لا أدعي معرفةً تامة كاملة عن السبط ابي عبد الله بطل الطف ، بل يمكنني القول بانني أقل الناس معرفة بهذا الرجل الذي لايمكن حصر حياته وشخصيته بمجلدات .
فاذا تناولنا هجرته من دار جده وابيه باتجاه كربلاء سنرى أنه لم يتجه الى أختيار موضع بعيد عن الظالم حيث طمأنينة العيش ليشكل معارضة وربما جيشاً ، بل سار بمقاتليه واهل بيته الى عقر دار الظالم وتلك لعمري هي الشجاعة .
كان غيره سيبايع الظالم ويزين له حكمه فيغنم القصور والحسان والاموال والجاه .. لكنه الحسين الذي اشترى الدنيا بالآخرة ، ويالها من تجارة ، رفض بيعة الخارج عن أمر السماء .
لم تمتد يده الى بيت مال المسلمين فياخذ منه مايشاء له ولعياله بفتوى أحقيتهم بميراث جدهم مؤسس الدين والتشريع والدولة ... لكنه الحسين سليل العترة المباركة التي اذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيرا ، آمن باليقين المطلق أن اليد التي تمتد الى هذا المال ظلماً وعدواناً لابد وتحرق ... عَفًًت يده وعَفً عقله و عَفً ضميره كما كان أبويه وأخوته .. وقبله جده ألأعظم صلى الله عليه وآله .
أثناء مسيرته نحو الظالم ورد خبر مقتل أكبر مناصريه في الكوفة فلم يلتفت صوب الامبراطوريات يمينا او شمالا بل رفع نداءه الى السماء سائلا النصرة من الذي قال " اِن تنصروا ألله ينصركم ".
لم يترك أهله في المدينة الآمنه خوفا على حياتهم ، بل أخذهم معه ليكونوا شركاء القضية والمصير.
لم يكن عسكريا ؟؟ تبت السنتكم ايها الجاهلون .. هو ابن مدرسة القتال والكر .. لكن عقولكم وضمائركم عاطالة عن دفع الظلم ومقارعة الظالم .
في المعركة عطش ليشرب ألآخرون ... جاع ليأكل ألآخرون
من مِن قاتليه يُذكر هذا اليوم بمثل ما يذكر الحسين في مدارس الفكر والتربية وفن الحرب ؟
بل من مِن قاتليه مات تلك الميتة الحسينية المشرفة ؟؟ وذلك هو النصر !
جزء من عقلي يتساءل " هل تحزن على الحسين ؟"
يجيبه الجزء الآخر " وهل أحزن على الذي تسَبّح روحه في عليين الرضوان مع
(الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)
والذين ( لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) ؟؟
سلام عليك أبا عبد الله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا .
و تبت السنة الذين يذكرون اسمك رياءأ و مكرا وخديعة .
مقالات اخرى للكاتب