التظاهر .. حالة صحية ، تتناغم وغياب الحقوق الانسانية او الحريات العامة ، وهو فعل ونهج تقره شرائع السماء وقوانين الارض ذات المنحى الديمقراطي الحديث .. وفي عالم اليوم يشار اليه بكونه اداة تنظيم وعامل توحيد للمجتمع ،  اي مجتمع ، حتى وان كان متعدد القوميات والاديان والطبقات والاتجاهات السياسية.. وهو ايضا سلوك مقبول اجتماعيا ويحظى باحترام مؤسسات الدولة المنفتحة على مواطنيها واسناد منظمات المجتمع المدني ومختلف مصالح القطاع الخاص .. وان العرب قالت قديما : اول العلم الصمت ، والثاني الاستماع ، والثالث الحفظ ، والرابع العمل به ، والخامس هو محور حديثنا ( نشرة ) … بمعنى ايصال الصوت لمن يعنيه الامر ، على وفق مصالح وطنية حقيقية صامدة ، وباجواء سيادة القانون العادل والانضباط الصارم المظلل لتلك الممارسة الراقية ، بعيدا عن التشكيك بسلامة نية المتظاهر ضده ، صاحب القرار.. وصولا لصنع المستقبل الآمن ولتطوير الحياة العامة بما يتوافق ومصالح عموم فئات الشعب على اختلاف اتجاهاتهم السياسية وظروفهم الاقتصادية واحوالهم الاجتماعية والثقافية ومعتقداتهم الدينية … ومن حق المواطن على حكومته ، توطيد النظام العام بكامل مكوناته الاساسية .. الصحة العامة ، والامن العام ، والسكينة العامة ، والاخلاق والآداب العامة … الى غير ذلك من حقوق ، في ظل الالتزام بسيادة القانون القامع للفساد السياسي والاداري والمالي ونقص الخدمات أو شحتها …

مع ادراك للاعتماد المتبادل بين الوسائل والغايات ، وان يفهم القائم بالتظاهر المتغيرات الحاكمة وكيفية ايصال المعنى وبدء الحوار العلمي والمنطقي بحيث يقف امام عمله باقدام راسخة ورؤى واضحة تحوز على قبول النخبة القائمة على السلطة … واني ارى ان التمهيد لاية تظاهرة مباشرة ضد اي فعل حكومي ، يجب ان تبدأ بمحاولة الغاء حاجز الفهم والهوى المسبق الكامن في النفس البشرية الامارة بالسوء ، ناهيك عن القدرة على قراءة لغة الحوار بجدية عالية لتنمية المشهد التلقائي المبتعد عن الخشونة والصدام والنوايا الخبيثة المضمرة ..

وهذا مصداق لقول الامام زين العابدين ( عليه السلام ) في رسالة الحقوق :-     ( واما حق نفسك عليك فان تستوفيها في طاعة الله ، فتؤدي الى لسانك حقه ، والى يدك حقها ، والى رجلك حقها … وتستعين بالله على ذلك . ) وفي هذا القول تذكير بكون الدنيا مزرعة ، وساعات هذه الدنيا تعادل لحظة من حياة الآخرة .. ويمكننا ان نذكر الحاكمين بحركة المجتمعات اليوم على ارض المعمورة البتي تعدت الى اسرائيل وبلدان الغرب الديمقراطية والربيع العربي على الحدود .. ونستخدم لذلك اداة قوية متمثلة بالهجرة الى الله تعالى خالق الكون ومغير الاحوال متذرعين بالدعاء والتوسل برحمته .. لابد ان نعتمد وسائل الفيس بوك التي ثبت فشلها ولا وسائل التشكيك والتلاعب بالحقائق والصيد بالماء العكر التي يحلو للبعض اقتناصها والجري وراءها .وما على الحاكم الا ان يعي ايضا ان عيال الرجل اسراؤه فمن انعم الله عليه نعمة فليوسع على اسرائه ، فان لم يفعل اوشك ان تزول نعمته … وعلى الانسان الذي يطالب بحقوقه وحقوق ابناء جلدته ان يتخذ من قول الامام ابي محمد ( عليه السلام ) عبرة : قلب الاحمق في فمه وفم الحكيم في قلبه … واللبيب بالاشارة يفهم ..!!