ان مهام وسائل الاعلام واتجاهاتها تستوعب وتساير معظم القضايا ومسائل الحياة المجتمعية وحركتها في مخاطبة فكر المواطن ، وليس على المتلقي التمييز بين الصالح والطالح من اهداف الرسائل الاعلامية لتلك الوسائل المختلفة وخصوصا المرئية والمكتوبة ،حيث يمكن قولبتها وصياغتها وفق الغرض والقصد المتوقع من بثها او اصدارها ، ومن الظواهر الغريبة الى حد ما شيوع انواع من الجرائم وزيادة خطورتها وانتشارها التي لم تكن مالوفة في مجتمعنا لكونها تخالف تقاليدنا وثقافتنا وعاداتنا واعرافنا وتعاليم الاديان السماوية كافة ، وهنا نقف امام القراءة الاعلامية التي تحاول ان تجد لها المبررات للجريمة وتزينها باغلفة انسانية للتعاطف معها وتعظم من شأن مقترفيها ومع تهوين وتقليل من حقيقة اثارها وعواقبها على المجتمع ، وذلك الاسلوب في عرض المادة الاعلامية المتعلقة بالجريمة يطرح سموما في نفوس الشباب وتغير سلوكهم واخلاقياتهم وفسح المجال لتقبل العنف وترسيخ صور الجريمة المختلفة في ذهنيته من الكم الهائل من البرامج والتغطيات الاخبارية ، وبذلك تتجاوز عن الواجب المهني بعرض الموضوع من خلال تقديم التحليل العلمي لأسباب الجريمة منها الاجتماعية التربوية او الاقتصادية ومحاولة صادقة في تقديم الحلول والمعالجات من المختصين والخبراء في هذا المجال ، لذا كون تلك الوسائل الاعلامية من اهم وسائل الاتصال الجماهيري والاكثر جاذبية للاسرة بشكل عام ومدى عمق تأثيرها في صناعة الفكر وخارطة ميوله لابد من الاهتمام الكبير من قبل المؤسسات الرقابية وتولي اهتماماً متزايدا للظروف الاستثنائية التي يعيشها مجتمعنا واستهدافه من قبل جهات عدائية عديدة وجدت في تلك الوسائل الاعلامية غايتها في تنفيذ اجنتدها من تدمير شبابنا ، لذا لابد من وضع الضوابط حول البرامج التي تناقش الجريمة او تعرضها لغرض شيوع الفساد والجريمة والعنف .
مقالات اخرى للكاتب