تعرف جميع بلدان العالم في الكرة الأرضية بان موظفي الدولة هم عمودها ومرتكزات المجتمع ، لانهم الركيزة الاساسية التي تبنى عليها أي دولة ، ولولا موظفو الدولة لما نجحت الحكومات في قدرتها على ادارة الدولة ولفشلت في بناء مجتمع متطور بناء متعاون ، ولولا موظفو الدولة لم تستطع الحكومة ان تستمر بعملها ولم تستطع بناء علاقات بينها وبين أفراد المجتمع المدني، وذلك كون الموظف هو الذي يمثل الحكومة ومؤسسات الدولة كافة.
لهذا فان جميع حكومات العالم بدون استثناء تعطي اهمية عظمى لمنتسبيها في جميع الظروف الاستثنائية التي يمر على البلد ، سواء كانت هذه الظروف في العسر وفي اليسر ، كون صفة الموظف تبدأ من رئيس الجمهورية الى أصغر موظف في الدولة ، وان من طبيعة عمل الموظف هو السهر والعمل الدؤوب لخدمة افراد المجتمع ، مهما اشتدت الظروف فهو في خدمة المواطن ضمن حدود البلد الجغرافية ، وهو يبذل الغالي والنفيس ويضحي في راحته كي يلتزم بالدوام والواجبات المحددة ضمن القانون والشريعة الاسلامية او غيرها في بلدان العالم كافة ، وذلك من خلال تحمله المسؤولية الملقاة على عاتقه امام الدولة والمواطن ، كما انه الناطق باسم الدولة حسب الصلاحيات المحددة له ، لهذا بالمقابل على الدولة والقانون ان تحميه وتدافع عن مصالحه وعائلته مهما كلف الامر، وهذا المبدأ معمول به في جميع بلدان العالم ، ولكن مع الاسف هذه القوانين والأنظمة والتشريعات لاتنطبق على الحكومات المتتالية التي حكمت العراق بعد عام 2003 اذ دخل الى العراق افراد كانوا يعيشون على بقايا الاكل وكانوا يعيشون في حالة معيشية يرثى لها وكانوا يتمنون لو يسمح لهم العراق في ذلك الوقت للدخول ، ولكن بعد ان سقط النظام على يد التكنولوجيا والاسلحة الامريكية ومن تحالف معها من دول العالم الكبرى ، جاء هؤلاء الاشخاص على سطح الدبابات الامريكية وهم مايسمى العراقيين المهاجرين قصرا من قبل النظام السابق ، وكما قال الحاكم العسكري الامريكي سيء الصيت والذي شكل مجلس الحكم من هؤلاء وبعد اكثر من ثلاث عشر سنة من تشكيل مجلس الحكم با نهم (سراق وفساد ولصوص) ، وهذا فعلا تجلى من خلال تدميرهم البنى التحتية لكل قطاعات الصناعات العراقية من خلال نشر الفساد وطيلة الحكومات التي استلمت السلطة في العراق ، والاكثر من هذا فمنذ استلامهم الحكم شدوا العزم على اذية موظفي الدولة ملتزمين بقانون بريمر بما يخدم مصالحهم ومحاصصتهم في توزيع املاك الدولة فيما بينهم كونهم متعددي الجنسية ، ولم يفكروا ولو لحظة واحدة بمصلحة الشعب العراقي بكل اطيافه ومذاهبه واقلياته.
وبداية حاربوا موظفي الدولة بكل مايستطيعون من قوة ، وانعدام ضمير والانسلاخ من حقوق الانسان ، ثم بدأت تعملاتهم ضد جميع منتسبي مؤسسات الدولة العراقية ، فمرة يقطعوا مخصصات اساتذة الجامعة وموظفيها ومرورا بقطع نسبة من الرواتب الاسمية للموظفين واخرى قطع مبلغ مساعدات انسانية ، ومرة قطع الرواتب بحجة مساعدة الحشد ولكن لم يصل اي مبلغ للحشد المقدس وغيرها كثيرة من قطع رواتب الموظفين من متنسي الدولة ان اغلب الموظفين عاشوا الويلات وعوائلهم طيلة السنوات التي مرت منذ عام 1968 وجاورا وزادوا الطين بلة كما يقول المثل العراقي، اي ذنب اقترف الشعب العراقي ، هل لانه وقف مع القادمين الى العراق على الدبابة الامريكية علهم يجدوا من ينقذهم ، متفائلين بتصريحاتهم عندما كانوا في الخارج قبل السقوط حيث اوعدونا بانه فقط من ناحية البطاقة التموينية ستزيد الى اكثر من (43) مادة ، ولكن اتضح جرمهم واتضح كذبهم وقد وصل العراق الى ماوصل اليه الان .
واخر الاذية التي يريدوا بها اذية منتسبي الدولة من الموظفين هي سيقطعوا رواتبهم وبنسبة 15 بالمئة متناسين ان بعض الرواتب وصل بها الموظف كون له اكثر من ثلاثين سنة خدمة بالدولة وقد ضحى بالغالي والنفيس من اجل بناء الدولة العراقية وطيلة عدة سنوات ثم يريدوا ان يتساوى الموظف الذي ضحى باجمل ايام شبابه للدولة مع الذي يتعين حديثا أي ظلم هذا ياحكومة العراق الا فيكم رشيد ، فاي قرض من البنك الدولي هذا الذي تدعون الم يكن العراق من اغنى البلدان في العالم او على الاقل في الشرق الاوسط ، الم يكن العراق يمتلك اكبر ثروات المعادن والنفط والاراضي الزراعية ، اين ذهبت هذه الاموال.
طبعا لقد هربت الى البنوك العالمية وتوزعت بينكم من خلال النهب والسلب والسرقات والفساد والمحاصصة وكثرة الاحزاب والكتل وزرع الطائفية بين افراد الشعب العراقي منذ تاسيس مجلس الحكم اي منذ دخولكم العراق مع الامريكان ، فاين تذهبون التاريخ ،واعلموا ان الشعب العراقي شعب الامامين الحسن والحسين (عليهما السلام) بخيت واذا صبر فلم يصبر طويلا عليكم .
لذلك على الحكومة ان تفكر كثيرا وتراجع قراراتها السابقة واللاحقة بخصوص موظفي الدولة وعدم المساس في ارزاقهم وحقوقهم ، فكما وقفوا ضد النظام السابق سيقفون ضدكم وستلعنون الساعة التي دخلتم بها الى العراق ، فقطع الاعناق ولا قطع الارزاق ، وصدق امامنا امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) عندما قال ( لاتطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لان الخير فيها قد شح).
ارجوا ان يصحح الحكام العراقيون القادمون على الدبابات الامريكية مواقفهم تجاه الشعب العراقي وموظفي الدولة قبل فوات الاوان.
وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم وكل فاسد وكل عديم الضمير .
مقالات اخرى للكاتب