على حين غفلة ومع اشتداد المعارك واطمئنان الناس الأبرياء في الفلوجة لوجود القوات الأمنية قربهم تحدى آلاف الأطفال والنساء والرجال داعش مغادرين الفلوجة إلى غربها حيث النساف التي تضم مناطق الحلابسه والبوعلوان والبوعيسى مهرولين بمشهد يشبه رمي الجمرات إذ لا ترى سوى البشر لأكثر من سبعة كيلومترات قاصدين بر الأمان المنشود رغم العبوات الناسفة وقناصة داعش وبوصولهم إلى تقاطع السلام باتجاه عامريه الفلوجه يتم نقل النساء والاطفال وكبار السن إلى مخيمات اللاجئين فيما يتم عزل الرجال للتأكد من موقفهم من داعش. إتجاه المواطنين إلى العامرية كان بناء على دعوات حكومة الأنبار المحليه التي قالت إنها وفرت كل شيء لاستقبالهم لكنها لم تفعل ولم توفر حتى الماء لهم ليجدوا أنفسهم بلا مأوى مشتتين لا مكان يؤيهم ولا يعرفون ما يفعلون أو أين يذهبون ولا من أين يأكلون أو بأي حال ينامون مندهشين مذهولين أين الخيام والطعام والشراب واسأله أخرى تدور بخلدهم لكنهم صابرون فمهما يحصل فهم بخلاصهم من داعش وقذارته رابحون.  أما أصحاب الشأن و المسؤولية من حكومة الانبار المحلية فكان جوابهم حاضرا للإعلام أن الأعداد كانت كبيرة وغير متوقعة وهنا لابد من تذكيرهم ببعض الأمور وهي اعلانهم إتمام الاستعدادات لاستقبال النازحين من داخل الفلوجه وأن سلطات الأنبار المحلية وعلى لسان المحافظ وقائمقام الفلوجه ومجلس المحافظة اعلنت عن وجود أكثر من ستين ألف مدني بداخل المدينه فكيف كانت الأعداد غير متوقعة ونذكرهم أيضا بأن بعض الأطراف قد طلبت منهم قبل انطلاق المعركة بثلاثة أسابيع بمنزل السيد وزير التخطيط انشاء مخيمات بناحية الحبانية استعداد لنزوح أهالي الفلوجه لأن الحبانية والخالدية أقرب من العامرية بكثير لكنهم رفضوا وقالوا لدينا مخيمات وسنبني أخرى ونحن جاهزون للمهمة وكان هذا كلام ثاني أرفع شخص بالمحافظة (عرفتوه اكيد) فكيف تبدون عذرا أنتم أصحابه مسبقا ،؟ ولماذا لم تقيموا مخيم واحد على الأقل في الحبانية حيث يفترش أكثر من ألفين وخمسمائة عائلة الأرض ويلتحفون السماء و بخصوص قولكم تقصير وزارة الهجرة فبلا شك الحكومة مقصرة في هذا ولكن سبق وأن تم التنسيق مع السيد وزير الهجرة وبجهود وزير التخطيط وبعض نواب البرلمان عن المحافظة وحصل إتفاق رضيتم به فلماذا تحملون الهجرة المسؤولية وقد قبلتم بها مسبقا وابديتم رضا بذلك. إن الإهانة التي تعرضت لها عوائل الفلوجة وهي تعانق سماء الحرية بتحريرها من داعش بجهود ودماء القوات المسلحة وفي مقدمتها جهاز مكافحة الإرهاب البطل يتحملها المسؤولين كافة في الأنبار كل حسب موقعه ويجب أن تفتح كل الملفات المتعلقة بهذا الملف ليحاسب المقصر وليعرف مصير الأموال المخصصة بهذا الخصوص وهذا واجب الجهات الرقابية والحكومية وباسرع وقت . أما واجب المواطنيين وخصوصا أهالي الفلوجة فهو الإبلاغ عن كل تفاصيل داعش وأعماله وإيصال أي معلومة عنهم للجهات الأمنية المحررة فيما يبقى واجب آخر على أهل الأنبار وهو كشف اللثام عن الفساد والمفسدين ومحاسبة من قصر معهم من نوابهم وأعضاء مجلس المحافظة والذين لم يجدوهم باستقبالهم وهم يفرون من الموت البغيض وحساب أولئك بسيط فما هي إلا أشهر ويتوجهون لصناديق الاقتراع وعليهم آنذاك أن لا يختاروا غبيا أو متخاذلا ولا متاجرا بقضاياهم وينتخبوا من يحب العراق ويحبهم فعلا لا قول فهذه المحنة التي تعيشها الأنبار بينت من يمتلك روح التضحية لأهله ومن يظحي بأهله لمصلحته.