الصحفية المخضرمة هيلين توماس توفيت عن عمر يناهز الـ 92 عاماً بعد معاناة من المرض والشيخوخة ولمن لا يعرف هذه السيدة الشجاعة والتي هي إبنة عائلة لبنانية مهاجـرة ترعرعت في ديتـرويت وأستقـرت في واشنطن دي سي , و كسرت حواجز كثيرة كمراسلة لتستقر في المقعد الأمامي في قاعة المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض الأمريكي , وبقيت 49 عاماً تواجه 9 رؤساء أمريكيين بأسئلتها " المحرجة "أحياناً وكانت كثيراً ما تتبادل الضحكات مع الرؤساء وكان آخرهم الرئيس باراك أوباما والذي خـرج عن المألوف وقدم كيكة صغيرة لمناسبة عيد ميلاده لها لتطفأها مشاركة وهي تبلغ العام الـ89 . هيلين توماس بقيت في منصبها كمراسلة وكاتبة عـمود صحفي في صحيفة هيرست ولمدة 10 سنوات ورغم هذه السنوات والشهرة التي أكتسبتها إلا إنها سقطت بجملة قالتها دون أن تنتبه بأن هناك أذان تسمعها خاصة وإن أصلها العـربي يلاحقها رغم سنينها الطوال ولكن شعورها وما يعتمل في قلبها ك "عربية" يظل على الدوام , ف "زلة" اللسـان التي أخرجتها من البيت الأبيض عبّرت عنها بشكل لا إرادي " فليخرج اليهود من فلسطين ويعودوا من حيث أتوا" هذه الجملة ألتقطتها أذان الصهاينة المتحكمين بكل شئ في أمريكا ومنها الصحـافة وكما يعلم الجميع بأن الكلام عن إسرائيل خط أكثر من أحمر في أمريكا حتى من قبل السياسيين من الرئيس مروراً بالشيوخ والنواب والسفراء , فما كان من الصحفية هيلين إلا إن تغادر قاعة البيت الأبيض بعد سنين طوال كمراسلة صحفية , خرجت من الصحافة ككل , إذ فصلتها الصحيفة التي كانت تعمل بها وأدارت كل الصحف لها ظهر المجن لا لجريمة إقترفتها أو خطأ أو زلل فعلته وإنما قالت جملة حملتها في قلبها " العربي" وأظهرتها مجاهرة على الملأ الأمـر الذي لم يشفع لها مكانتها وسنينها وروح الود التي يكنها لها " البيت الأبيض" وخرجت حزينة رغم ندمها على الجملة وإيمانها بأن السلام سيعم بالتفاهم ليعيش الشعبين بسلام . وهاهي تغادرنا اليوم بعد أن غابت عن المسرح الصحفي في العام 2010 وأنزوت حزينة مكسورة على ما فعله بها " اللوبي الصهيوني" لذا ومن هنا أقول , لا يعول العرب وخاصة الفلسطينيون كثيراً على " مساعي" أمريكا في إحلال السلام وإرجاع حقوقهم المسلوبة بعد وعد بلفور المشؤوم فوعود أمريكا أشأم , فهي الحريص والداعم بدون حدود لدولة الصهاينة وتأتي مصالحهم قبل كل شئ , وما جولة " كيري " وزير الخارجية الأمريكي هذه الأيام إلا لتفادي أن يصل العالم كله الى مقاطعة العزيزة " إسرائيل" خاصة بعد القرار الأوروبي بعدم الإعتراف بالمستعمرات التي بنتها سلطات الإحتلال في فلسطين المحتلة في العام 1967 , فلا تغـركم محاولات أمريكا في ردم " الهـوّة" فهم أولاً وأخيراً يدافعون عن مصالحهم ومصالح " اليهود" فاللوبي الصهيوني وفي مقدمته " إيباك" لهم بالمرصاد , فكما سقطت المرحومة هيلين توماس عن عرش الصحافة بجملة حرة وحقيقية ونابعة من القلب فسيسقط أي سياسي أمريكي أو أوروبي وينزوي غير محسور عليه إذا ما مس أو حاول أن يدوس على طـرف " إسرائيل " !! فلا تبنوا أحـلاماً وردية وخاصة الإخـوة الفلسطينيون الذين تشردوا طويلاً نتيجة التقسيم الإستعماري الظالم الذي فعلته بريطانيا العجوز والذي أقترفت ما لا يجوز وسلّمت فلسطين لليهود من كل البلدان وبنت لهم وطن قومي على حساب العرب الفلسطينيين وسرقت بيوتهم وأراضيهم ولم يبق بلد في العالم وفي قرننا الحالي محتل إلا فلسطين وهذا عار على العرب والعالم أجمع , بريطانيا " العظمى" التي غابت عنها الشمس تركت من المشاكل والضغائن ما ليس له حل حتى يوم يبعثون , فلا تلوموا إلا أنفسكم وأجتمعوا على كلمة سواء تحلّون بها مشاكلكم وتضعون الدواء لكل الأرزاء سواء هنا أو هناك "وما حك جلدك مثل ظفرك"
مقالات اخرى للكاتب