ان لا ننزل الى مستوى الصغار مهما بلغوا من رذالة وتدن وان نترفع عن كل ما هو شائن وان لا نسترعي الانتباه لاشباه الرجال حتى وان تعرضوا لنا كوننا ابلغ واعظم واكبر حجما من المتزلفين والمتصيدين والانتهازيين والوصوليين ، وحقيقة هالني حجم الرسائل وانا اقلب ارشيف السيد جاسم وهالني حجم المواقف التي اتمنى ان ترى النور يوما في عمل تلفزيوني يؤرخ لمرحلة المفكر وحياته ومواقفه كانسان ومدى صلته ببلده وشعبه وتمسكه بهما على العكس ممن يتسكعون الى الان في لندن و يحاولون ان يملوا علينا مبادىء النبل والاخلاق الوطنية التي نحن اهلها الناس التي تجرعت المر في زمن المر ودفع رجالات البلد حياتهم لقاء ذلك وفي مقدمتهم الشهيدان الصدران وبينهما عزيز السيد جاسم.
مقالات اخرى للكاتب
