اهنئك على تولي زمام القيادة محافظة بغداد , واتمنى مخلصا بكل جوارحي , ان تعيد الحياة والبسمة والابتهاج الى ثغر بغداد الذابل والمريض , وان تعيد الى بغداد روحها المفقودة . وان لاتعيد استنساخ التجربة المريرة والمؤلمة والقاسية والقاحلة , التي تركها محافظها السابق ( صلاح عبدالرزاق ) بتجربته الشنيعة والمهلكة , التي الحقت دمارا وخرابا فادح , في عاصمة العراق بغداد . لقد عمل منذ مجيئه الشؤم والمصيبة السوداء , بفتح الابواب مشرعة للفساد ونهب الاموال والعباد , وترك بغداد تئن تحت وطئة التخلف والتعصب والاهمال , وانتشار الخوف والرعب والقلق في نفوس المواطنين , فترك العمل والمسؤولية والواجب , وسعى بكل همة ونشاط الى توسيع امبراطوريته المالية , وشرع واباح قانون الفساد والرشوة والاحتيال , وبكثرة المشاريع الوهمية والورقية . فتحولت بغداد الى صحراء رملية قاحلة , تهب بين فترة واخرى في رمالها واتربتها لتغزو بغداد جوا وارضا , لتزيد من وطئة المأساة وثقل المصيبة والبلاء . فقد غاب الاصلاح , وغاب البناء , وغابت الخدمات , وغابت الخضرة والشجر , وغاب التنظيم والتنسيق والتجميل والتنظيف . وحل محلهم فوضى همجية لا رأس لها ولا ذيل . ففقدت بغداد صحتها وعافيتها ورونقها الباسم , فقد وقعت تحت شرور التعذيب السادي , وتجرعت الموت البطيئ كل يوم , حيث تحولت معالمها الى خراب ومرتع للازبال والقمامة , هذه حال بغداد التي حلت بها المصيبة والنكبة , في حين كانت يوما ما , عروسة المدن , تشمخ بكبرياء وزهوا بمعالمها الحضارية والثقافية والاجتماعية والفنية , فكانت عاشقة بهية , يتغزل بها الشعراء والكتاب والسياسيين وحتى رجال الدين , فكم كتبوا قصائد غزل , وكم كتبوا مقالات المجد والمدح والتبجيل , وكم تغنوا بحبها الوارف وسلام الذي يحتضنها بود ووئام , وكم كانت زاهية بمطر الاخاء والمحبة , فكانت مدرسة العلم والفكر والثقافة , ومحل اعجاب ودهشة الى معالمها التاريخية , والى شوارعها مثل شارع الرشيد , الذي ادهش احد امراء الخليج , وكان يحلم يدعو الله , ان يكون في بلاده مثل شارع الرشيد . والآن دول امراء الخليج يتباهون بكبرياء وفخر , بمدنهم الزاهية والجميلة , التي تعج بناطحات السحاب , وبغداد تعج بناطحات الزبالة واكوام القمامة . لقد سن محافظها السابق , شريعة التخلف والتعصب والاهمال والحواجز الطائفية . لقد تجاوز كثيرا , على المحافظ المتخلف عقليا وفكريا ( خيرالله طلفاح ) لقد غاب الربيع والازهار والنظرة الباسمة , وحل محلهما الظلام والعتمة والكآبة والخوف والقلق , هذه حال بغداد التي كانت تنعت توصف, بمدينة الحب والسلام والتعايش , , سيذكر التاريخ بما حل واستباح وهدم وخرب ومزق الكرامة وهتك الشموخ وعنفوان بغداد. الاول القائد المنغولي ( هولاكو ) , والثاني ( صلاح عبدالرزاق ) . اللذان حولوا بغداد الى خرائب واطلال مهدمة , والاول مات الى جهنم , والثاني بين فترة واخرى يشن بجيشه المغولي على معالم بغداد الثقافية والفنية وعلى نواديها الاجتماعية , حتى صارت بغداد تنافس مدينة ( قندهار ) , وليس امامك إلا ان تختار احد الطريقين لا ثالث لهما , ام ان تستنسخ تجربة محافظة ميسان ( العمارة ) وتسلك طريق ( علي دواي ) الذي حول ميسان ( العمارة ) الى واحة جميلة , من التنسيق والتنظيم والبناء والاعمار , حتى صارت محافظة العمارة افضل محافظات الوسط والجنوب . , واما تختار مهازل المحافظ السابق , الذي خرب ودمر بغداد واغتال حياتها النابضة , فتذكر المصيبة التي حلت ببغداد , فقد ترك لكم تركة ثقيلة من الخراب والاهمال وضياع الامن والنظام واحدث شرخ وانفصال , وعدم التعاون مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الثقافية والاجتماعية . لقد وعدت سكان بغداد بكشف ملفات الفساد للمحافظ السابق , نتمنى ان يكون حقيقة يطبق فعليا على الواقع , وليس كلام عابر غير موزون , وانما لذر الرماد في العيون.